aburaida@hotmail.com
قديما ً قالت العرب أن الأسماء لا تــُـعلل ، ولكن لبعض أسمائنا مناسبات ومسببات ومفارقات أيضا ً . درج أهل السودان أن تكون أكثر أسماء التوائم الذكور هما حسن وحسين ، قلة نادرة تختار أسماء أخرى مثل حمزة والعباس وعيسى وموسى .
وذلك نابع من المحبة الكبيرة التي يكنها أهل للسودان للمصطفى صلوات الله عليه وسلامه ولآل بيته الأطهار الأخيار ، ولكن دون سائر آل البيت تحظى الزهراء بمحبة خاصة ولعل معظم أسماء البنات هي فاطمة تيمنا ًبها ، من بين ذرية فاطمة كان للسبطين الكريمين سيدي شباب أهل الجنة أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين ، القدح المعلى من المحبة والذكر حتى انه يضرب المثل في فداحة الظلم الذي يلحق بأحد ٍ من الناس بأنه " ظلم الحسن والحسين " .
أكثر أسماء التوائم الذكور في السودان هما حسن وحسين ، فإن قدر الله لهما الحياة معا ًفصاحب الظهور الإجتماعي والحركة الدؤوبة هو دائما ً الحسين ، وصاحب الهدوء والتؤدة هو الحسن . وإن قدر الله لأحدهما الحياة وقضى الثاني نحبه فالذي بقي على قيد الحياة هو دائما ً الحسين .
نحن منحازون للحسين رغم علمنا بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الإمام الحسن " يصلح الله به بين طائفتين عظيمتين "
نحن منحازون للحسين رغم مافي دواخلنا كثير ٌ من الحسن ، هناك الظن الحسن والوجه الحسن ، والقول الحسن ، الفأل الحسن والقرض الحسن ، وحسن البطل
وسيدي الحسن في كسلا .
أما في ما حولنا وفي اهل العلم والفضل فهناك الحسن البصري والحسن بن الهيثم والحسن الثاني والحسن بن هانئ وابو الحسن الندوي
محبة المصطفى صلوات الله عليه وسلامه من الإيمان ، ومحبة آل البيت من الإيمان ، نرجو من الله تعالى أن يديم علينا محبته وأن يبلغنا منزلته وأن يحشرنا في زمرته .
ومع السبطين الكريمين يكن أهل السودان حبا ً كبيرا ً لعلي بن الحسين ، وهو كان اهلاً للمحبة ممن حوله رغم الشدة والمشقة والعنت .
عندما قدم هشام بن عبد الملك مكة حاجا ً، وهو شقيق الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك آنذاك ، وعز عليه الوصول للحجر الأسود لشدة التزاحم ، وتعجب عند إفساح الناس المجال لعلي بن الحسين ليقبل الحجر الأسود ، فقال هشام مستنكرا ً : من هذا ؟
فرد عليه الفرزدق مرتجلا ً:
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
*****
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
*****
إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها:
إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
*****
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه،
فَلا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
******
هذا ابنُ فاطمَة، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
******
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛
سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
قال الفرزدق : والله ماقلتها إلا غضبا لله ورسوله ..
ويجري على لسان سواد أهل السودان الأعظم ما جرى على لسان الفرزدق أن الإحتفاء بسبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم نتاج محبة ٍ لله ولرسوله ولآل بيته الكرام .
صلى عليك الله يا رمز التــُّـقى ما حلَّ ليل ٌ أو طواه نهار ُ
وأتمَّ تسيلم ٍ على مِـن وجهه ِ سُـرَّ الوجود وشعَّـت الأنوار ُ
ما سبَّحت في الكون كل ُّخلائق ٍ ما صاح باللحن الشجي ُّ كنارُ
صلى عليك الله يا هادي الورى ما زارك الحجاج ُ والعمَّار ُ