الفهم الخاطئ

zlzal1721979@gmail.com
سوء الفهم أو سوء التفاهم ( Misunderstanding ) هو عدم قدرة الفرد أو الجماعة على تقدير الدوافع أو الأسباب التي تدعو فرد أو جماعة أخرى على إتيان سلوك معين في وقت معين و نتيجةً لذلك يتولد الفهم الخاطئ و تكون ردة الفعل على هذا السلوك في إتجاه خاطئ لم يتخيله الطرف الأخر .
في الكثير من الأحايين يعاني الأفراد والجماعات في المجتمعات التي نعيش فيها لمواقف شديدة التعقيد بسبب المفاهيم الخاطئة من قِبل بعض الأشخاص أو الجماعات و في الحقيقة لست وحدك من يعاني من ذلك، جميعنا نمرّ بمثل هذه المواقف ونشعر بالإحراج ما يتسبب بشعورنا بالقلق، وربما بالغضب لا شكّ بأن شعور المرء بأنه قد أُسيء فهمه من أكثر المشاعر التي تتسبّب بمعاناة الأشخاص، لما تعرّضهم له من ضغوطات، وما تتطلّبه من جهدٍ لإصلاح المواقف.
علماً بأن نية الشخص قد تكون طيبة و في الإتجاه الصحيح إلا أن التعبير قد يخذلك في بعض الأحايين ويجعل الآخرين يشعرون بالضيق والضجر مما تفوهت به عن الموضوع قيد النقاش الشيئ الذي يقود لتساؤلات عديدة حول كيفية تجاوز مثل هذه المواقف الصعبة وطريقة إرضاء الجميع للإجابة أو الدلو حول موضوع معين حيث يجعلنا ذلك حذرين كل الحذر من الوقوع في مثل هذه المواقف الصعبة في بعض الأحيان .
ورغم أن هذه التساؤلات حول مدى فهم الآخرين لنا يكون مرتبطا في العادة بموقف معيّن أسيء فيه فهم المرء، فإنه قد يكون لدى البعض تساؤلا يوميّا لماذا لا يفهمني الناس في العموم؟ ألا أستطيع إيصال أفكاري بالشكل المطلوب؟ هل العيب فيّ أم في الآخرين؟ ولكن قبل التطرّق إلى سبب عدم فهم الآخرين لنا، يجب علينا أن نجيب عن سؤال أكثر أهمية: لماذا من المهم أن يفهمنا الآخرون أصلا؟
“إذا أردت تلخيص أهم مبدأ تعلمته في مجال العلاقات الإنسانية والتواصل في جملة واحدة فستكون كالتالي: اسع إلى فهم الآخرين أولاً، ثم اسع إلى أن يفهموك.”
إذا كنت مثل معظم الأشخاص، فإنك على الأرجح تسعى لأن يفهمك الآخرون أولاً حيث أنك تريد أن توضح لهم رأيك بخصوص أمر ما وفي سبيل ذلك لابد من أن تتوخى الحذر في إبداء رأيك بخصوص الشيئ المعني ولابد أن يكون رأيك مُرضي بنسبة 80% لمن حولك حتى لا يُساء فهمك وفي سبيل تحقيق ذلك فقد تتجاهل الشخص الآخر تماماً أو تتظاهر أنك تسمعه، أو تختار الإصغاء فقط إلى بعض النقاط من المحادثة أو التركيز بانتباه على الكلمات فقط دون استيعاب معناها جيداً لماذا يحدث هذا؟ لأن معظم الأشخاص يستمعون بهدف الرد وليس بهدف الفهم فتجد نفسك تفكر فيما ستقول وفي الأسئلة التي ستطرحها وغير ذلك وترى كل شيء من منظور تجاربك الخاصة في الحياة ومن خلال الإطار المرجعي الخاص بك فتتحقق مما تسمع مقارنة بتجاربك الشخصية وتقيّمه بالقياس عليها ومن ثم فإنك تقرر مسبقاً ماذا يعني ذلك الشخص قبل أن ينتهي من حديثه هل يبدو هذا مألوفاً ؟
من خلال تجاربي الحياتية فقد إصطدمت بمواقف أشبه ما يكون بردود أفعال سلبية من بعض الأشخاص في المحيط الذي أعيش فيه أي كان في العمل في المدرسة في الحياة العامة تجاه شيئ معين قيد النقاش والذي في الغالب ما يكون حول موضوع معين يخص المكان الذي كنت فيه حين تم فتح النقاش وربما يكون في الهاتف وغالباً ما يعجز المرء عن التعبير الدقيق وخصوصاً لو كان الموضوع قيد النقاش عن طريق الدردشة الكتابية فالكثير منا لايجيد فن التعبير بطريقة يمكن فهمها من قبل الآخرين الشيئ الذي يؤدي إلى صراعات وإختلافات لا حصر لها .

إختلاف الآراء غالباً ما يؤدي إلى سوء الفهم والصراعات التي نراها في كل مكان وإختلاف الرأي لايفسد للود قضية ولا يجب أن يكون إختلاف الرأي عائقاً أو سبباً إلى الخصومة بين الآخرين ويجب علينا توخي الحذر في الكثير من الأحايين حتى لا نقع فريسةً لمثل هذه المواقف وحتى نكون في الجانب الأمن لكي لا نتعرض لمواقف ربما تكون سبباً في الخصومة والنزاعات بين أفراد المجتمع .

ترس ..
حاول التعامل مع الآخرين كما يجب أن يكون حاورهم بالتي هي أحسن بناءً على ردود أفعالهم سلبية كانت أم إيجابية وحاول أن تُصغي جيداً قبل الرد على الآخرين ففي كثير من المواقف نقع فريسةً للفهم الخاطئ ، لذلك كونوا هادئين في النقاشات العامة و أفهموا السؤال قبل الإجابة ففهم السؤال نصف الإجابة الصحيحة .

محمد زاهر ابو شمة

عن محمد زاهر أبوشمة

Avatar

شاهد أيضاً

حرب الجنجويد والجيش.. بقلم: محمد زاهر ابو شمة

سؤال للجنجويد والجيش؟؟ منو الخاسر؟ منو الربحان؟ منو السفك الدم الحرمان؟ وشرد شعبه في رمضان؟ …