النص: الفقرُ رجلٌ يا عمرُ
ادوارد كورنيليو
9 February, 2025
9 February, 2025
---
إدوارد كورنيليو
---
في ليلةٍ لا يشقها ضوءٌ،
بزغتْ نجمةٌ
تحتفظُ بذكرياتِ الفقراء،
تركتْ أثراً
على كفِ الريح،
تذكاراً لرجلٍ
كان يوماً يضيء ظلامَ الأزقةِ.
_
الفقرُ، ذاك الرجلُ
الذي يعبرُ الشوارعَ بلا وجهٍ،
يحملُ بين يديه أحلاماً مهجورة،
ونوافذَ مكسورة،
وأطفالاً ينامون
تحت سقفِ الأماني المبعثرة.
_
يا عمرُ،
سأقتله بأغاني النيل،
وصرخاتِ الأرض
حين تشقُ الحبوبُ بطنَها،
وحين تجفُ دموعُ الأمهاتِ
تحت ظلِ الانتظار،
سأقتلهُ حين تنهضُ العصافيرُ
من تحت أنقاضِ البيوتِ المدفونةِ،
وتغني حكاياتِ الشمس.
_
في كلِّ زقاقٍ،
في كلِّ حجرٍ متآكلٍ،
في كلِّ عيونٍ لا ترى إلا الظلام،
يقفُ الفقرُ مثل تمثالٍ بلا قلبٍ،
يشربُ من دماءِ الأرض،
ويزهرُ ورداً داميًا
في حدائقِ الأحلامِ المعطلة.
_
يا عمرُ،
سأقتلهُ بأناشيدِ الأطفالِ،
حين ينثرون الأملَ
في حقولِ الفجر،
ويقطفون الحلمَ
من بساتينِ الفقراء،
حين يصيرُ الفقرُ حكايةً
نسجها الريحُ في ليلٍ بلا نهاياتٍ.
_
أراهُ في وجوهِ الأمهاتِ،
في عيونِ الآباءِ المتعبةِ،
في أكفِّ العمالِ القاسيةِ،
وفي أجنحةِ العصافيرِ الكسيرةِ،
يحتضنُ الأملَ المهجورَ،
ويغني للريحِ أغنيةَ الصمتِ.
_
يا عمرُ،
سأقتلهُ حين تنبتُ في قلوبِنا أشجارُ العدلِ،
حين تسقطُ الأقنعةُ الزائفةُ،
حين يعودُ النورُ
إلى دروبِ الأحلامِ،
وحين يُبنى الوطنُ
من بقايا الحلمِ المسروقِ،
ومن أنينِ الحقولِ المنسيةِ.
_
الفقرُ رجلٌ،
يا عمرُ،
ولكن سأقتلهُ بأغاني النيل،
وبأصواتِ الأرضِ
حين تدعو للحرية،
حين ينهضُ الحلمُ
من تحت الرمادِ،
وتعودُ الحياةُ لتزهرَ
في حدائقِ الأملِ.
tongunedward@gmail.com
إدوارد كورنيليو
---
في ليلةٍ لا يشقها ضوءٌ،
بزغتْ نجمةٌ
تحتفظُ بذكرياتِ الفقراء،
تركتْ أثراً
على كفِ الريح،
تذكاراً لرجلٍ
كان يوماً يضيء ظلامَ الأزقةِ.
_
الفقرُ، ذاك الرجلُ
الذي يعبرُ الشوارعَ بلا وجهٍ،
يحملُ بين يديه أحلاماً مهجورة،
ونوافذَ مكسورة،
وأطفالاً ينامون
تحت سقفِ الأماني المبعثرة.
_
يا عمرُ،
سأقتله بأغاني النيل،
وصرخاتِ الأرض
حين تشقُ الحبوبُ بطنَها،
وحين تجفُ دموعُ الأمهاتِ
تحت ظلِ الانتظار،
سأقتلهُ حين تنهضُ العصافيرُ
من تحت أنقاضِ البيوتِ المدفونةِ،
وتغني حكاياتِ الشمس.
_
في كلِّ زقاقٍ،
في كلِّ حجرٍ متآكلٍ،
في كلِّ عيونٍ لا ترى إلا الظلام،
يقفُ الفقرُ مثل تمثالٍ بلا قلبٍ،
يشربُ من دماءِ الأرض،
ويزهرُ ورداً داميًا
في حدائقِ الأحلامِ المعطلة.
_
يا عمرُ،
سأقتلهُ بأناشيدِ الأطفالِ،
حين ينثرون الأملَ
في حقولِ الفجر،
ويقطفون الحلمَ
من بساتينِ الفقراء،
حين يصيرُ الفقرُ حكايةً
نسجها الريحُ في ليلٍ بلا نهاياتٍ.
_
أراهُ في وجوهِ الأمهاتِ،
في عيونِ الآباءِ المتعبةِ،
في أكفِّ العمالِ القاسيةِ،
وفي أجنحةِ العصافيرِ الكسيرةِ،
يحتضنُ الأملَ المهجورَ،
ويغني للريحِ أغنيةَ الصمتِ.
_
يا عمرُ،
سأقتلهُ حين تنبتُ في قلوبِنا أشجارُ العدلِ،
حين تسقطُ الأقنعةُ الزائفةُ،
حين يعودُ النورُ
إلى دروبِ الأحلامِ،
وحين يُبنى الوطنُ
من بقايا الحلمِ المسروقِ،
ومن أنينِ الحقولِ المنسيةِ.
_
الفقرُ رجلٌ،
يا عمرُ،
ولكن سأقتلهُ بأغاني النيل،
وبأصواتِ الأرضِ
حين تدعو للحرية،
حين ينهضُ الحلمُ
من تحت الرمادِ،
وتعودُ الحياةُ لتزهرَ
في حدائقِ الأملِ.
tongunedward@gmail.com