الشهيد خليل ابراهيم وعزرائيل وأوراق الكوتشينة ؟

 


 

ثروت قاسم
8 January, 2012

 



1 -  شجرة الخلد !

أذا شاء  حظك العاثر ، ووجدت  نفسك في مكتب الرئيس البشير ، فسوف تجد لوحة صغيرة علي طاولة المكتب ، في مواجهة الزائر مباشرة !
سوف تقرأ محفورة علي هذه اللوحة الخشبية  عجز الاية 120 من سورة طه :
(  ...  هل أدلك على شجرة الخلد ، وملك لا يبلى ؟ ) !
الرئيس البشير يعيش في وهم ،  أنه سوف يبقي في السلطة الي الأبد  ... ملك لا يبلي ! وأنه قد فاز بشجرة الخلد ، التي تحرسها منظومته الأمنية ! ونسي أن هذه وساويس الشيطان ، وانه سوف يهبط منها قريبأ ، وقبل أن يطوي الله سبحانه وتعالي ، داخل   هذه السنة ، صفحة نظامه البئيس   ،  كطي السجل للكتب   ...  وعدأ علينا ، أنا كنا فاعلين !
رغم أن الشيخ الترابي لا يعلم الغيب ، ولكنه بشر   ( الخميس 5 يناير 2012 )  الشعب السوداني   بأن الثورة  الشعبية السلمية  ستأتي  بغتة  ، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ  بها  ، لكنها ستحدث قريباً  ... قريباً جداً   !  وتوقع الشيخ  مقاومة شرسة من نظام البشير لقمع الثورة  ، بسبب خوف النظام من فتح ملفات  قادته الأجرامية ، بعد تفكيكه ! 
صدق ، يا هذا ، الشيخ الترابي ، فابو القدح الشعبي يعرف كعب أخيل ابو القدح الوطني !


2 -  أوراق الكوتشينة ؟
يضع الرئيس البشير في درج مكتبه 13  كرت من كروت الكوتشينة ؛ وعلى كل كرت صورة الزعيم السوداني العدو الذي يخطط  الرئيس البشير ، بمساعدة أجنبية ، لإغتياله في فراشه ، بين أهليه !
تجد علي الجوكر صورة الشهيد الخليل !
ترى على كروت   الآسات الاربعة صور مالك عقار ، وعبد العزيز الحلو ، وعبدالواحد النور ، ومني أركو مناوي !
تري على كروت  الشياب  الأربعة   صور ياسر عرمان ، وعلي محمود حسنين ، والتوم هجو ، والطاهر الفكي  !
وهكذا !
بإغتيال الخليل ، مزق الرئيس البشير كرت الجوكر ، ورمى به في سلة المهملات ! وبدأ في شك الاوراق من جديد ، واضعا  كرت  أس الأسود  (مالك عقار )  ، كأول كرت في  دستة الكروت المتبقية  ، يتبعه أس الشيريا  ...  عبدالعزيز الحلو  !
أستهجن الناس اساءات    الرئيس البشير الشخصية  والسوقية   (كوستي -  الثلاثاء  3 يناير  2012 )  ، للقائد مالك عقار  ، التي تسئ الي الرئيس البشير ، اكثر منها للقائد مالك عقار ! 
توعد   الرئيس البشير بأنه  سوف يمزق   أس الاسود  ( مالك عقار )  قريبأ  ، كما مزق الجوكر !
لم يتدبر الرئيس البشير في ايات  القران الكريم  الكثيرة ، التي تحث علي حسن القول !
ونذكر منها ، علي سبيل المثال ، لا الحصر  ، ثلاثة أيات ، كما يلي  :
+  (  وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا ً) 
(   83 – البقرة )
+  ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
(  53  -  الإسراء  )
+   ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  )
( 46- العنكبوت )
قال الشاعر :
من يغرس الإحسان يجنِ محبة *** دون المسيء المبعد المصروم
أقل العثار تفز، ولا تحسد، ولا *** تحقد، فليس المرء بالمعصوم
حلف الرئيس البشير بالطلاق المثلث ، وبالقسم المربع ، وبالتقطعه أربأ أربأ ، بأنه سوف يمزق دستة  كروت الكوتشيتة  بطرفه  ،  كرتأ بعد الآخر ،  قبل حلول عيد الميلاد  ال77 للإنسان العظيم ! 
فسر الرئيس البشير الأغتيالات السياسية المصوبة  ،  التي   يخطط  لتدبيرها  ،   وبمساعدة أجنبية ،  لزعماء السودان ، وهم علي فراشهم ، في عام 2012  ،  بأن  كل واحدة منها سوف تكون  قصاصأ  ربانيأ ، كما في أغتيال الشهيد الخليل  !
نصب الرئيس البشير نفسه  ملك الموت  ،  عزرائيل  ،  يقبض في ارواح زعماء السودان السياسيين الذين يرفضون الانبطاح !
الأسم الجديد للرئيس البشير ... عزرائيل بلاد السودان !
ولكن هل يمكن  أن  ترتد مقولة الرئيس الي نحره  ، ونفسر أمر قبض أوكامبو  ، علي أنه قصاص رباني ، علي ابادات الرئيس البشير الجماعية في دارفور ، وجرائمه ضد الانسانية ، وجرائم الحرب التي أرتكبها ؟
أنه سبحانه وتعالي يمهل ، ولايهمل !
أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات  سعادة  الفريق أول  محمد عطا المولى عباس ، حلائف وأقسام  عزرائيل بلاد السودان  (  الرئيس البشير )  ،   عند مخاطبته  ( الأربعاء 28 ديسمبر 2011 )   ،   طابور سير طويل لمنسوبي الجهاز من الخرطوم إلى الكاملين بولاية الجزيرة  !  وتوعد بأن    عام 2012  سيشهد نهاية التمرد في مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق  !  وتمزيق دستة كروت الكوتشينة في درج  مكتب الرئيس  البشير ! 
بدأ عزرائيل بلاد السودان أعماله أبتداء من يوم الاحد الاول من يناير 2012  ، علي أن ينتهي من قبض ارواح  12 زعيمأ سودانيأ ، بحلول يوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2012 !
علي أفتراض ان عزرائيل (  الاصل ) لن يفعل فعلته في عزرائيل التايواني ، قبل ذلك  ،  وفي لاهاي ، في هولندة !
ومن يربط الكلب العقور ببابه ..... فكل بلاء الناس من رابط الكلب

3  -   المقاومة المسلحة والمفاوضات السياسية  ؟
أصدر حزب الأمة ( الأثنين 26 ديسمبر 2011 )  ،  بيانأ  حول أستشهاد دكتور  خليل إبراهيم   ، ناشد فيه حركة العدل والمساواة ، وكافة الفصائل المسلحة  ، نبذ العنف ،  ونبذ  المقاومة المسلحة  ، والتركيز علي  الجهاد المدني  ،  من أجل تحقيق المطالب الدارفورية الوطنية المشروعة ، وسائر مطالب  الجهات المشروعة المضمنة في  الأجندة الوطنية !

وقدر  حزب الامة دور القوات المسلحة   السودانية ، في التصدي للعمل المسلح المضاد !
بعد  جيبوتي  ،  أكتشف  حزب الأمة عدم وجود لا فار ولا فيل  في مخلاية نظام البشير  ، ووجدها خالية  علي عروشها !
وتكرر نفس الفيلم الهندي في اتفاقية التراضي  ، وفي اتفاقيات القاهرة ، جدة ، ابوجا ، أديس أبابا ، أسمرة ، نيروبي ، والدوحة  !!
نقض نظام البشير  ،   في متوالية  جهنمية  ،  وبدون أختشاء  ،  جميع اتفاقياته  ، التي أبرمها   مع  القوي السياسية المعارضة !
ومع ذلك  ، لم يقنع  حزب الأمة من خير في الابالسة  ! صبر حزب الأمة وصابر ، وواصل  التفاوض مع الأبالسة  بالتي هي أحسن ، حول الأجندة الوطنية !
وكانت النتيجة قبض  الريح ، مرة أخري  ، ومعها  صفعة  الحكومة  الضيقة !
وبعد كل هذه التجارب المريرة علي الارض ،  والفاشلة ، ينصح  حزب الأمة   تحالف كاودا  بالسير في طريقه الأعوج  مع أناس صرحوا علي روؤس الاشهاد بأنهم أغتصبوا السلطة والثروة بالزندية  ، ولن يردوهما الي أصحابهما الشرعيين ألا بالزندية  ... وليس عبر  نبذ  العنف ،  والتركيز علي الجهاد المدني !
قالت عنقالية انقاذية من نواحي أم بادر  :
حلاتو حزب الامة ... الكجن العنف  ، والذي يدعو للجهاد المدني  ! 
ومرحبأ بالمفاوضات مع حزب الامة  لعقدين أخرين ، وحتي العيد الذهبي للأنقاذ  ، في  30 يونيو  عام  2039 !
تستمر ، أذن ،   دائرة المفاوضات الجهنمية  ، بين الأبالسة  وحزب الأمة !
مفاوضات ...  ثم مفاوضات حول  المفاوضات ، مفاوضات تنتهي  باتفاق  علي  85 % من  الأجندة ، مفاوضات تنتهي  بأتفاق  علي  90% من الأجندة ، مفاوضات بمبية ، مفاوضات لون زينب ، مفاوضات  طويلة ، مفاوضات عريضة ، مفاوضات سرية ، مفاوضات مغتغتة  !
مفاوضات ، مفاوضات،  مفاوضات،  مفاوضات حتي يوم القيامة العصر ...  أو حتي يصير واحد من تيمان  الكنداكة  رئيس حزب الأمة ، والتوم الثاني زعيم طائفة الأنصار !
بارك معالي الدكتور قطبي المهدي ، رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني   ( الخميس  5 يناير 2012 ) ، مواقف حزب الأمة الرافضة للعنف  ، والداعية للجهاد المدني ، عن طريق طق الحنك ، وفي أسوأ السيناريوهات الكواريك بالحلاقيم ، بشرط ان تكون  داخل البيوت ،  أو داخل  مقار الأحزاب السياسية  ! 

وأكد معالي الدكتور قطبي ، أن تحانيس حزب الامة وتوسلاته الكلامية  ،  سوف تقطع نياط قلوب الابالسة ، وتحننهم  ،  وتدفعهم للمبادرة بالتغيير !
وختم معالي الدكتور قطبي حديثه  بالقول  بأن التغيير ،   حتي لو كان تغييرأ بسرعة الصارقيل ، علي مدي عقدين قادمين  ،  فهو  أزكي من التغيير الفوضوي والمباغت  ،   عن طريق الخرمجة  ، مثل خرمجة   اكتوبر 1964 ، او  خرمجة ابريل 1985 ، أو كما قال  !
وأشاد معالي الدكتور قطبي بجهود معالي الأمير عبدالرحمن الصادق ، التي  نجحت في تحييد وتأنيس حزب الامة ، وأدخاله في بيت الطاعة الأنقاذي !  وقرر معاليه مكافاة الامير علي حسن أعماله  التجنيدية ، بالقبول بتزويجه من أحدي كوزات  الأنقاذ الملتزمات  !  وشعر معالي الدكتور قطبي بالفخار من  اصطفاف حزب الامة ، والحزب الاتحادي الديمقراطي ، وحزب الأبالسة   ، والشعب السوداني ، في  صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة ملوك الدغمسة واباطرة الخرمجة وعلي راسهم   الحزب الشيوعي ، وحزب المؤتمر الشعبي ، وحزب البعث !
قالت عنقالية متسلبطة  من نواحي ودنوباوي  ، تدعي أن لها علم من الكتاب  ،  أن  معالي المناضل والقيادي في حزب الامة ،  السيد  محمد فوول ،   قد حاسب زباينه ، ودفع لهم أستحقاقاتهم كاملة ، وقفل دكاكينه في  عموم  انحاء القطر ، وأوقف نشراته  الدورية  للتوعية  السياسية والأرشاد  التثقيفي   ، أستعدادا لدخول بيت الطاعة الأنقاذي !
وغنت ندي القلعة  ، وسط جماهير حزب الأمة :
قطبي المهدي  ... مبسوط مني ! تاجر العملات مبسوط مني !
ورقصت جماهير حزب الأمة علي أنغام موسيقي فرقة ندي القلعة الأنقاذية !
وعشان تاني ؟
عائرة ؟  من يتكرم عليها بسوط ؟
في هذا السياق ، يمكن التذكير بأن حركة العدل والمساواة لم تحصر كفاحها المشروع  في الخيار العسكري ، بل تتعامل  مع كل الخيارات المتاحة  ...   سياسية ، مدنية ، تفاوضية ، مظاهرات سلمية ، أعتصامات سلمية ، عصيان مدني سلمي  !
بأختصار   أنتفاضة شعبية  سلمية  ، في كل مدن وقري بلاد السودان ، وليس حصريأ في دارفور  !
لان المشكلة  هي مشكلة بلاد السودان ، وليست محصورة في دارفور !
والسبب  في المشكلة  هو سياسات الأبالسة الأستبدادية الذئبية !
حركة العدل والمساواة   لا تنبذ  الخيار العسكري  ، خصوصأ لحماية الانتفاضة الشعبية ،  وحتي الوصول الي اتفاقيات سياسية  مقبولة  ومضمونة دوليأ  ،  مع نظام الأبالسة !
وقد فاوضت  حركة العدل والمساواة  نظام  الابالسة في عدة  مواقع ، أبتداء بأبشي  ،  مرورا بابوجا  ،  وأنتهاء بالدوحة ! 
عرضت حركة العدل والمساواة مواصلة التفاوض والحوار مع الابالسة في الدوحة ، ولكن رفض الأبالسة في عنجهية وأستكبار ! كما عرضت الحركة الشعبية الشمالية أستئناف الحوار مع الأبالسة في أديس ابابا ، بعد رفض الرئيس البشير للأتفاق السياسي  ( أديس أبابا – يونيو 2011 )  ،  الذي وقعه نيابة عن نظام البشير ، الدكتور نافع علي نافع ! ولكن رفض الرئيس البشير أي مفاوضات مع كيانات تحالف كاودا الثوري !
قال الدكتور جبريل ابراهيم ، القيادي في حركة العدل والمساواة ، وهو يدعو للتنسيق والعمل المشترك ، بل الأتحاد  بين تحالف كاودا الثوري  ، وقوي الأجماع الوطني :
(   نحتاج لتنسيق جهودنا  ،   بل للإتحاد ! 
وبجهودنا المتكاملة سياسيا وعسكرياً  ،   نعمل لإسقاط هذا النظام  ! 
ونفتح قلوبنا  لقوي الأجماع الوطني   !
وأيدينا ممتدة ،   للعمل المشترك مع كل القوي السياسية السودانية   المعارضة !
واردف الدكتور جبريل ، قائلا:
(   للحرب أسباب أفضت إلى نشوبها في المقام الأول، ولن تنتهي الحرب إلا بانتفاء أسباب نشوبها   !
إما عبر تسوية سلمية تستجيب لمطالب الشعب ،    أو بإزالة النظام الظالم بثورة شعبية  ،   أو بعمل عسكري ،  أو الاثنين معاً  !
والإتيان بحكومة جديدة  ،  تؤسس لنظام حكم عادل رشيد!
فليس من الحكمة  ،  أو الحصافة  ،  شطب أي من الخيارات المتاحة ) !
الدكتور جبريل ابراهيم ... هذا رجل رائد ! والرائد لا يكذب أهله !
أتبعه ، يا هذا  ، كما  فعلت الجبهة القومية الفدرالية  يوم الخميس  5 يناير 2012 ! 
هذا رجل   يضع كل الخيارات علي الطاولة !

نواصل ...

 

آراء