بسم الله الرحمن الرحيم
د.سيد عبد القادر قنات
الصحة تاج علي روؤس الأصحاء لايراها إلا المرضي ، والصحة لاتعني الخلو من الأمراض فقط ، بل تشمل توفير الماء الصحي الصالح للشرب والمأوي الصحي والعمل في ظروف تحمي ضد العدوي وإنتقال الأمراض، وكذلك التثقيف الصحي ومحاربة الأوبئة ومكافحتها، وتوفير المستشفي بكل مايلزم من أجل إستقبال المريض وتقديم جميع ما يحتاجه من كشف وفحوصات وعمليات وتنويم ، بل وتوفير جميع الأدوية اللازمة من أجل علاجه وشفائه، وبالمجان زمانا ومكانا.
هذا ماكان من أمر الخدمات الطبية إلي ماقبل إنقلاب 1989، فقد كانت متوفرة زمانا ومكانا ومجانا وبكفاءة ، ولكن بعده تغيرت الخدمات الصحية ، بل ومن المفارقات صارت أسوأ بعد إعلان ما سمي وقتها بالثورة الصحية ، والتي كانت وبالا علي الشعب السوداني ، فتدهور الخدمات الطبية ، بل صار الحصول عليها أمرا مستحيلا علي الفقراء والذين يشكلون أكثر من 90% من الشعب السوداني الفضل ، ولا يمكن لمواطن عادي أن يجد ضالته في تلك المستشفيات ومراكز الثورة الصحية والإنقاذات الجراحية ، إلا بعد أن يدفع الرسوم المقررة حتي ولو كان حالة طارئة.
من المفارقات حتي بعد إعلان الدولة عن مجانية علاج الطواريء ، ولكن هل فعلا كان هنالك علاج مجاني؟ الدواء الدائر أو الدوار هو أيضا لغة جديدة من أجل زيادة التحصيل عبر الأجزخانات الشعبية أو خلافها ، ولابد من دفع المقرر قبل إستلام الدواء.
نأتي لموضوع مستشفيات ولاية الخرطوم والتي صرفت عليها الولاية المليارات من أجل إنشائها لخدمة المواطن وهو في أسوأ حالة ، ألا وهي المرض بمعاناته وآلامه وهو يداهمك وأنت لم تتحوط له!!! وهل يبلغك المرض بساعة قدومه؟؟
نعم مستشفيات مليارية ، وبغض النظر عن ما بداخلها من أجهزة ومعدات وكوادر وتجهيزات دفعها حمد أحمد ود عبد الدافع مرغما ومجبورا ومغصوبا علي أمره تحت طائلة قوانين وضعية لاترعي حرمة ولا حقوقا ولا إنسانية، وفوق ذلك كان يفترض أن تعمل هذه المستشفيات من أجل شفائه وخدمته وتوفير سبل العلاج له وراحته، ولكن!!!
مستشفيات هي ملك خالص للشعب السوداني ، صارت بين يوم وضحاه موءسسات شبه خاصة، وآلت إدارتها لكليات طب خاصة مليون المائة!!
أليس هذا بمستغرب أهل الحارة والوجعة؟؟؟ كليات طب خاصة قامت علي أكتاف معاناة الشعب الفضل ، ويفترض أن تمتلك تلك الكليات مستشفيات تعليمية خاصة بها ، وهذا شرط قانوني من أجل التصديق بإنشائها ، ولكن!!! هل يوجد مجلس طبي له قوة شخصية قانونية ويمتلك شرعية تؤهله لإن يرفض التصديق أو سحبه لمثل تلك الكليات عندنما تعجز عن الإيفاء بتلك الشروط ؟؟ كلا وألف كلا. لماذا ؟؟ لأنه مجلس طبي معين تعيينا سياسيا ولا يملك من زمام أمره أي شيء ، بل وفوق ذلك فإنه لايمكن له إتخاذ مثل تلك القرارات الشجاعة لأن فاقد الشيء لايعطيه، ولايمكن له أن يقف ضد ولي نعمته ، لأن الكراسي وثيرة ومريحة ،بل ومريحة أكثر في مثل هكذا ظروف إختلطت فيها القيم والمثل والقوانين ، بقيم أهل السلطة والمحاسيب وأهل الولاء.
نعم مستشفي أمبدة والذي كلف خزينة الدولة حوالي 185 مليار جنيه سوداني صار بين غمضة عين مستشفي تعليمي يتبع لكلية الطب جامعة الأحفاد الخاصة!!! لماذا بربكم؟؟ هل تعجز الوزارة عن تيسيير هذا المستشفي وقد صرفت علي إنشائه المليارات؟ كيف تم التخصيص؟ ما هي الأسس ؟من قام بالتخصيص؟
مستشفي إبراهيم مالك ومستشفي البان جديد صارت جزء من عهدة بروفسير مامون حميدة وكلية طبه الخاصة!!! لماذا كل ذلك؟ هل كان ذلك علي أسس واضحة؟ من قام بالتخصيص؟ ماهي شروط التخصيص؟ وفوق ذلك فإن مامون حميدة قد تم تخصيص أرض له تعتبر بكل المقاييس مميزة جدا ولا يمكن أن تمنح إلا في مزاد علني وربما عالمي، ولكن صارت جزء من كلية الطب الخاصة به، وكيف حدث هذا ، فهذا ما ستكشفه الأيام وإن لم يكن اليوم فغدا ستظهر الحقائق مجردة وسينال الشعب حقوقه كاملة وإن طال السفر.
مستشفي النو بالثورة الحارةالثامنة والسعودي ، صارت جزأ من كلية طب
التقانة ، وهي موءسسة جامعية خاصة ، وماقلناه عن أمبدة النموذجي والبان جديد وإبراهيم مالك ينطبق عليه.
مستشفي بشائر بمايو صار أيضا مستشفي تعليمي يتبع لكلية طب بروف نصر الدين الخاصة.
نعم هذه ممتلكات الدولة وموءسساته العلاجية والتي يفترض أن تقدم فيها الخدمات مجانا وتحت إشراف وزارة الصحة ولاية الخرطوم للمواطن وهو الذي دفع كامل تكلفتها من جيبه وحر ماله عبر أتاوات وضرائب وعشور وقطعان ودمغات بغض النظر عن قناعته بها أوقانونيتها، ولكن في دولة لا تعرف للمواطن حقوقا ولا ترعاها ، صارت مثل التاجر همها الربح فقط ولاشيء غير الربح ، بل حتي في صحة الإنسان وعافيته وموءسسات بناها بكد يمينه وعرق جبينه ، صارت خاصة لأهل الولاء ، بل ومن المفارقات أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم تتكفل بدفع الفصل الأول وبند الأغذية والغسيل والنظافة والغازات الطبية وربما ما خفي أعظم.
الصحة تاج علي روؤس الأصحاء لايراها إلا المرضي ، والصحة لاتعني الخلو من الأمراض فقط ، بل تشمل توفير الماء الصحي الصالح للشرب والمأوي الصحي والعمل في ظروف تحمي ضد العدوي وإنتقال الأمراض، وكذلك التثقيف الصحي ومحاربة الأوبئة ومكافحتها، وتوفير المستشفي بكل مايلزم من أجل إستقبال المريض وتقديم جميع ما يحتاجه من كشف وفحوصات وعمليات وتنويم ، بل وتوفير جميع الأدوية اللازمة من أجل علاجه وشفائه، وبالمجان زمانا ومكانا.
هذا ماكان من أمر الخدمات الطبية إلي ماقبل إنقلاب 1989، فقد كانت متوفرة زمانا ومكانا ومجانا وبكفاءة ، ولكن بعده تغيرت الخدمات الصحية ، بل ومن المفارقات صارت أسوأ بعد إعلان ما سمي وقتها بالثورة الصحية ، والتي كانت وبالا علي الشعب السوداني ، فتدهور الخدمات الطبية ، بل صار الحصول عليها أمرا مستحيلا علي الفقراء والذين يشكلون أكثر من 90% من الشعب السوداني الفضل ، ولا يمكن لمواطن عادي أن يجد ضالته في تلك المستشفيات ومراكز الثورة الصحية والإنقاذات الجراحية ، إلا بعد أن يدفع الرسوم المقررة حتي ولو كان حالة طارئة.
من المفارقات حتي بعد إعلان الدولة عن مجانية علاج الطواريء ، ولكن هل فعلا كان هنالك علاج مجاني؟ الدواء الدائر أو الدوار هو أيضا لغة جديدة من أجل زيادة التحصيل عبر الأجزخانات الشعبية أو خلافها ، ولابد من دفع المقرر قبل إستلام الدواء.
نأتي لموضوع مستشفيات ولاية الخرطوم والتي صرفت عليها الولاية المليارات من أجل إنشائها لخدمة المواطن وهو في أسوأ حالة ، ألا وهي المرض بمعاناته وآلامه وهو يداهمك وأنت لم تتحوط له!!! وهل يبلغك المرض بساعة قدومه؟؟
نعم مستشفيات مليارية ، وبغض النظر عن ما بداخلها من أجهزة ومعدات وكوادر وتجهيزات دفعها حمد أحمد ود عبد الدافع مرغما ومجبورا ومغصوبا علي أمره تحت طائلة قوانين وضعية لاترعي حرمة ولا حقوقا ولا إنسانية، وفوق ذلك كان يفترض أن تعمل هذه المستشفيات من أجل شفائه وخدمته وتوفير سبل العلاج له وراحته، ولكن!!!
مستشفيات هي ملك خالص للشعب السوداني ، صارت بين يوم وضحاه موءسسات شبه خاصة، وآلت إدارتها لكليات طب خاصة مليون المائة!!
أليس هذا بمستغرب أهل الحارة والوجعة؟؟؟ كليات طب خاصة قامت علي أكتاف معاناة الشعب الفضل ، ويفترض أن تمتلك تلك الكليات مستشفيات تعليمية خاصة بها ، وهذا شرط قانوني من أجل التصديق بإنشائها ، ولكن!!! هل يوجد مجلس طبي له قوة شخصية قانونية ويمتلك شرعية تؤهله لإن يرفض التصديق أو سحبه لمثل تلك الكليات عندنما تعجز عن الإيفاء بتلك الشروط ؟؟ كلا وألف كلا. لماذا ؟؟ لأنه مجلس طبي معين تعيينا سياسيا ولا يملك من زمام أمره أي شيء ، بل وفوق ذلك فإنه لايمكن له إتخاذ مثل تلك القرارات الشجاعة لأن فاقد الشيء لايعطيه، ولايمكن له أن يقف ضد ولي نعمته ، لأن الكراسي وثيرة ومريحة ،بل ومريحة أكثر في مثل هكذا ظروف إختلطت فيها القيم والمثل والقوانين ، بقيم أهل السلطة والمحاسيب وأهل الولاء.
نعم مستشفي أمبدة والذي كلف خزينة الدولة حوالي 185 مليار جنيه سوداني صار بين غمضة عين مستشفي تعليمي يتبع لكلية الطب جامعة الأحفاد الخاصة!!! لماذا بربكم؟؟ هل تعجز الوزارة عن تيسيير هذا المستشفي وقد صرفت علي إنشائه المليارات؟ كيف تم التخصيص؟ ما هي الأسس ؟من قام بالتخصيص؟
مستشفي إبراهيم مالك ومستشفي البان جديد صارت جزء من عهدة بروفسير مامون حميدة وكلية طبه الخاصة!!! لماذا كل ذلك؟ هل كان ذلك علي أسس واضحة؟ من قام بالتخصيص؟ ماهي شروط التخصيص؟ وفوق ذلك فإن مامون حميدة قد تم تخصيص أرض له تعتبر بكل المقاييس مميزة جدا ولا يمكن أن تمنح إلا في مزاد علني وربما عالمي، ولكن صارت جزء من كلية الطب الخاصة به، وكيف حدث هذا ، فهذا ما ستكشفه الأيام وإن لم يكن اليوم فغدا ستظهر الحقائق مجردة وسينال الشعب حقوقه كاملة وإن طال السفر.
مستشفي النو بالثورة الحارةالثامنة والسعودي ، صارت جزأ من كلية طب
التقانة ، وهي موءسسة جامعية خاصة ، وماقلناه عن أمبدة النموذجي والبان جديد وإبراهيم مالك ينطبق عليه.
مستشفي بشائر بمايو صار أيضا مستشفي تعليمي يتبع لكلية طب بروف نصر الدين الخاصة.
نعم هذه ممتلكات الدولة وموءسساته العلاجية والتي يفترض أن تقدم فيها الخدمات مجانا وتحت إشراف وزارة الصحة ولاية الخرطوم للمواطن وهو الذي دفع كامل تكلفتها من جيبه وحر ماله عبر أتاوات وضرائب وعشور وقطعان ودمغات بغض النظر عن قناعته بها أوقانونيتها، ولكن في دولة لا تعرف للمواطن حقوقا ولا ترعاها ، صارت مثل التاجر همها الربح فقط ولاشيء غير الربح ، بل حتي في صحة الإنسان وعافيته وموءسسات بناها بكد يمينه وعرق جبينه ، صارت خاصة لأهل الولاء ، بل ومن المفارقات أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم تتكفل بدفع الفصل الأول وبند الأغذية والغسيل والنظافة والغازات الطبية وربما ما خفي أعظم.