د. حامد فضل الله يدعونا للإطلالة علي حقيبة كنوزه ، واول الغيث قطرة ، ومزيدا من الاندياح

 


 

 

 

بمناسبة بزوغ فجر الومضة البكر من حقيبة الذكريات وما علق بها من شخصيات مازالت في الخاطر ، نسوق التهنئة خالصة لزعيم القصة القصيرة جدا د . حامد فضل الله بتدشينه اليوم لمشروع كتابي حداثي يستمده من دهليز ذكرياته 

ولعله من حسن الطالع ان تتناول ضربة البداية شيئا من سيرة عملاق الفكر الشهيد محمود محمد طه .
في منتصف الخمسينات ايام الدراسة الثانوية ومن خلال الندوات الثرة انبهر د . حامد باطروحات ابن رفاعة الصبوح صاحب المظهر البسيط والسمت الوقور والذهن الصافي المستنير .
رايته عن قرب في مادبة غداء اقامها ممثله في اقليم كردفان ، جارنا في السكن ، وكان ذلك في منتصف السبعينات .
حول الشهيد المادبة الي ندوة ولاحظت فيه البساطة في الملبس والابتسام الدائم وتخير الكلمات والعبارات واعطاء اكبر قدر من فرص الحديث للاخرين.
بنادي الخريجين بالابيض اقام ندوة تداعي لها جمع غفير ، احد زملائنا من المتعصبين رافقنا يتابط عصا قال انه سيستعملها عند اللزوم .
وبدات الندوة واستهلها الاستاذ بقصة الصحابية التي خطبها ابن عمها ومازال علي الكفر ووعدها ان وافقت علي الزواج منه ان يبذل الكثير من الابل والمال ويوفر لها كل اسباب السعادة والراحة .
اجابته الصحابية بكل ثقة وايمان : ( مهري اسلامك ) .
عندما نطق الاستاذ هذه الجملة الرائعة هلل الحاضرون وكبروا وتوجه زميلنا الذي اضمر الشر الي النصة وصعد فيها وعانق رجل الفكر والذوق والاخلاق وقال : ( هذا الرجل سحر لبي ) ثم نزل وانصرف بسلام .
نقول للذين اعدموا هذا الرجل العلامة ان الفكر يقارع بالفكر والحجة بالحجة وان صنيعكم البائس هذا لم يكن الا لعبة سياسية غير محمودة والقصد منها الكنكشة في كرسي الحكم .
رحم الله الشهيد محمود محمد طه وادخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .


حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .

منسوتا امريكا .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء