يوميات الفريق برهان … اليوم الأول للإنقلاب ..بقلم: بشرى أحمد علي

 


 

 

اعتقد أن الفريق برهان تمنى أن يرجع به الزمن إلى الوراء لإعادة احتساب الخطوات من جديد ، فهو الآن يحتفظ بسلطة مطلقة ولكنه لا يعرف ما سيفعله بها ، فهو الآن يعيش بين متاهة الخوف والقلق والترقب وينتظر معجزة تنقذه من هذه الحالة ، وفي هذه اللحظات الخوف مصدره الاصدقاء والمقربين ، فقد وضع الفريق برهان من كان يحس بأنهم يشكلون خطراً عليه في السجن ، واما الشارع فقد فقد أوكل المهمة لكل من يحمل السلاح من مجموعاته وأنصاره والذين يعرفون ما يجب القيام به ، وقد انطلق رصاصهم ضد الشعب قبل إصدار الأوامر ، لكن الخوف الآن يأتي من حميدتي والذي عُرف بتقلبه وغدره حيث باع المخلوع في اللحظات الأخيرة ..
ولماذا لا يفعلها الآن ؟؟
حميدتي لم يظهر في اي مؤتمر صحفي بعد الإنقلاب حيث درج في السابق على لقاء رجالات القبائل والطرق الصوفية، وذلك ليس من عادته وهو الذي تحدث مبكراً عن الشارع المغاير وإعتصام القصر وإنتظار (الحصو ) من السماء ، وليس من المستبعد ان يكون الرجل ينتظر اللحظة المناسبة للفتك ببرهان كما فعل عبد الملك الحوثي مع علي عبد الله صالح ، وان كانت النهاية المتوقعة لحميدتي هي الجنائية الدولية فلم يعد هناك ما يخشاه من تبعات وليحمل معه إثم التخلص من برهان وعندها يتقدم له العالم بالشكر والثناء ويعطيه شهادة حسن السير والسلوك ...
ومن يريد معرفة يوميات البرهان فليشاهد فلم bunker والذي حكى كيف كان هتلر يدير معركته الأخيرة من المخبأ وكيف كان يتلقى التقارير وسير العمليات ، ففي فترة الشراكة بنى الجنرال برهان العديد من المخابئ المحصنة ، وكل التقارير التي كانت تصل للفوهرر كانت مزيفة ولا تعكس الواقع ، وكذلك يفعل البرهان ، فهو يختبئ احدى حصونه ويمارس إصدار القرارات وهو محاط بزمرة المخلوع البشير والتي تحدد له الخطوات تباعاً ، ولا أعتقد أنه يجتمع بحميدتي أو يفضل التواجد معه في مكان واحد ، فالحس الأمني للرجلين يسير عكس ذلك ، فحميدتي تحت ظروف الأزمة يفضل أن يكون بين قواته ، فلا عهد بين المرتزقة والقتلة المأجورين ..
الآن كل من حميدتي وبرهان بلا إعلام أو زخم كما كان في السابق حيث يفتحون ابواب مكاتبهم لإستقبال السفراء والمبعوثين الدوليين ويسافرون من عاصمة إلى عاصمة ويستقبلهم الملوك والرؤساء ، أعتقد يعانون من محنة الحصار أكثر من الشعب السوداني ، فالعالم الحر الآن يلعنهم ويدينهم ويعدهم بالعقوبات ، فهم لن يحكموا الشعب السوداني إلا من خلال بيوتهم المحصنة ، وسوف يمتلئ الجحر عليهم ماءً وطيناً وعندها سوف يخرجون منه مثل الجرذان.

 

آراء