الفنان محمدية

 


 

شوقي بدري
26 July, 2014

 

كالجميع فجعت بموت الفنان الانسان محمدية . وسعدت بقراءة ومشاهدة الذين احبوا محمدية وحزنوا لموته واشادو ا به وبفنه وشخصة . ولم يبالغوا عندما تكلموا عن عظمته . المني ان بعض المتأسلمين واماما قد استنكروا الاهتمام والاشادة بمحمدية  .

اذكر انني كتبت عن قصة سمعتها  بعد رحلة في جبال تركيا . كانت الطرق متعرجة وضيقة ويحتاج البص لان يتراجع عدة مرات في المنحنيات قبل الصعود اخيرا . وحكي لنا الدليل السياحي . ان سائق بص ادخل الجنة . وارسل امام جامع الي النار . فقام الامام بالاحتجاج . فقالوا له  ، ان الناس  نفرت من الجامع بسبب اسلوبه الفج . ولكن الناس كانت تدعوا الله طيلة الوقت وهم يركبون مع سائق البص .

لقد كان الناس يقولون وهو يستمتعون بروعة وفن والحان محمدية طيب الله ثراه,,, يا الله ... يا الله ,,, وامثال ذالك الامام وبقية المتأسلمين هم من اعطي وجها بشعا للاسلام . وجعل الناس تربط بين الجامع ووسيلة للتكسب بقبول المرتبات والهبات والعطايا من السلطان الجائر . وصار الدين تجارة رابحة في الدنيا فقط . وبناء الجوامع  قد يعني حصص من الاسمنت والمواد تذهب الي السوق الاسود.

لم يعط محمدية سوي الفرح في الزمن الكالح . سيذهب الامام وسيبقي فن وروعة محمدية . وسيتذكره الناس بالرائع الذي اثري وجدانهم . وتفاعل مع الحانه جميع الناس في كل ربوع السودان . ومحمدية قد جاب كل السودان وكثير من الدول . لم يحمل حقدا او حسدا ولم يغبط انسانا . رسالته كانت رسالة محبة . ووجهه لم يكن يتغيب في اي حفل في المسرح والتلفزيون . كان علامة جودة ، هو وصديقه ورفيق دربه امبراطور الايقاع ابراهيم عبد الوهاب ,, كتبا ,,  هل بلغ الحقد واللؤم بالبعض لان يحسدو مسلما في موته . من اين اتي هؤلاء ؟؟ ان  محمدية رحمة الله عليه لم يسرق ولم ينهب مثلهم . لقد افرح وابهج الناس  واعطي لحياتهم طعما ونكهة . وسيقول لربه لقد اسعدت امتك  وخففت عن آلامهم وعذابهم الذي عانوا منه بسبب المتأسلمين وامثال ذلك الامام .

كلما اتكلم مع الوجيه معتصم قرشي يقول لي ,, مشيت حلتكم قابلت ناس محمدية وكتبا بيسلموا عليك ,, وكنت انتشي وافرح . وامتلئ فخرا . فعندما افكر في العباسية وامدرمان اتخيل دبة كيكونه والطاحونة القديمة وسوق ام سويقو ونادي العباسية الثقافي . واتخيل الغالي محمدية ببشاشته  .

في المرات الوحيدة التي لم اري فيها محمدية باسما  ، كان مقهقها وهو يلقي براسه الي الوراء . لم يحدث ابدا ان رأيت محمدية عابسا او غاضبا . كان دائما فرحا يبعث الفرح . وسط شباب العباسية كان البعض  يظهر نفسه كالمقتدر القوي الذي يجب ان يهابه الآخرون . محمدية كان المحبوب المحترم المهذب . وهو الوافد الي الحي والبقية قد ولدوا هنالك . كان متواضعا يبادر الناس بالتحية والود الصادق ، حتي بعد ان صار نجما ، ملئ السمع والبصر لم تغيره النجومية .

عندما تحدثت عنه بفخر كأبن العباسية امام الاستاذ شوقي ملاسي  طيب الله ثراه ، حتي ضحك . وقال لي ان محمدية ابن بورسودان . وكان الاستاذ شوقي ملاسي يعرفه من بورسودان ويعرف اهله وكل تفاصيل حياته وكان يعتبره احد اصدقائه . واسقط في يدي واتفقنا علي ان محمدية هو ملك لكل السودان .

ما اسرع مرور الوقت . قبل سنوات كنت اشاهد جنازة الفنان الذري ابراهيم عوض رحمه الل عليه وكانت الكمرة تركز علي محمدية  . وهاهو محمدية قد غادرنا ، وهاهم اعداء النجاح وغربان البغضاء يتسائلون لماذا  كل الاهتمام بمحمدية .

لقد صنع محمدية مجده بيده . كما صنع اول كمان بيده  ، وهو صبي . وتعلم الموسيقي ودرسها . وطور نفسه. اتي الي امدرمان . وشخصيته جعلتنا نحبه ونتقبله كاضافة ضخمة . هل شوهد متشنجا شاتما او متوعدا ؟؟ لا وثم لا  . كان يقدم الحب  والسعادة . علم نفسه . وعلم نفسه الانجليزية البسيطة . وكان اول المقهقهين عندما كان يتعثر . لم تتح له فرصه للتعليم العالي ، وكان سيبدع في ذلك فهو رجل موهوب ومتفتح . لربما كان التعليم العالي سيكبل موهبته وعبقريته  وروح الفنان فيه .

الحي كان بوتقة جميلة للفن . وفرقة سرحبيل احمد قد  مهدت الطريق . وكان خميس مقدم  رجل الايقاع  يسكن عند  دبة كيكونة . وهي المرتفع قبل ان يهبط الشارع نحو خو ابو عنجة . وجاره الملاصق امبراطور الايقاع الاخ ابراهيم كتبا . الذي تأثر كذالك بذالك الجو . وله عظيم التحية واحر التعازي لوفاة رفيق دربه فقيد السودان محمدية . ولاصدقاء ومحبي واسرة محمدية احر التعازي .

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء