شعائر الحج مدلولاتها ومقاصدها

 


 

 

الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر ما توجه الحجيج نحو البيت الحرام الله اكبر ما نزلوا بجدة في امن وسلام الله اكبر ما تجردوا من المحيط والمخيط ولبسوا الاحرام الله اكبر ما رفعوا اصواتهم ملبين باطيب كلام لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك يا عزيز يا علام الله اكبر ما شربوا من زمزم شربة تشفي الامراض والاسقام الله اكبر ما هرولوا بين الصفا والمروة واكملوا اشواطهم بالتمام والصلاة والسلام على خير من صلى وزكى وحج وصام وعلى آله وصحبه الكرام نحن نعيش فرحة عيد الاضحى المبارك والذي يقع من بين ايام ذلك الجمع الغفير والمؤتمر العظيم والحدث المذهل والحشد الملفت المؤتمر الذي اكتسب عظمته انه منذ ان هبط سيدنا آدم الى الارض لم يستطع انسان ان يجمع الناس في مؤتمر جامع وحشد شامل على اختلاف السنتهم واشكالهم والوانهم وتباعد مسافاتهم في مكان واحد يتجهون نحو قبلة واحدة يناجون ربا واحدا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لم يستطع احد ولا دين ولا جماعة ولا تنظيم ان يفعل ذلك لكنه استطاع ان يفعلها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالاسلام دين محمد بعد ان امره ربه ان ينادى في الناس بواد غير ذي زرع في البيت المحرم(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَيُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)جمع الناس في ذلك المكان وكأنه ذلك اليوم المجموع له الناس وذلك اليوم المشهود وكأن الله تعالى قد تجلى لعباده في ذلك اليوم يوم عرفة قائلا:( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)جاء الاسلام ليفعل ذلك حتى تسقط الاشكال وترتفع الاعمال وحتى تختفي الالوان وتظهر الافعال ليتساوى الناس بعد ان فرقهم نسب الطين وليجمعهم نسب الدين ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه ومن لم يجعل التقوى هدفه لم ينفعه حسبه فالحج مؤتمر معبر لانه يعبر عن وحدة المسلمين في ابهى صورها وكأنه ينادي في الناس هذا هو الاسلام كما انزل ومن اجل ذلك انزل فليس في الحج مكان خآص للحكام ولا للمحكومين ولا لفرق ولا طوائف ولا طرق ولا شيع لكنه مكان واحد وزي واحد ورب واحد وقبلة واحدة فلنستفيد من هذا المؤتمر ومن دلالاته ومقاصده ومن المؤسف ان الاسلام صار طوائف وفرق كل يزكي نفسه ويدعي النجاة فيكفر ويقتل ويذبح وما اوسعها من دائرة دائرة لا اله الا الله محمد رسول الله فلا نضيقها بالجدل والخلافات وما اكبره من وعاء وعاء الاسلام فلا نصغره بالمذهبية والمناكفات وفي الحديث:(  ما من عبد قال: "لا إله إلا الله" ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق. قالها ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر. فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر)اوكما قال صلى الله عليه وسلم فاتركوا الخلق لخالقها وهو المحاسب وبينكم وبينهم لااله الا الله محمد رسول الله ونقول للذين يكفرون اهل لااله الا الله قولوا كما قال سيدنا عيسى عندما الهه قومه(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)ان الحج مؤتمر مؤثر لأنه يؤثر على القلوب المؤمنة ويشحنها بالتقوى والايمانيات ومؤثر كذلك على من يشاهده من غير المسلمين ووسيلة دعوى لهم وحافل بالاسئلة والاستفهامات التي قد تؤدي بصاحبها الى البحث والتفكير ولهذا يقدم الاسلام نفسه ويعرضها عبر الفضائيات بأنه القادر والمؤهل ان يوحد البشرية كما وحدها بالصورة تلك وانه بامكانه ان يعالج ما تعيشه البشرية من هرج ومرج وعنصرية وفوضى عارمة سقطت معها الاخلاق والمثل وغاب الضمير وضاعت الامانة فظلم الحكام وداهن العلماء وتفرقت الامة فالاسلام يستطيع ان يعالج كل ذلك اذا خلى سبيله المكفرون والمفجرون من الذين نصبوا انفسهم اوصياء على الاسلام والمسلمين وانهم المعنيون باقامة الدولة الاسلامية فانهم بذلك من حيث يدرون او لا يدرون وضعوا ايديهم على ايدي اعداء الاسلام لمحاربته والصد عنه والاساءة اليه فهم يحسبون انهم يحسنون صنعا لكن المطمئن ان الاسلام لا يعبأ لهولاء ولا يلتفت لاولئك  اصحاب العويل والصياح وكأنه البعير الذي لا يزعجه نبيح الكلاب ومع ما لاقاه الاسلام من ازمات ومن تشويش واساءة له ولنبيه لكنه قادم فترقبوه فلا تحد من حركته المؤامرات ولا توقفه الحواجز والمصدات قال تعالى:( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)وفي الحديث:( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر) فجاء عيد الاضحى شعيرة من شعائر الدين ومظهرمن مظاهره التي تتجلى فيه وحدة المسلمين وتواددهم وتعاونهم على البر والتقوى وتكافلهم في الخير فالعيد تجسيد للنصوص واظهارها للعيان(انما المؤمنون اخوة)والعيد استراحة واسترخاء وفاصل زمني لنسيان الهموم ومحن الماضي العيد مناسبة لنزع التشاؤم من القلوب وخلع الخوف من المستقبل منها وفسح المجال للتفاؤل العيد مناسبة لتخلو بنفسك وتجرد حسابك في الفترة الفائتة واستعراض له اين احسنت فتزيد في الاحسان واين اسأت لتتجنب الاساءة ولترسيخ هذه المعاني حض الدين على التواصل والتراحم والبذل والعطاء واطعام الطعام وافشاء السلام ولين الكلام حتى تتثبت تلك المعاني التكافلية والتعاونية والتي في حقيقتها اهتمام بمشاكل الآخرين وتفقدهم ومعايشة معاناتهم وتنفيس كربهم وفي الحديث:( إن في الجنة غرفا يرى ما في باطنها من ظاهرها وما في ظاهرها من باطنها أعدت للذين يطعمون الطعام ويفشون السلام ويبيتون قياما بالليل والناس نيام)اوكما قال صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )وقد جعل الله من شعائر هذا الشهر الذبح والاطعام الا وهو الاضحية فتقربوا الى الله بها واطعموا منها البائس الفقير(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)فاتقوا بها من النار وهي المركب الى الجنة تقربوا بها الى الله وآثروا بها الفقراء على انفسكم والذين حرموا من اللحم بسبب الغلاء والعوز ولقمة تطعمها خير من لقمة تأكلها فاذبحوا وانحروا مما رزقكم الله من بهيمة الانعام فتقربوا الى الله بالسمينة الغالية الثمن فلا تجزئ المريضة البين مرضها ولا العجفاء ولا العوراء البين عورها ولا العرجاء ولا الهزيلة وان الله طيب لا يقبل الا الطيب(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)ويجزئ من الابل ماله خمس سنوات ومن البقر ماله سنتان ومن المعز ماله سنة ومن الضأن ماله ستة اشهر لغير الامام مالك ويبدأ الذبح بعد صلاة العيد وبعد ذبح الامام الى ثالث ايام التشريق وتجزئ الشاة عن الرجل واهل بيته والبدنة والبقرة عن سبعة من المضحين ولا يجوز ان يعطى الجزار اجرته منها والنصيب الاكبر للفقراء والمساكين ولا يجوز ان تجعلها وليمة زواج او عقيقة  تقربوا الى ربكم في هذه الايام لعله يتجلى عليكم لان لربكم في ايام دهركم نفحات فتعرضوا لها عسى ان يكون لكم منها نصيب.
Email:ahmedtijany@hotmail.com
Facebook:احمد التجاني احمد البدوي

 

 

آراء