(الغرابة) يمشوا وين!!
كمال الهدي
17 January, 2025
17 January, 2025
تأمُلات
كمال الهِدَي
. منذ بدء حرب الكيزان وجنجويدهم بدت أهدافها واضحة إلا لمن في عينه رمد.
. ومن لم يدرك بعد كل ما جرى وما نتابعه هذه الأيام في مدني فلن يفهم حتى وإن أمد المولى عز وجل في عمره لمائة سنة قادمة.
. فأي حديث ساذج عن جيش الوطن وضرورة الوقوف معه حتى نقضي على (المرتزفة) وتهديد الوجود يفترض أنه قد صار من الماضي بعد كل ما شهدناه خلال الشهور الطويلة الماضية.
. فليس هناك جيشاً حريصاً على وجودك وكرامتك ووحدة أراضيك يا مواطن يستعين بهذا العدد المهول من المليشيات لمحاربة مليشيا صنعها بإيدي قادته وسادته، فالنتيجة ستكون واحدة حتى لو قُدر له سحقها، بل سنشهد الأسوأ من واقع وجود قوات مثل التيقراي وعلاقتهم بأثيوبيا.
. ولو كنت مقتنعاً بمبرر أن الجنجويد إستعانوا بالأجانب - وهو ما لا يوجد جدال حوله - للوقوف بجانب جيش الكيزان فهاهي المعارك الأخيرة قد بينت أن الجيش نفسه يستعين بالأجانب من بلدان عديدة، فكيف تحللون للجيش - الذي تحبون بالرغم من إهانته لكم وتفريطه في تراب الوطن - ما حرمتموه على المليشيا! .
. العكس هو الصحيح فقد تبدو إستعانة المليشيا بالمرتزقة من أجل تحقيق أهدافها غير النبيلة تصرفاً مفهوماً بإعتبار أنها مليشيا، أما جيوش الأوطان المحترمة فيفترض أن تُحاسب حين تلجأ للمرتزقة، إلا في هذا السودان (الهامل) لكونه يمتليء بالغوغائيين ومن يجهلون حقوقهم وواجباتهم تجاه هذا السودان ولا تتجاوز كرامة وعزة الوطن عندهم ال lip service .
. الجرائم العنيفة والتصفيات الوحشية التي نتابعها في مدني وما حولها هذه الأيام ليست من باب الصدفة، ولا هي تصرفات فردية كما يكذب بعض المسئولين والإعلاميين الرخيصين، بل هو عمل ممنهج ومدروس وواضح الأهداف أقر به مرتكبوه أنفسهم على رؤوس الأشهاد.
. يستهدفون بمثل هذه الأفعال الوحشية أبناء غربنا الحبيب أكثر من غيرهم حتى يُنَفرون من فكرة البقاء ضمن سودان موحد.
. وسبق أن تصرف الكيزان الخبثاء قبل إستفتاء جنوب السودان بذات الطريقة مع إختلاف الوسائل.
. فوقتذاك لم يتركوا شيئاً يُكرِه إخوتنا الجنوبيين في البقاء ضمن الوطن الواحد إلا وفعلوه.
. وحين سطوا على الحكم في العام ٨٩ عمد عرابهم المجرم إلى هدم وتخريب كل المؤسسات العملاقة وتآمروا ضد الرأسمالية الوطنية بغرض إفقار الشعب وإذلاله وهو ما أعادوا فعله ولذات الأهداف غير النبيلة بشن حربهم الحالية.
. فالتاريخ يعيد نفسه بوسائل أعنف وأقسى هذه المرة.
. ولو لم نكن شعباً سلبياً وسهل الإنقياد لما إنفصل الجنوب.
. لكننا نعتمد في (الساهلة والقاسية) على غيرنا للقيام بالأشياء، ولا نؤمن بأن إرادة الشعوب قادرة على جعل المستحيل ممكناً.
إنفصل الجنوب ولم يهنأ إخوتنا هناك بحياة مرفهة ومستقرة، مثلما إستمرت معاناتنا نحن مع حكامنا الطغاة المجرمين والخونة.
. ودعوتي لإخوتنا في الغرب ألا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعنا فيه سابقاً وأدى لإنفصال الجنوب.
. أدرك حجم المآسي والمعاناة التي يعيشها أهل الغرب وهم يرون كتائب الكيزان المجرمة تفتك بأبنائهم على مرأى ومسمع قادة الجيش ويصورون جرائمهم لكافة أفراد الشعب مثلما فعلوا هم وجنجويدهم في فض الإعتصام.
. لكن وبالرغم من كل شيء علينا أن نتوحد في مواجهة هذا الطغيان والوحشية.
. التصفيات الجسدية والإذلال لم يشملكم وحدكم أهل الغرب، فقد صفى هؤلاء المجرمون القتلة الكثير من شباب الثورة بمختلف أعراقهم وقبائلهم.
. تذكرواً أن الإجرام ليس له لون، عرق أو قبيلة.
. ومن يمارسون هذا القتل الممنهج والجرائم البشعة ويأمرون بها ينتمون لمختلف مناطق وقبائل السودان.
. لذلك أتمنى ألا تلتقطوا الطُعم وأبقوا لهم مثل (شوكة الحوت اللا بتنبلع لا بتفوت).
. فأنتم ليسوا مجرد زوار حلوا بهذا السودان، بل جزء أصيل منه وقدمتم الكثير من التضحيات من أجله كبقية أبنائه فلا يجدر بكم أن تستسلموا لإرادة ورغبات هؤلاء الأوغاد.
. إن كانوا يظنون أنهم الأصل وغيرهم الفروع فيجب أن يلقنهم الشرفاء في كل بقاع السودان درساً بوحدة وتضامن غير مسبوقين في هذا الظرف العصيب.
. قوتنا في وحدتنا، وسلاحنا الوحيد لمواجهة طغيانهم ومكرهم وخبثهم هو الوعي لا غيره.
. ولعلكم تعلمون أن مواجهة الجهل أشد صعوبة من مجابهة أعتى الجنود المسلحين بأقوى العتاد.
. فالأمر يتطلب صبراً ومثابرة وإلا فلن نهنأ بالعيش كمواطنين أحرار لو سمحنا لهم بتقسيمنا وشرذمتنا.
. وبالطبع ليس وحدكم من تواجهون الظلم والطغيان والغطرسة، ولابد أن نتخلى جميعاً كسودانيين عن الأنانية و(الجعجعة) الفارغة ونتجه نحو الفعل الجاد والصارم.
. فلا يعقل أن يتبادل جُلنا منشورات مثيري الفتن ليل نهار ويؤيدون الجيش في حربه العبثية وعند وقوع مثل هذه الإنتهاكات الفظيعة يلطم نفس هؤلاء النفر الخدود ويقولون " هذا فظيع وغير مقبول".
. (طيب كنتوا متوقعين شنو) وأنتم تتابعون منذ أشهر طويلة هذا الجيش وهو ينشيء المليشيات الواحدة تلو الأخرى ويُرَفِع قادته أراذل القوم - الذين قدم خيرة شبابكم الدماء والأرواح من أجل إزاحتهم من المشهد - لكي تهنأوا بحياة كريمة!
. عندما يساهم الجاهل والغافل والساذج في دمار الوطن وقتل الأبرياء بموقفه السلبي فلابد أن نقول له كف عن جهلك وسذاجتك فالأرواح ليست لعبة.
. أصبحنا كمن فقدوا الإحساس والله، فالواحد منا يتابع عشرات الفيديوهات لذبح وسلخ وبقر بطون إخوة له في الوطن وبعدها بثوانٍ تجده يحدثك عن أي أمر أقل أهمية مثل ضرورة دعم الهلال بدولار أو أي موضوع آخر فارغاً وكأن تلك المشاهد المروعة التي تابعها جزءاً من فيلم رعب أو أحداث تقع في بلد لا تربطه به صلة.
. والعجيب أن نفس هؤلاء يحدثونك بالعبارات الممجوجة من شاكلة " الحصة وطن" عندما يتعلق الأمر بدعم هذا الجيش الذي لم نر منه فعلاً وطنياً منذ أن فتحت أعيننا على هذه الدنيا.
. فلنتق الله في أنفسنا لأن دعم القتلة والطغاة والمجرمين أمر سنُسأل عنه يوم لا ظل إلا ظله، وفي ذلك اليوم لن ينفعنا لا برهان ولا حميدتي ولا حمدوك ولا أي كائن آخر، فدعونا من نسخ ولصق الأخبار ونشر الفيديوهات دون أن يتخذ كل منا موقفه الخاص الرافض بجدية لهذا الموت والدمار، فما من بلد ينجو من الخراب في غياب وعي شعبي وجدية في المواقف والأفعال.
kamalalhidai@hotmail.com
كمال الهِدَي
. منذ بدء حرب الكيزان وجنجويدهم بدت أهدافها واضحة إلا لمن في عينه رمد.
. ومن لم يدرك بعد كل ما جرى وما نتابعه هذه الأيام في مدني فلن يفهم حتى وإن أمد المولى عز وجل في عمره لمائة سنة قادمة.
. فأي حديث ساذج عن جيش الوطن وضرورة الوقوف معه حتى نقضي على (المرتزفة) وتهديد الوجود يفترض أنه قد صار من الماضي بعد كل ما شهدناه خلال الشهور الطويلة الماضية.
. فليس هناك جيشاً حريصاً على وجودك وكرامتك ووحدة أراضيك يا مواطن يستعين بهذا العدد المهول من المليشيات لمحاربة مليشيا صنعها بإيدي قادته وسادته، فالنتيجة ستكون واحدة حتى لو قُدر له سحقها، بل سنشهد الأسوأ من واقع وجود قوات مثل التيقراي وعلاقتهم بأثيوبيا.
. ولو كنت مقتنعاً بمبرر أن الجنجويد إستعانوا بالأجانب - وهو ما لا يوجد جدال حوله - للوقوف بجانب جيش الكيزان فهاهي المعارك الأخيرة قد بينت أن الجيش نفسه يستعين بالأجانب من بلدان عديدة، فكيف تحللون للجيش - الذي تحبون بالرغم من إهانته لكم وتفريطه في تراب الوطن - ما حرمتموه على المليشيا! .
. العكس هو الصحيح فقد تبدو إستعانة المليشيا بالمرتزقة من أجل تحقيق أهدافها غير النبيلة تصرفاً مفهوماً بإعتبار أنها مليشيا، أما جيوش الأوطان المحترمة فيفترض أن تُحاسب حين تلجأ للمرتزقة، إلا في هذا السودان (الهامل) لكونه يمتليء بالغوغائيين ومن يجهلون حقوقهم وواجباتهم تجاه هذا السودان ولا تتجاوز كرامة وعزة الوطن عندهم ال lip service .
. الجرائم العنيفة والتصفيات الوحشية التي نتابعها في مدني وما حولها هذه الأيام ليست من باب الصدفة، ولا هي تصرفات فردية كما يكذب بعض المسئولين والإعلاميين الرخيصين، بل هو عمل ممنهج ومدروس وواضح الأهداف أقر به مرتكبوه أنفسهم على رؤوس الأشهاد.
. يستهدفون بمثل هذه الأفعال الوحشية أبناء غربنا الحبيب أكثر من غيرهم حتى يُنَفرون من فكرة البقاء ضمن سودان موحد.
. وسبق أن تصرف الكيزان الخبثاء قبل إستفتاء جنوب السودان بذات الطريقة مع إختلاف الوسائل.
. فوقتذاك لم يتركوا شيئاً يُكرِه إخوتنا الجنوبيين في البقاء ضمن الوطن الواحد إلا وفعلوه.
. وحين سطوا على الحكم في العام ٨٩ عمد عرابهم المجرم إلى هدم وتخريب كل المؤسسات العملاقة وتآمروا ضد الرأسمالية الوطنية بغرض إفقار الشعب وإذلاله وهو ما أعادوا فعله ولذات الأهداف غير النبيلة بشن حربهم الحالية.
. فالتاريخ يعيد نفسه بوسائل أعنف وأقسى هذه المرة.
. ولو لم نكن شعباً سلبياً وسهل الإنقياد لما إنفصل الجنوب.
. لكننا نعتمد في (الساهلة والقاسية) على غيرنا للقيام بالأشياء، ولا نؤمن بأن إرادة الشعوب قادرة على جعل المستحيل ممكناً.
إنفصل الجنوب ولم يهنأ إخوتنا هناك بحياة مرفهة ومستقرة، مثلما إستمرت معاناتنا نحن مع حكامنا الطغاة المجرمين والخونة.
. ودعوتي لإخوتنا في الغرب ألا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعنا فيه سابقاً وأدى لإنفصال الجنوب.
. أدرك حجم المآسي والمعاناة التي يعيشها أهل الغرب وهم يرون كتائب الكيزان المجرمة تفتك بأبنائهم على مرأى ومسمع قادة الجيش ويصورون جرائمهم لكافة أفراد الشعب مثلما فعلوا هم وجنجويدهم في فض الإعتصام.
. لكن وبالرغم من كل شيء علينا أن نتوحد في مواجهة هذا الطغيان والوحشية.
. التصفيات الجسدية والإذلال لم يشملكم وحدكم أهل الغرب، فقد صفى هؤلاء المجرمون القتلة الكثير من شباب الثورة بمختلف أعراقهم وقبائلهم.
. تذكرواً أن الإجرام ليس له لون، عرق أو قبيلة.
. ومن يمارسون هذا القتل الممنهج والجرائم البشعة ويأمرون بها ينتمون لمختلف مناطق وقبائل السودان.
. لذلك أتمنى ألا تلتقطوا الطُعم وأبقوا لهم مثل (شوكة الحوت اللا بتنبلع لا بتفوت).
. فأنتم ليسوا مجرد زوار حلوا بهذا السودان، بل جزء أصيل منه وقدمتم الكثير من التضحيات من أجله كبقية أبنائه فلا يجدر بكم أن تستسلموا لإرادة ورغبات هؤلاء الأوغاد.
. إن كانوا يظنون أنهم الأصل وغيرهم الفروع فيجب أن يلقنهم الشرفاء في كل بقاع السودان درساً بوحدة وتضامن غير مسبوقين في هذا الظرف العصيب.
. قوتنا في وحدتنا، وسلاحنا الوحيد لمواجهة طغيانهم ومكرهم وخبثهم هو الوعي لا غيره.
. ولعلكم تعلمون أن مواجهة الجهل أشد صعوبة من مجابهة أعتى الجنود المسلحين بأقوى العتاد.
. فالأمر يتطلب صبراً ومثابرة وإلا فلن نهنأ بالعيش كمواطنين أحرار لو سمحنا لهم بتقسيمنا وشرذمتنا.
. وبالطبع ليس وحدكم من تواجهون الظلم والطغيان والغطرسة، ولابد أن نتخلى جميعاً كسودانيين عن الأنانية و(الجعجعة) الفارغة ونتجه نحو الفعل الجاد والصارم.
. فلا يعقل أن يتبادل جُلنا منشورات مثيري الفتن ليل نهار ويؤيدون الجيش في حربه العبثية وعند وقوع مثل هذه الإنتهاكات الفظيعة يلطم نفس هؤلاء النفر الخدود ويقولون " هذا فظيع وغير مقبول".
. (طيب كنتوا متوقعين شنو) وأنتم تتابعون منذ أشهر طويلة هذا الجيش وهو ينشيء المليشيات الواحدة تلو الأخرى ويُرَفِع قادته أراذل القوم - الذين قدم خيرة شبابكم الدماء والأرواح من أجل إزاحتهم من المشهد - لكي تهنأوا بحياة كريمة!
. عندما يساهم الجاهل والغافل والساذج في دمار الوطن وقتل الأبرياء بموقفه السلبي فلابد أن نقول له كف عن جهلك وسذاجتك فالأرواح ليست لعبة.
. أصبحنا كمن فقدوا الإحساس والله، فالواحد منا يتابع عشرات الفيديوهات لذبح وسلخ وبقر بطون إخوة له في الوطن وبعدها بثوانٍ تجده يحدثك عن أي أمر أقل أهمية مثل ضرورة دعم الهلال بدولار أو أي موضوع آخر فارغاً وكأن تلك المشاهد المروعة التي تابعها جزءاً من فيلم رعب أو أحداث تقع في بلد لا تربطه به صلة.
. والعجيب أن نفس هؤلاء يحدثونك بالعبارات الممجوجة من شاكلة " الحصة وطن" عندما يتعلق الأمر بدعم هذا الجيش الذي لم نر منه فعلاً وطنياً منذ أن فتحت أعيننا على هذه الدنيا.
. فلنتق الله في أنفسنا لأن دعم القتلة والطغاة والمجرمين أمر سنُسأل عنه يوم لا ظل إلا ظله، وفي ذلك اليوم لن ينفعنا لا برهان ولا حميدتي ولا حمدوك ولا أي كائن آخر، فدعونا من نسخ ولصق الأخبار ونشر الفيديوهات دون أن يتخذ كل منا موقفه الخاص الرافض بجدية لهذا الموت والدمار، فما من بلد ينجو من الخراب في غياب وعي شعبي وجدية في المواقف والأفعال.
kamalalhidai@hotmail.com