حنتوب عظمة الماضي وعبق التاريخ ( ٢١ )

 


 

 


نعود لمنشط كرة السلة لنتناول بالحديث طالب من داخلية النجومي برز في هذه الرياضة رغم أن هنالك خلل في احدي رجليه يجعله يجرها جرا وقد كان دقيق التصويب نحو الهدف فكان الطلاب يصيحون كلما أجاد بوضع الكرة في السلة (اب لولب ) وقد صار هذا لقبه الذي غطي علي إسمه الرسمي ... وبرز أيضا من داخلية أبي عنجة الطالب حسين صديق آدم وكان الرئيس الثاني في الداخلية بعد نابغة الرياضيات ود المقلي وكان ثالثهم عثمان حمزة الملقب بالعنقريب ... توفي البروفيسور حسين صديق آدم منذ مدة وكان قد صار عالماً كبيرا في مجال علم النفس ... أما عثمان حمزة فقد أصبح مهندساً كان يعمل حتي إحالته للمعاش ببلدية الخرطوم ...
وفي مجال كرة القدم بالنسبة للطلاب الذين لعبوا علي مستوي الفريق الأول كان لا بد أن نذكر قلعة الدفاع الظهير بابكر الذي كان يلقب ب ( بيكر ) وكان هنالك لاعب آخر ترك بصماته في الفريق هو الرشيد وغيرهم وغيرهم ...أن حنتوب هي بحر واسع لا ساحل له ضمت بين جوانحها طلاب لا حصر لهم أثروا الحياة السودانية بمختلف التخصصات وخدموا الأمة في كافة المواقع أما الذين احتضنتهم داخلية واحدة وفصل واحد فهؤلاء يصبحون ليسوا أشقاء فحسب بل يكونون أكثر من ذلك وكما قال الشاعر يصبحون روحا واحدة في جسدين ... أما الذين برزوا في منشط رياضي أو فني من أصحاب المواهب التي لا يمكن تجاوزها فهؤلاء لهم سجل ذه٠بي في تاريخ حنتوب المشرق الرنان ...
هنالك كثير من الطلاب سبقونا الي دخول حنتوب خلدهم التاريخ وتركوا بصماتهم علي خارطة الوطن ولقد عرفت أن الدكتور حسن الترابي هذا الذي شغل الناس زمانا ليس بالقصير بما اتي به من فعال يقول البعض عنها أنها عزلت السودان عن محيطيه العربي والعالمي كان من أبناء داخلية أبي عنجة وكان معه الرئيس الأسبق نميري كما أن الفريق يوسف أحمد يوسف الذي رافق مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في اتفاقية ١٩٨٨ الشهيرة باتفاقية
الميرغني - قرنق كان أيضا من أبناء داخلية أبي عنجة ... ولاننسي زعيم الحزب الشيوعي الأستاذ محمد ابراهيم نقد فقد سكن مع غريمه اللدود في نفس الداخلية ... وبذا يمكن أن نقول ببساطة ومن غير زعل أن كل بلاوي السودان خرجت من داخلية أبي عنجة !
حنتوب صرخة الماضي في نفوس أبنائها والحنين الدافق الذي لا ينضب ... جميعنا يذكر طائرة بورتسودان المنكوبة التي هوت بعد لحظات من إقلاعها في طريقها للخرطوم ولم ينج منها إلا طفل صغير من أسرة آل ( أبو سبعة ) المعروفة ... إنها العناية الإلهية التي انقذته وسخرت له حكيم العرب المرحوم شيخ زائد بن سلطان لكي يرسل له طائرة خاصة تحمله الي بريطانيا لتلقي العلاج اللازم هنالك في تلاحم عروبي جسده دائما هذا الشيخ الإنسان ... وفي نفس الطائرة كان ابن دفعتنا الدكتور / بكري يسن طه علي وخمسة من أطفاله وزوجته استشهدوا في الحادث وهو من أبناء الهلالية وكان في إجازة يريد أن يقضيها بالخرطوم وكان وقتذاك يشغل مدير المحاجر الصحية ببورتسودان ... مازلت أذكر نبوغه في المواد العلمية وخطه المميز وقلمه الرشيق وكان يكتب باليد اليسرى وكثيراً ما كانت أوراق إجاباته تعلق في لوحة الاعلانات كنموزج للعمل الإبداعي الذي لا يباري وقد علمت أن الراحل الشهيد قد أتم حفظ وتجويد القرآن قبل مفارقته لهذه الدنيا الفانية فيا لسعادته وهنيئا له ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزله مع الصديقين و الشهداء ...
نواصل .

حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي .
خريج حنتوب ١٩٦٨ .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء