فسطاط (لجان المقاومة) وفسطاط (التغيير الجذري) وفسطاط (اللجنة المركزية لقحت)

 


 

عثمان محمد حسن
15 September, 2022

 

* تتكون عناصر الثورة الحية من ثلاثة فَسَاطِيط:- 1/ فسطاط (لجان المقاومة) وهو فسطاط متشدد ضد الإنقلاب والإنقلابيين، ويشكِّل العمود الفقري للثورة، وتسانده الأغلبية الصامتة 2/ فسطاط (التغيير الجذري) وهو فسطاط شديد التشدد ضد الإنقلاب والإنقلابيين، كما عصي الانسجام مع بعض عناصر قوى الثورة 3/ فسطاط (اللجنة المركزية لقحت) وهو فسطاط تقف بعض عناصره بالمرصاد ضد فسطاط التغيير الجذري، بينما يغازل الحركات المساندة للانقلاب، ويهادن الإنقلابيين، وفي تقديره أن التفاوض معهم لا بد من أن يؤدي إلى تسليم السلطة للمدنيين، وما المدنيون، عند مركزية قحت، سوى منسوبيها..

* إن فسطاط لجان المقاومة هو الفسطاط الوحيد الذي لا يبالي بالصراعات الجانبية، و(شايف شغلو) ضد الانقلابيين، وضد عبث اتفاقية جوبا.. ويقف فسطاط التغيير الجذري ضد تلك الاتفاقية،كذلك، ويعتقد أن الاتفاقية لم تخاطب جذور المشكلة السودانية، بينما يطالب بعض قادة مركزية قحت بإجراء إصلاح طفيف على الاتفاقية، فمركزية قحت إحدى الكياتات المنتجة لتلك الاتفاقية المنبوذة شعبياً.. كما وأن بعض قادة قحت ينتمون للحركات المسلحة التي أنعمت عليها الاتفاقية بما تجاوز المعقول والمقبول..

* إن أزمة الحكم في السودان أزمة مقدور عليها متى خلُصت النوايا ومتى ارتفعت إرادة السياسيين لمستوى المسئولية الوطنية.. لكن المؤلم أن السياسيين منكفئين على ذواتهم الشخصية والحزبية، بعيداً عن الارتقاء لمستوى تلك المسئولية..

* والحقيقة التي لا يستسيغها بعض السياسيين أن الشباب، من الجنسين، هم القادة الفعليين لثورة ديسمبر المجيدة.. وهم من أوصل النظام البائد إلى ما قربه من نهايته المحتومة.. وينكر هذا البعض من السياسين أنهم هم من أمد نظام المؤتمر الوطني بأسباب الحياة بإنتاجهم ( الوثيقة الدستورية) التي أعادت النظام رويداً رويداً إلى ما كان عليه من تمكينٍ بعد أن أزال انقلاب 25 أكتوبر ( لجنة إزالة التمكين) من الوجود.. وهي كيان بذل ما بذل من جهدٍ جبار لوضع الحكم في السودان على مسار الحكومات الراشدة..

* ولاَتَ سَاعَةَ مَنْدَمٍ!!

* ويلاحظ المراقبون أن تركيز مركزية قحت ينصب على ضم لجان المقاومة إليها كي تكون اللجان فرعاً من فروع المركزية، وتجاهد المركزية للنأي عن الانصياع للواقع بفرز اجتهاداتها عن اجتهادات اللجان، صاحبة اليد الأعلى في الحراك الثوري.. وكلما تحركت اللجان تجاه هدف ما تحركت المركزية تجاه نفس الهدف بشكل وأسلوب مغايرين.. وغالباً ما تكون الأهداف هي الأهداف..

* والفَسَاطِيط الثلاثة متفقون، مطهرياً على الأقل، على إسقاط الإنقلاب وعودة العسكر للثكنات وإزالة التمكين في القطاع العام وإصلاح المنظومة العدلية، والإصلاح الهيكلي للدولة السودانية، في جميع مرافقها.. والخ الخ.. أي إنهم يحلمون حلماً أساسياً واحداً يفضي إلى دولة مدنية راشدة، لكنهم يختلفون في الإجراءات..

* ومن الاختلاف في الاجراءات تنطلق المماحكات والمشاكسات التي تجعل ذلك الحلم بعيد المنال، كلهم قادرون على التمام، مجتمعين، لكنهم يكبٌِلون اتمام ما ينبغي إتمامه بالكيد لبعضهم البعض و(المناقرات)، في غياب الإنضباط الثوري والإرادة السياسية الإيجابية..

* ربما يكون في الأمر سوء فهم، كما قال أحد أقطاب حزب الأمة، قبل، يومين، عن العلاقة بين حزبه والحزب الشيوعي..

* وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتلاشي سوء الفهم هذا المعطِّل للتوافق بين قوى الثورة الحية، والمؤخِّر لمسيرة الثورة نحو أهدافها المبتغاة..


_________________________________
حاشية:-
- خرج مشروع الدستور الانتقالي للسودان، والذي أعدته نقابة المحامين السودانيين جميلاً (جمال جمل الطين) لعدم مخاطبته أساسيات
ثورة ديسمبر المجيدة، وعدم اعطائه لجان المقاومةحقها، كما ينبغي، وتجاهلها لميثاق سلطة الشعب الذي اخرجته اللجان وتعمل على التوافق جميع اللجان عليه.. ومن قرأ مالميثاق ثم أتى وقرأ مسودة الدستور نقابة المحامين، يحس أن الغرض من المسودة هو إلغاء الميثاق جملة وتفصيلاً وإحلال المسودة محله..

- قال العالم اللغوي، الخليل بن أحمد الفراهيدي:
" لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا
لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني
وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا.. "

osmanabuasadin@gmail.com

 

آراء