فى شأن الورشة القومية الثانية لتخطيط وادارة موارد المياه فى السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
لاخلاف من ان قضايا المياه فى العالم اصبحت تاخذ طابع الاهمية القصوى بالنسبة لسياسات الدول سواء ان كان على المستوى المحلى او الاقليمى او الدولى فى ظل تكالب الدول على المصادر المائية مما يوحى بصراعات شرسة مستقبلية على تلك المصادر على الرقم من وجود القوانيين المائية المنظمة للاستخدامات المائية بين الدول المتشاطئة وحفظ الحقوق للدول المتشاطئة دون المساس والاضرار لاحد الدول، فظهر مفهوم الامن المائى كمصطلح يعنى بالحفاظ على المصادر المائية وكيفية استقلالها وادارتها لصالح المجتمعات فى الدول ورفع اقتصادياتها عن طريق انشاء المشاريع المائية المختلفة كالطاقة الكهربائية ورى المشاريع الزراعية الكبرى والاستخدامات الاخرى فالصراع على الموارد المائية اصبح تتداخل فيه عدد من العوامل الاخرى كالعوامل السياسية والاقتصادية وصراع النفوذ .
تاريخيا يتمتع السودان بمصادر مائية متعددة ومتنوعة اولها نهر النيل وروافده وهو اهم واكبر المصادر للمياه السطحية ويشكل النيل الازرق اكبر الايرادات لنهر النيل يليه النيل الابيض ثم نهر عطبرة وتبلغ مياه النيل عند بحيرة النوبة (84) مليار متر مكعب يتم تقاسمها وفقا لاتفاقية 1959م بين دولتى السودان ومصر وثانى المصادر فى السودان هى مياه الامطار والتى تزداد كثافتها كل ماتنقلنا من الشمال الى الجنوب وهى تمثل رى رئيسى لاراضى واسعة للزراعة فى السودان خاصة فى الولايات الشرقية اما المصدر الثالث للمياه فى السودان يتمثل فى المياه الجوفية وهى مورد هام خاصة فى المناطق البعيدة من نهر النيل وهى تتوزع فى معظم انحاء السودان وتتواجد فى اعماق مختلفة تحت سطح الارض اما المصدر الرابع لمصادر المياه يتمثل فى مياه الاودية حيث يتواجد عدد من الاودية الكبيرة والصغيرة تغذى من مياه الامطار وهى كميات مقدرة .
خلال يومى الاحد والاثنين انعقدت بفندق السلام روتانا الورشة القومية الثانية لتخطيط وادارة موارد المياه فى السودان تحت شعار ( الماء من اجل السلام ) بتشريف وزير الرى والموارد المائية البروفسير ياسر عباس وممثل الجبهة الثورية الاستاذ محمد زكريا وحضور المنظمات ذات الصلة بالمياه بمشاركة خبراء المياه المحليون وخبراء المياه العالميون عبر تغنية الفيديو كونفرس .
هدفت الورشة على تسليط الضوء على التحديات والمشاكل الفنية والمؤسسية التى تواجه قطاع المياه فى السودان مع التركيز على قطاع المياه وتوفير المياه للمجتمعات الريفية لاغراض الشرب و الزراعة بشقيها النباتى والحيوانى و إستعراض الدروس المستفادة وأفضل الممارسات الناجحة في إدارة الموارد المائية محليا واقليميا وعالميا والاستفادة من تبادل الخبرات الرائدة بين المشاركين لوضع توصيات وحلول لمواجهة التحديات والمشاكل الفنية والموسسية كما هدفت الورشة تقوية شبكة خبراء المياه السودانيين فى داخل وخارج السودان واستعراض فرص وطرق مشاركة الجميع فى نهضة السودان .
قدمت خلال الورشة عدد من الجلسات تضمنت عدد من الاوراق العلمية شملت استدامة خدمات توفير المياه والمياه والتنمية من اجل السلام وادارة المياه العابرة والامن الغذائى والتمويل والاستثمار لمشاريع المياه وحوكمة المياه ودور الشباب فى رفع الوعى بقضايا المياه والسلام .
انهت الورشة عملها بتقديم عدد من التوصيات اهمها التامين على المسار التفاوضى والتركيز على الدعم السياسى والدبلوماسى والاعلامى للموقف السودانى والتوسع فى شرح وتنوير الروية الكلية للتفاوض للدولة ونشر ماهو متاح من الدراسات ومشاركتها مع العلماء السودانيين فى الداخل والخارج كما اوصت الورشة على ضرورة تبنى وزارة الرى لمشاريع وطنية لتوحيد روية السودانيين للنهضة الشاملة وضرورة الاستفادة من النيل بتبنى المشاريع التنموية الاستراتجية متعددة التخصصات وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص الوطنى والاستثمار الاجنبى كما اوصت الورشة بالغاء قرار مجلس الوزراء رقم (6) واعادة الهيئة القومية للمياه وتكوين فريق موهل لدعم قطاع المياه والصرف الصحى فنيا واداريا كما اوصت الورشة بايجاد السياسات التى تشجع المزارعيين على زيادة المساحات المزروعة خاصة فى العروة الشتوية دون الخلل فى المحددات الفنية الخاصة بالقنوات والاهتمام كذلك برفع كفاءة استخدام مياه الرى بتقليل الهدر وتحسين ادارة مياه الرى على مستوى القنوات الصغرى وتفعيل التشريعات المائية كما اوصت الورشة باعتماد وتنفيذ مبادى الادارة المتكاملة ااموارد المائية واعتماد مبدا الفيدرالية المالية كاساس لادارة المياه والخدمات من خلال الموازنة الفيدرالية والولائية .
asam.salah@gmail.com