حملة ارحل .. ارحل دون ان تزعج نفسك

 


 

 


تقزيم الاخرين والسخرية منهم والاستهزاء بهم هي سياسة الحزب الحاكم المؤتمر الوطني ، وعبارات الاستفزاز والسخرية من الادوات التي يتجرأ علي استخدامها ،يظن انه الحزب الوحيد المكلف بالحديث عن السودانيين ، واصراره علي ذلك ، انه علي الكرسي اكثر من عقدين ، ولا احد يمكنه ان يسقطه ، الا بعودة النبي المزعوم ، هم قالوا ذلك ، من المجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي ، والمقاطعة الامريكية له عبر العقوبات المفروضة عليهم من اكثر من 18 عاما ، كل هذه العقوبات فشلت في الاطاحة ، ولا المعارضة الاخري في الضفة السلمية كان لها الاسبقية في اقصاءه ، لذا عليه ان يتوكل علي خوض الانتخابات الرئاسية والولاية مفروغ من امرها اذا كان التعيين الولائي من اولويات الرئيس عمر البشير بعد ان تم (تخييط) القرارات البرلمانية الاخيرة علي المقاس الذي يأتي علي جسد الرئيس عمر البشير الملطخ بدماء 26 عاما من السيطرة علي مقاليد الحكم .
والحملات الانتخابية الجارية الان ، والمنافسين الذين اعترفوا بانفسهم ( انهم تمومة جرتق) والحزب الحاكم يستغل مقدرات الدولة من اموال واعلام لصالحه وحده ، هم وحدهم دخلوا ذلك العرين ، وبدأوا يشكون من عقبات الحزب الذي اغراهم ان المنافسة ستكون شريفة ونزيهة ، والهيئة القومية للانتخابات ، هيئة مختار الاصم الذي تحوم الشبهات في نزاهته ، وترأسه للهيئة للانتخابية ، وبعض الانتهازيين في الهيئة عبارة عن (كومبارس) حتي اذا كانوا من حملة الشهادات الجامعية ومدرسين في الجامعات السودانية ، ومستقلين ، هم شركاء في الانتخابات التي اعترفت الاغلبية انها محسومة مسبقا من دون ان يخوضها ، وما عبارة ( تمومة جرتق) التي قالها المستغلين في الحملة الانتخابية الرئاسية هي الصوت الابرز ، والاكثر صدقية .
في اول تدشين لاحزاب المعارضة حملة ارحل في ولاية سنار ، قام جهاز الامن المأجور للحكومة باعتقال قيادات سياسية من ابرزهم رئيس حزب المؤتمر السوداني في الولاية وطلاب التنظيمات السياسية ، في بادرة تنم عن ضيق صدر النظام بحملة ارحل ، وفي الولاية الشمالية اقتحم جهاز الامن والشرطة دار حزب الامة القومي في مدينة دنقلا ، واطلق الغاز المسيل للدموع ، واعتقل صحفيين واطلق سراحهم بعد فترة ، وفي الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان ، اعتقل جهاز الامن اغلب الكوادر السياسية لحزب الامة القومي والاتحادي ايضا قيادات بارزة في الحزب الشيوعي في الابيض وطلاب ، وحاصر دار حزب المؤتمر السوداني في الابيض . اما كسلا فلم يجد جهاز الامن الا ان يمارس هواية القرصنة والاعتداء علي حملة ارحل لقوي الاجماع الوطني ، ومصادرة الملصقات ، وفي ولاية القضارف بشرق السودان القي الامن القبض علي احد القيادات المستقلة ، وضرب واهين امام اسرته ، قبل ان يقتادوه الي مبني جهاز الامن للتحقيق معه ، لانه كتب علي لافتة كلمة ( ارحل ) ورأها جهاز الامن ، ما كان منه الا ان يكشر عن انياب الانتقام .
هذه التكشيرة الامنية والانياب الحزبية ماهي الا نتائج للتـأثير الذي احدثت حملة ارحل علي حملة المؤتمر الوطني في ملاعب الخرطوم ، كان الحضور الانتخابي ضعيف جدا ، ما حدي بهم الاستعانة بطلاب الخلاوي ، ومنع الامن كثيرنن من تصوير الحشد المخجل للحزب الحاكم هذا في العاصمة ، هم قالوا بانفسهم ان عضويتهم تقدر 80 مليون عضو حزبي ، وهذا العضوية سقطت امام اول اختبار جماهيري . فهذه العضوية المزعومة موجودة في اذهانهم وحدهم ، وليس علي الارض ، فهي موجودة بالفهم الامني الذي يفترض ان الجميع وكل السودانيين اعضاء في الحزب الحاكم ، اذا ارادوا هذا الانتماء او رفضوه ، وعليهم القبول به كأمر واقع ، والا ان جهاز الامن له الياته في فرض العضوية علي الجميع والانتماء بالقوة الجبرية . وما الفزع اذا في دنقلا والابيض وسنار وكسلا والقضارف من ندوات المعارضة الممثلة في قوي الاجماع الوطني ، لماذا اقتحام دورها ، بعدما رفضوا قيام الندوات في الميادين بحجة واهية ان الذين لا يشاركون في الانتخابات لا يحق لهم العمل في الميادين العامة ، هي للمنافسين في الحملة الانتخابية الرئاسية وحدهم . فضرب المنافسين (المستغلين) والتحقيق معهم ، ينطبق علي الطوائف السياسية المعارضة الرافضة اصلا لمسرح الهزل الانتخابي الرئاسي .
فالحزب في ندواته من الخرطوم وبحري وام درمان ، الي شرق دارفور والجزيرة والقضارف يتحرك باريحية ويقيم نداوته المدفوعة الاجر بثياب سويسرية وشالات مستوردة من اوروبا ( لزوم) الدلع الانتخابي ، هذا استغلال لمقدرات الدولة التي وضعت تحت عباءته ، وانكاره لذلك لن يزيح عنه ستار الاتهامات التي تطارده ، كما تطارد المحكمة الجنائية رئيسه ، وتحاصره في ازقة القانون الدولي . وهل انتخاب الرئيس في ابريل ، وفوزه معلوم يجعله ان يجتمع في منظمة الامم المتحدة او يذهب الي واشنطن ونيويورك الامريكيتين ، هذا طبعا مستبعد جدا ، حتي من اذهان ( مساطيل ) القصر الجمهوري . فالانتخاب الرئاسي هو عنوان لمزيد من توسيع دائرة الحرب علي الشعوب السودانيين في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة ، وتوسيع دائرة القهر السياسي والامني في كل الولايات التي تقع خارج دائرة الحرب الان ، يعني ببساطة العودة بعقارب الساعة الي عام 1989 ، بعد ان حزم حزب المؤتمر الشعبي امتعته للعودة الي الحضن القديم ، لو كانت بمصطلح الخالف او السالف ، هنيئا لكم بالتزوير ومرحبا بارحل ، الي ان ترحل عبر تحالف قوي الاجماع الوطني والجبهة الثورية ومنظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية ، والقوي السياسية المعارضة في الخارج والداخل ، حتما سترحل ، اردتم ذلك او رفضتم ( الرحول) .
ishaghassan13@gmail.com
////////

 

آراء