د. حمدوك .. ق. ح. ت…. وأزمة الإقاله والإستقاله
عاتبني صديقي بأنني كتبت مقالا عن إقالة د. أكرم وطرحت فيه تساؤلات ولم أحدد موقفي.. بل كان يرى بين السطور تأييدا لدكتور أكرم وإنحيازا للصداقة على حساب الحقائق.
لم يفارقني وقاري وموضوعيتي فأنا أعلم بأننا شعب ننصر أخانا ظالما ومظلوما فرفضت التهمه وفي البال حسره عن كيف غابت عنه جوهر الأزمه.. .. فقلت له أزمتنا هي في المؤسسيه التي تحدد معايير الفشل والنجاح.. فنحن الشعب أساس التغيير وجدنا أنفسنا خارج التغيير لانعلم ما يدور في أروقة حكومتنا نعايش الأزمات نسمع عن الخلافات وفي غياب المعلومه وفي عتمة ظلام الإشاعات ودعاوي الأسافير كيف نطالب ان يكون لنا رأي؟؟ يطلع علينا رئيسنا ببيان عن فشل سبعة من الشرفاء في أداء مهامهم فكيف أصفق... قبل أن أسأل كيف ولماذا؟؟؟
إن التعديل الوزاري ليس أزمته في مغادرة زيد أو عبيد.. لكن يعكس غيابا للمؤسسيه وغيابا للشفافيه تركت شعبنا رهنا للتكهنات وأسيرا للعواطف والإنفعالات.
لذا مازلت لا أراوح موقفي حبيسا للتساؤلات ولست في موقع لأقول أصاب حمدوك ام أخطأ أكرم أم هي أزمة أعمق من ذلك.
فلو وصلني مثلا من حكومتنا أن أكرم قد رفض التعاون مع لجنة الطوارئ وترك لهم مصير شعبنا فوالله لكنت أول المنادين بإقالته فمشروع حلمنا في الصحة للجميع أكبر من الأشخاص وارواح شعبنا وصحتهم ليس مجالا للمساومة أو المجامله.
نعم قد أصمت من التأييد والرفض الآن حتى أمتلك المعلومه ولكن حتما لن أصمت..... بحثا عن الحقيقه وتشريحا لجذور الأزمه.... وفي ذلك يحق لي ان أتساءل ومن حقي القرع على الأبواب بحثا عن إجابه
1.هل الأخطاء كانت في الأفراد أم في سياساتهم؟
2.إن كانت الأزمة في سياساتهم الم تكن معلومة مناهجهم قبل تعيينهم؟ وإن كانت الازمة في مناهجهم هل سيأتي وزيرا ضد سياسات رفع الدعم وسيلغي زيادة المرتبات أم سيأتي وزيرا لتحرير سعر الدواء؟؟
3.إذا كانت الأزمة في الأداء.. فعلينا ان نعلم ان كانت في مقدراتهم الشخصيه أم في عوامل أخرى.. فمثلا هل فشل أكرم في التنفيذ لأن لجنة الطوارئ قد إنفردت بالقرار مسنودة بالمجلس السيادي الذي لم يخفي رغبته في إقالة الوزير وسرب ذلك في عدم مهنية فاضحه في مواقعه الالكترونيه؟؟ ام فشل في توفير الدواء لأن وزير الماليه لم يوفر له رصيدا من العمله الأجنبيه؟ أم فشل في فرض الحظر لأن وزير الداخليه لم يقم بدوره الأمني؟؟
وعلى هذا نتساءل عن بقية الوزراء وتداخل المسئوليات.
4.هذا القصور هل ظهر بين ليلة وضحاها أم هي رحلة من المعاناة نعلمها ويدفع ثمنها أهلنا في كل يوم.. الا يحق لنا أن نسأل في هذه الشهور التسع أين كانت حكومتنا ولماذا لم يصل صوتنا.. وأين إعلام الثوره وأين وزيرها وماهو دوره في نقل معاناة الجماهير ومتابعة الأداء وعكس نبض الشارع..ومع ذلك قرأت بحسرة لملف كامل من وزير التجاره عن إنجازاته ولم يخطر في بالي سوى وما الذي جعلك ومجلس وزرائنا تعاقرون الصمت طوال هذه الشهور لتمليك الحقائق لتطلع في ليلة التهديد بالاقالات وأين وزير إعلام الثوره من تمليك الشعب كل ما ذكر ولكن رجع التساؤل حسيرا يبحث عن إجابات.. وهو يقول أليس غريبا ألا يطال إعلامنا سيف التغيير ومازال سادرا في منهجه وحتى الان يستمر في دربه فلا نرى تمليكا لمعلومة ولا محاصرة للسلطه التنفيذيه ولا عكسا لتساؤلات شعبنا عن مايحدث اليوم كأنه لايعنيه.. ولا يبحث بإسم شعبنا الصابر المغيب عن حيثيات التغيير وما خلفه.......
إن جذور أزمتنا تعكس أيضا ضعف لقيادتنا السياسيه في ق ح ت الي إنشغلت في صراعاتها وتركت إدارة البلاد بلا رؤى ولا متابعة سياسيه ويحق لنا نسألهم
1.هؤلاء وزارءكم هل كنتم تتابعون أداءهم فإن لم تفعلوا فهذه فضيحة.. وإن فعلتم... هل رأيتم إنجازاتهم تتطابق مع السياسات التي قد توافقتم عليها واخترتموهم على أساسها؟؟
2.هل حاسبتم انفسكم على جريمة عدم تعيين الولاة وتكوين المجلس التشريعي مما أدى لغياب الجسم الرقابي وماذا فعلتم لتصحيح هذا الخطأ بجانب إنشغالكم في صراعات المهنيين ومناوشات الأحزاب تجميدا وتهديدا.
3.وهل سيأتي السلام بمحاصصات جديده وتنازلات جديده تركت بصماتها على التعديل الوزاري..
4.و ببراءة نتساءل هل ستتصارعون لعشر شهور قادمات لملء هذه المقاعد أم رفعتم أيديكم وتركتموها لرجل واحد ليقرر.
نتساءل نحن ومنكم لا نجد الإجابه ونستغرب من صمتكم في هذه الأيام و رأيكم في التعديلات.. ونتمنى الا يكون لإنتماءتكم الحزبيه ومواقعكم من الصراع قد منعتكم من التوحد في رأي واحد ومدروس..
ياشعبنا..
القابض على الجمر..
نقول لاتتركو للغضب والإحباط مجالا ولا تفتحوا له الأبواب وتذكروا.
1.إن الثورة منتصره وإن شعبنا لمتم نوره ولو كره المرجفون.
2.في دروب العمل والممارسة قد نخطئ فيجب ألا نجعلها محطات لجلد الذات والتباكي على اللبن المسفوك بل نجعلها محطات للتفاكر والنقد البناء وإصلاح المسير.
3.يغادر دفة القياده كثير من الشرفاء ولكنهم منا ومازالو في مركب الثوره ومازلنا نثق في ربان سفينتنا لا نتورع من النقد وحبال الثقة والمحبة موصوله.
4.إن قرر ربان السفينة أن يغادر بعض الشرفاء دفة القياده.. فحبا وكرامة.. وحتى اذا لم نتفق معه.. فلنضع يدنا على يده... ونتحرك للأمام سويا ولانتراوح في مكاننا عرائضا.. مواكبا أو إحتجاجات لإعادة زيد أو عبيد.. فالوحدة الآن وتأكيد دعمنا وثقتنا في قيادتنا أهم من الأشخاص والتركيز على خطواتنا القادمه بثقة وإقتدار تفويتا للمتربصين من يجدوا ثغرة للتخوين وزرع الشقاق..
ونقول لدكتور حمدوك مع المحبه... هو درس يجب ان نستفيد منه في تطوير إعلامنا الهزيل وإعلاء قيم الشفافيه لتمليك شعبنا الحقائق والإسراع بتشييد صروح المؤسسيه التي تراقب تحاسب وتساعد في بناء حاضرنا ومستقبلنا الوضئ..
/////////////////////////////////