المهدى: هل إختطف الحركات المسلحة؟ .. بقلم /إسماعيل إدريس نواي

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

  يبدو أن هذا هو الهدف النهائى الذى يرمى إليه المهدى بخروجه الدراماتيكى من السودان .... ثم توقيعه لإعلان باريس مع الحركات المسلحة .... ثم عزز هذه الخطوة بخطوة أخرى هى توقيع "نداء السودان" مع الحركات المسلحة وأحزاب قوى الإجماع الوطنى.   ولم يمض على توقيع الإعلانين السياسيين إلا حوالى الشهر أو الشهرين حتى خرج علينا المهدى بتصريحقوى وجرىء .... يتحدث فيه بضمير الجماعة .... أى هو والحركات المسلحة ... وما أحزاب قوى الإجماع الوطنى إلا "تمومة جرتق" كما يقول المثل السودانى!! قال المهدى فى تصريحه الجرىء .... على الرئيس البشير أن يتنحى عن السلطة ويستقيل .... وسوف نوفر له ملاذآ آمنآ يقضى فيه بقية عمره .... وسوف نعالج موضوع المحكمة الدوليه!! فهذا حديث وآضح بأسم الحركات .... وحقآ "المانع فانع" ... هذا المثل أول مره طرق فيه سمعى كان من فم الإمام مباشرة .... وهاهو يطبقه كاملآ .... ودون أدنى  حياء!!!   ولكن تبدو نيات المهدى الخفية فى إختطاف الحركات والضغط بها على نظام البشير أكثر وضوحآ فى سيناريو جنوب أفريقيا الأخير ... فإتصال المهدى بحكومة جنوب أفريقيا وطلبه منها عدم إعتقال الرئيس البشير .... هو "الجزرة الشهية" التى قذف بها المهدى من بعيد إلى نظام البشير .... وسرعان ما رد النظام التحية باحسن منها على المهدى. فأعلن على لسان أرفع مسئول فى الحزب الحاكم .... مساعد رئيس الجمهورية: إبراهيم محمود .... أن المهدى قائد وطنى حقآ .... وان أبواب الخرطوم مفتوحة له للعودة من غير ان يلاحقه أحد بـأية إجراءات قانونية!!!   ولما كان الشعب السودان غير عالم بإتصال المهدى بحكومة جنوب أفريقيا .... ولم يعلم الشعب السودانى بإتصالات المهدى هذه إلا عندما كشف عنها إعلام نظام البشير .... واثنى هذا الإعلام على السيد الإمام وحيا وطنيته الحاضرة فى كل الأزمات والأوقات العصيبة. عندها شعر المهدى بالحرج .... فرجل الشارع العادى .... وحتى المستنير السودانى .... يصعب عليه فهم وجه الوطنية فى هذه المسألة .... خاصة من زعيم سياسى خرج لتوه من السودان مغاضبآ نظام البشير ومتوعدآ إياه بالثبور وعظائم الأمور!!!   ولكى يزيل المهدى اللبس, ويدفع الحرج عن نفسه نشر المهدى مقاله الأخير حول مازق الرئيس السودانى فى جنوب أفريقيا .... والمقال بعنوان: السودان المأزق والمخرج. لم يشر المهدى فى هذا المقال لا من قريب ولا من بعيد إلى إتصالآته بحكومة جنوب أفريقيا - والتى هى بيت القصيد فى هذا الموضوع!!! أتراه نسى ذلك .... أم يريد للشعب السودانى أن ينسى ذلك؟؟؟ إستهل المهدى مقاله بالتبكيت والتوبيخ لنظام البشير .... لغياب وعيهم السياسى والدبلوماسى والقانونى الذى زين لهم الوقوع فى مثل هذه الورطة!!! كأنما يريد المهدى أن يسترضى الشعب السودانى بهذا التوبيخ لنظام البشير .... فالنظام قد كال له المديح وأغدق عليه الثناء .... الأمر الذى أخجله كمعارض سياسى للنظام وأحرجه مع جمهور المعارضه السودانيه!!! وما أن إنتهى المهدى من الفذلكة السياسية والقانونية حول مطالبة المحكمة الدوليه لدولة جنوب أفريقيا بإعتقال الرئيس البشير .... وإستعانة المحكمة الدولية بالقضاء المستقل  فى دولة جنوب أفريقيا .... حتى خلص إلى السيناريو الذى حبكه للضغط به على نظام البشير. فبعد أن قدّم الجزرة الشهية للنظام .... عاد يرفع العصا هذه المرة فى وجه النظام .... ويتوعد بأن "الجرة"  لن تسلم فى كل مرة!! بل فى المرة القادمة ستقع الفأس فى الرأس!!!   وهنا يكشف المهدى بوضوح عن نواياه الخفيه فى إستغلال قضية الحركات المسلحة .... فبطرح مشروعه للحل الوطنى العاقل .... سياتى بالسلام لجماهير الحركات المسلحة .... ويكون هو "المهدى" مهندس وعرّاب هذا السلام .... ويستمر المهدى فى تهديده ووعيده لنظام البشير بأن النصائح الواهمة التى بتلقاها النظام من هنا أو هناك وتزين له طريق المضى فى سياساته الراهنه .... سوف تورد النظام المهالك!!! ولسوف تفتح على السودان أبواب جهنم!!!   لذلك فهو يريد أن يوظف ثقل الحركات المسلحة وعدالة قضيتها لتصل به إلى أهدافه السياسية .... التى حاول جاهدآ أن يحققها عن طريق السلاح والقوة "جيش الأمة فى إرتيريا" بقيادة إبنه عبدالرحمن . ففشل .... كما حاول تحقيقها سلمآ عن طريق الإتفاق مع نظام البشير "إعلان جيبوتى" ففشل أيضآ.   على كل حال ليس المهدى هو السياسى الوحيد الذى حاول إختطاف الحركات المسلحة وتجيير نضالآتها لصالح أمجاده السياسية. فأبرز محاولة لسرقة نضالآت الحركات المسلحة فى غرب السودان هى محاولة التيجانى السيسى .... الذى ليست له صله بالعمل الثورى فى دارفور .... فهو كادر قيادى فى حزب الأمة, وعضو برلمان سابق عن حزب الأمة .... وحاكم سابق لإقليم دارفور فى حكومة حزب الأمة. وبعد أن أطاح إنقلاب البشير/على عثمان بحكومة حزب الأمة .... خرج التيجانى السيسى من السودان وعمل موظفآ فى الأمم المتحده.   وعندما إندلع العمل المسلح فى غرب السودان .... كان السيسى بعيدآ عن السودان ويعمل منهمكآ فى وظيفته المرموقه فى الأمم المتحده .... وعندما إستوى العمل الثورى فى غرب السودان على قدميه .... وإلتهبت ثورة شعبية جماهيرية عارمة شدّت إنتباه العالم إليها .... وتداعى المجتمع الدولى والقوى الإقليمية لمعالجتها .... وبدأ وآضحآ أن الثورة قد صارت أكبر من قياداتها الشابه أمثال عبدالواحد ومناوى وخليل .... نشطت كل الدوائر الخبيثة التى لا تريد للثورة الشعبية القومية من غرب السودان أن تحقق أهدافها وتصل إلى غاياتها ....تتأمر لكى تأتى بقيادات أخرى تتولى قيادة الحركات المسلحة ومن ثم تجهض مشروع الثورة من أساسه!!!   عندها دفعت هذ الدوائر الخبيثة بالتيجانى السيسى لكى يلعب هذا الدور التخريبى والهدّام .... وظل السيسى وهو لايزال موظفآ بالأمم المتحده يلاحقنا نحن قيادة الحركات فى كل جولات التفاوض ومنتديات الحوار من "إنجمينا"  إلى "أبوجا"  إلى "نيروبى"  ثم "طرابلس الغرب" إلخ .... عله يجد فرصة لإصطياد قيادة أحد الحركتين .... وعندما باءت محاولاته بالفشل .... تراجع وعاد بالكلية إلى وظيفته كأنه يئس .... لكن الدوائر الخبيثة التى إختارته لهذا الدور لم تيأس .... ومن هذه الدوائر الخبيثة حزب الأمة, حزب السيد المهدى!!! لذلك عندما وآتتهم الفرصة فى منبر الدوحة .... أسرعوا لتكوين توليفه من "الساقط" من الحركتين معآ .... حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة .... وأسموها حركة التحرير والعدالة .... وجىء بالسيسى ليترأس هذه التوليفه!!! وبقية القصة يعلمها الجميع.   وعلى المهدى فى هذه المرحلة وهو فى هذه السن من عمره أن يتعلم من أخطائه ومن أخطاء الاخرين .... هب وافترض إنه نجح فى إختطاف الحركات المسلحه .... وسايرته قيادات الحركات إلى سيناريو السلام الذى يريده .... هل الجماهير الشعبية فى دارفور خاصة وفى غرب السودان عامةً هى ساذجة وغافله إلى هذا الحد الذى يجعلها ترضى به هو عرابآ؟ الم تضرب نساء دارفور العاديات وفد حزب الأمه النسائى الذى حضر إلى مؤتمر "حسكنيته" وسلبن منهن ثيابهن؟؟؟ رغم أن الوفد قد جاء بموافقة قيادة حركة تحرير السودان!!!   إن الجماهير البسيطة لا يمكن أن تُنخدع عن مصلحتها الحيوية, فهى تعرف بحسها العفوى والفطرى أين مصلحتها!! فالنائحة الثكلى التى تبكى بحرقه وحزن ليست كالنائحة المستبكية التى تنوح وترفع صوتها فى تصنع ممجوج .... لكى تقبض أجر وثمن النياحة .... ماديآ أو معنويآ.   ورضى الله عن سيدنا عمر بن الخطاب الذى يقول: "من تزين بما ليس فيه شانه الله".   *  لقد إنتهى دورك السياسى أيها الإمام .... فهل تفهم؟؟؟ وإلا فقل لى لماذا ترك أبناؤك الكبار وهم ورثتك وورثة مجدك وعزك – لماذا تركوا صفك وإلتحقوا بصف النظام؟؟؟    

إسماعيل إدريس نوّاى / العضو المؤسس لحركة تحرير السودان رئيس فصيل القوى السودانية الثورية الديمقراطية جيبوتى – أغسطس 2015   naway2014@gmail.com

 

آراء