محمد فتحي كما ولابد انكم تعلمون اعلامي بقناة سودانية24 .. يقدم بها برنامجا ساخرا ضعيف المحتوى جيد التنفيذ (كغالبية برامج القناة) .. أثار منظر شعر رأسه مشاعر من الغضب العنيف لدى جماهير عريضة ما بدعوى عدم موافاة منظر الرجل الصالح في العرف والتقليد .. فما كان من القناة سيئة الذكر الا ان اوقفته عن العمل حتى لا يضير صورتها البهية كما يبدو و العقلية التي قامت بفصل محمد فتحي من عمله .. هي ابعد ما تكون عن العقلية التجارية ... فالقاصي والداني يعلم أن الجدل الذي أثارته الحلاقة سيزيد بكل تأكيد من مشاهدات البرنامج مستقبلا ... مما يعني نجاحا ماليا للقناة
ولكنها كانت عقلية ايدلوجية بامتياز .. لا أعني ايدلوجيا اسلامية .. ولكن أعني ايدلوجيا جاهلية قروية .. ترى أن للرجل الحق مظهرا عاما لا يزيغ عنه الا (باطل) .. وان صورة الرجل السوداني (ود البلد) لا ينبغي لها ان تعاني الشروخ بسبب محمد فتحي و امثاله .. والاهم من ذلك أن لا تؤتى (الرجالة ) من قبله ..
ما تعرض له الاعلامي محمد فتحي هو هجمة بربرية كاملة الدسم من رجال القبيلة الساكنين مهاجع التاريخ ... ذوي النظرة الضيقة .. التي لا تحتمل الاخر ولا تعرف معنى الاختلاف هو وصمة عار في جبين كل المنادين بتغيير اجتماعي حقيقي في السودان ... ان لم يقفو وقفة حاسمة للانتصار على حشود الجهل الاجتماعي ... ان لم يتنادو من كل حدب وصوب للدفاع عن حرية محمد فتحي وتركوه يواجه ظلم السلطة المركزية منفردا ... ان الجدل و الصراع الاجتماعي في السودان ... اشمل واعم من مجرد النضال السياسي ضد حكومة الانقاذ ... فما الانقاذ وفسادها وظلمها الا ذؤابة جبل الجليد المدعو مجازا بالتخلف الاجتماعي ...ولا اخفيكم سرا ان قلت اني اعتقد ان قضية محمد فتحي بامكانها ان تكون شبيه محلي لقضية دريفوس التي ثارت في فرنسا اواخر القرن التاسع عشر "فتبحت لنا العفن المركن في الزمن من عهد عاد" انها دعوة للجميع (من كان يؤمن منهم بالحرية مبدأ و منتهى) لمقاطعة قناة سودانية24 حتى يعلم الجميع (الاخرون) بأن المجتمع السوداني يشمل فيما يشمل مؤمنين بالحرية و التنوع وقابلين للاخر .. هم وإن غابو عن مخيلتهم العقيمة وتصوراتهم البالية .. حاضرون بقوة الامر الواقع ... آن لهم أن يعلمو أن لفظ المجتمع السوداني لا تعنيهم هم دون غيرهم ... فأنا لا اظن انني اقل سودانية من حسين خوجلي مثلا او اي معتوه اخر انها دعوة لكل الاعلاميين (من كان يؤمن منهم بالحرية مبدأ ومنتهى) لموقف بائن متضامنا مع زميلهم الذي عوقب بسبب مظهره ... انها دعوة لكل العاملين بقناة سودانية24 (من كان يؤمن منهم بالحرية مبدأ ومنتهى) للتصدي لسخف ادارتهم بكل الطرق الممكنة انها دعوة لكل الكتاب والمدونين الفسباكة منهم والتوترين(من كان يؤمن منهم بالحرية مبدأ ومنتهى) لابتدار حملة واسعة لمقاطعة سودانية24 و تجريم فعلتها ... دعوة للتصدي للمرجفين في المدينة .. الراحلون عكس عقارب الان واللحظة انها دعوة لكل الفنانين و المبدعين و الشخصيات العامة (من كان يؤمن منهم بالحرية مبدأ ومنتهى) بالمشاركة الفاعلة لرفع الوعي بالحرية بكل الوسائل الممكنة و دعم محمد فتحي في قضيته العادلة ان القوى المستنيرة في السودان مفرقة ايدي سبأ ... لذا فإن تأثيرهم في تشكيل واقع وحياة المجتمع شبه معدوم ... لكنها الان في وضع يسمح لها بالنتصار لقيمها في مبارزة اجتماعية حقيقية .. و التاثير الحقيقي على قطاعات واسعة من السودانيين
ان الوقوف الان مع محمد فتحي هو –ولا ابالغ اذ اقول- فرض عين على كل مؤمن بالتغيير الاجتماعي كل مناد بالحرية من جميع الاطياف السياسية والفكرية .. فالتغيير يا سادتي الكرام .. قد يأتيكم على يد مهرج وحيد لا من هتافاتكم واضرحة شهدائكم "و يرجع يبقى العالم امن والبني ادم يعيش مطامن يطلع امن يدخل امن ينظم نفسو بصورة تخصو و تسقط فوضى نظام العام يعيش حريته بشكل تام حر في غناه حر مناه حر في القول حر في الظاهر و المجهول حر كان قاعد حر كان قام حر في نفسو حر في سكوتو ومرقة حسو و في البيحسو حر بي معنى الكلمة الحق و الحرية افعال وكلام" سفيان جنو
