ذَاتُ البُـرُوجِ (مَالِيزِيَا) .. شِعْر: د. خالد عثمان يوسف
اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَـمَائِمَ السَّلَامِ تُرَفْرِفُ فِي سَـمَاءِ بَلَدِنَا (السُّودَانِ)، حَامِلَةً غُصُونَ السَّلَامِ، كَمَا جَعَلْتَهَا تُرَفْرِفُ فِي سَـمَاءِ مَالِيزِيَا.
رَحِمَ اللهُ مَالِيزِيَا،جِئْنَا إِلَيْهَا ضُيُوفًا فَرَحَّبَتْ بِنَا، وَشَارَكْنَاهَا فِي لُقْمَةِ عَيْشِهَا فَأَشْبَعَتْنَا، وَطَلَبْنَا عَوْنَـهَا فَسَاعَدَتْنَا، فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَهَا وَنَذْكُرَهَا بِـخَيْرٍ. اللَّهُمَّ احْفَظْهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَزِدْهَا أَمَانًا وَازْدِهَارًا. آمِين...
ذَاتَ العِمَادِ عِمِي دُهُورًا وَاسْلَمِي * يَا كَوْكَبًا مَا ارْتَادَهُ مِنْ شَاعِرِ
مَا أجْـمَلَ الأَبْرَاجَ تُعْـرِضُ لَوْحَــةَ الفَنِّ البَدِيعِ العَبْقَرِيِّ السَّاحِرِ!
فَكَأنَّـهَا الأَوْتَادُ تَـحْمِلُ تُحْـفَةً * زَرْقَاءَ فِي جَــوِّ السَّمَاءِ الطَّاهِرِ
هَذِي مَسَاجِدُهَا تَطِلُّ رُؤُوسُها * تَـهْدِي إِلَى الحَـقِّ الـمُبِينِ البَاهِرِ
تَدْعُو الجَمِيعَ إِلَى الهُدَى فِي حِكْمَةٍ * تَكْسُو الوَرَى تَاجَ السَّلَامِ الفَاخِرِ
*****
وَدَنَتْ بِـجَانِبِهَا حَضَارَاتُ الشُّعُوبِ تحُفُّهَا لِـجَـمَالِـهَا وَلِلُطْـفِهَا
هُو دِينُنَا دِينُ الهُدَى قَدْ زَانـَهَا * حَتَّى بَدَتْ شَـمْسًا تُنِيرُ دُنَي الوَرَى
قُمْ حَـيِّ دَارَ النَّهْضَةِ (مَاليِزِيَا) * نِعْمَ الشُّعُوبُ شُعُوبُها أَجْـمِلْ بـِهَا
جَعَلُوا شِعَارَ السِّلْمِ يخْفُقُ بَاسِمًا * نَشْوَانَ يَهْدِي كُلَّ فَرْدٍ زَارَها
يَا سَائِـرًا قِفْ حَيِّ بَانِيهَا وَبَلْسَمَهَا (مَهَاتِيرَ) الَّذِي قَدْ سَاسَهَا
أَعْظِمْ بِهِ صَنَعَ الأَمَانَ بِـحِكْمَةٍ * أَفْخِمْ بِهِ مِنْ قَائِدٍ قَدْ زَانَـهَا
*****
يَا دُرّةً لَمَـعَتْ بِنـُورِكِ آسِــيَا * يَا غُوطَةً بِجَنُوبِ أَرْضِ الـمَـشْرِقِ
حَيَّاكِ رَبُّ الكَـوْنِ جَلَّ الــخَالِقُ * بِتَحِيَّةِ الـحَقِّ الـمُـبِينِ الـمُغْدِقِ
مِنْ سِـحْركِ انْدَاحَ الجَمَالُ كَأَنُّهُ * عُرْسُ الرَّبِيعِ الضَّاحِكِ الـمُتَشَقْشِقِ
مِنْ نُورِكِ انْسَابَ الهُدَى نـَحْوَ الدُّنَى * يَسْقِي الوَرَى سَقْيَ الفُرَاتِ الدَّافِقِ
هَذَا الغَمَامُ الـمُمْطِــرُ الـمُتَسَلْسِلُ * قَـدْ زَادَ رَوْعَةَ سِحْرِكِ الـمُـتَأَلِّقِ
*****
مَا أَجْـمَلَ الأشْجَارَ عِنْدَ الشَّاطِئِ * فَكَأَنَّـهَا حُورٌ بِضِفَّةِ كَوْثَرِ
حِينًا تُدَاعِبُهَا الرِّيَاحَ فَتَنْثَنِي * طَرَبًا إِلَى البَحْرِ الوَدَودِ السَّامِرِ
****
يَا جَنَّةَ الدُّنْيَا وَسِرَّ نَعِيمِهَا * اليَـومُ عُرسُكِ يَا رِيَاضَ البَاذِلِ
وَالدَّوْحُ يَشْدُو شَدْوَ سِـمْفُونِيَّةٍ * رَقَصَتْ لَهُ الغِزْلَانُ رَقْصَةَ جَاذِلِ
والنَّوْرُ يُطْرِبُ بَاسِـمًا فِي خِفَّةٍ * مُسْتَـرْشِـفاً قَطْرَ الـرِّهَامِ النَّازِلِ
وَالأبْـحُرُ الفَيْحَاءُ يَضْحَكُ مَوْجُها * لِلسِّحْرِ فِي دِنْيَا الجَـمِالِ الحَافِلِ
****
مَالِيزيَا قَدْ صُـنْتِ شُعْلَةَ دِينِنَا * وَحَفِظْتِ نَـهْضَةَ شَرْقِنَا وَتُراثَنـَا
لَوْلاكِ مَا وَجَدَتْ بـُحُوثٌ مَسْرَحًا * لِتُـرَاثِنَـا وَلِشَــعْبِنَا وَلِفَنِّنَا
فَاسْأَلْ مَلاكَا كَمْ حَوَتْ مِنْ تُحْفَةٍ * تُنْبِئْكَ بِالأَخْبَارِ عَنْ عُصُرٍ لَنَا
تَروِي بِتَشْوِيقٍ كَأَنَّكَ قَدْ حَضَــرْتَ زَمَانَـهَا يَا مَا أُحِيْلَا مَـجْدَنَا!
رَبَّاه صُنْ هَذَا الجَمَالَ بِـحِصْنِكَ * أَنْتَ الـمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْئٍ رَبَّنَا
saffanah1@yahoo.co.uk
///////////////////