في وداع المحرر الدبلوماسي

 


 

 

كلام الناس

noradin@msn.com

 

*عندما تم استيعابنا في جريدة "الصحافة" منتصف سبعينيات القرن الماضي كان من أبرز المحررين في قسم الأخبار الذي كان يترأسه الصحفي المتميز الراحل توفيق صالح جاويش عليه رحمة الله. *جئنا من مصالح ووزارات مختلفة تحدونا الرغبة في الالتحاق ببلاط صاحبة الجلالة" الصحافة"‘ أجريت لنا معاينات شفهية وأخضعنا لاختبارت عملية قبل أن يتم قبولنا في هذه المهنة الرسالة. *كان من الطبيعي أن نجد مقاومة من قدامى الصحفيين‘ خاصة لأنه تم تعييننا في درجات وظيفية مغرية في ذلك الوقت وأعطينا ميزات خاصة ومنحنا مكاتب مميزة رغم أننا كنا في اول السلم المهني في دنيا الصحافة. *وسط هذا الصراع المتوقع بين القدامى والقادمين كان يقف وحده مشجعاً ومسانداً لنا‘ تعلمنا على يديه أبجديات  العمل التحريري خاصة في مجال الأخبار التي تعتبر المدخل المهم للعمل الصحفي الميداني. *اشتهر بلقب" المحرر الدبلوماسي" عن استحقاق وجدارة لأنه تخصص في تغطية أخبار وزارة الخارجية وكانت له مصادر مطلعة وسط الوزراء والدبلوماسيين والرموز السياسية المختلفة. *لم يشعرنا بالجفوة المصطنعة التي لمسناها من بعض الذين سبقونا بقدراتهم وتجاربهم العملية في ميدان الصحافة الرحيب‘ بل كان يعاملنا باحترام وتقدير فيما كنا نتعلم من بحر تجربته وخبرته المهنية التي أضاءت لنا طريق العمل الصحفي. *إنه المحرر الدبلوماسي شيخ ادريس بركات الذي رحل عن دنيانا الفانية قبل يومين بعد أن ترك بصمته العملية في عالم الصحافة السودانية التي ما زالت في حاجة ماسة للتميز المهني في شتى مجالات العمل التحريري. *رحم الله المحرر الدبلوماسي الأشهر  شيخ ادريس بركات وأدخله فسيح جناته وألهم آله وذويه ورفاق دربه وتلامذته في عالم الصحافة وعموم قبيلة الصحفيين الصبر وحسن العزاء. *"إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

آراء