قبل الانفجار
رئيس التحرير: طارق الجزولي
20 March, 2015
20 March, 2015
لاشك ان اى متابع للشان السودانى قد وصل الى ان العد التنازلى لانفجار الاوضاع فى السودان قد بدأ وان الانقاذ عبر25 سنه من الحكم المنفرد قد فشلت حتى فى توفير لقمة العيش الكريمه للمواطن السودانى الذى تتمتع بلاده بموارد ضخمه ولكن الانقاذ فشلت فى ذلك ونجحت فى اشعال نيران الحروب فى كل بقاع الوطن مستخدمه هذه الحروب فى سياسة الالهاء ......... وقد ثبت ان هذه السلطه ضعيفة الكفاءه وتستنزف كل موارد البلاد لصالحها وعجزت عن حل التعقيدات التى صنعتها بنفسها ورغم تلويحها بالحوار فهى عاجزه تماماعن ادارة اى حوار او ان تخطو اى خطوه فقد انكشفت تماما وتعرت حتى عن ورقة التوت وهى لاتستطيع ان تخلق واقعا جديدا بعد ان وضعت البلاد على حافة الهاويه وكل ما تستطيعه هو انتظار تفاعلات الاحداث
ان الشعب السودانى يعمه الآن الهم والضيق والاحباط وقد فقد الامل فى النجاه من هذه المركب الغارقه ....... ويسود العاصمه هذه الايام هدوء غريب ليس هو الهدوء الذى يسبق العاصفه ولكنه الهدوء الذى يسبق بحور الدم والتشظى والماساه ..... تجولت امس فى شوارع الخرطوم لاودع هذه المدينه التى نحتفظ فيها باجمل الذكريات واحلاها ايام شبابنا وشبابها قبل ان يجتاحها المغول ومازال عبيق الامكته يحرك فينا اشجانا كثيره رغم اجتهاد الانقاذ لازالة كل اثر للماضى بهدمه فهى تنفذ مقولة هتلر " اهدم الماضى لتضمن المستقبل " وهى هدمت الماضى ودمرت الحاضر واجهضت المستقبل ...... ان الياس يعمنا فى الداخل والخارج بعد ان ضاع منا الامل فى انقاذ هذا الوطن من براثن الانقاذ لقد اصبح ذلك واضحا فى تضاؤل اهتمام الناس بالشان العام فاكشاك الجرائد التى كانت تشهد تجمعات المواطنين فى الصباح الباكر وهم ذاهبون لاعمالهم ياتون فى شوق لاخبار الوطن ويدور نقاش راقى يتناول الاوضاع عامه ولكن تلاشى هذا الاهتمام بالعام واصبح الانسان السودانى محصورا ومحاصرا بهمومه وفى حالة توهان يتوجس من تلك اللحظات التى سيسمع فيها بخبر اول عربه مفخخه تنفجر فى شوارع الخرطوم او احتلال داعش لاحدى المدن وهدمها او ان ينهمر الرصاص عليهم من كل صوب واكاد ارى سيل الدماء فى شوارعنا واسمع وقع خطوات المسحوقين قادمين من اطراف المدينه يحملون السواطير والمدى وليحيلوا لون شوارع الخرطوم للون الاحمر القانى وينطلق هدير المدافع العمياء التى لاتفرز عدو من صديق وتبدأ حرب التوتسى والهوتو فهذه المره من سيغيرون الواقع ليس هم طبقة المثقفين او الاحزاب السياسيه فهؤلاء واؤلئك قد سحقتهم الانقاذ والانقاذ سياتيها جنها الاكبر منها وتضيع البلد فالقوى الواعيه لم تعد حتى لكيفية سقوط النظام وماذا بعد سقوطه ؟ ومن سيسقط النظام هذه المره ليس النقابات ولا الاحزاب انما اصحاب الغبائن الذين ياتوا ليفشوا غبائنهم ومن فشه غبينته خرب مدينته .....ان المعارضه اضعف من ان تسقط النظام وماتقوم به قياداتها (الصادق المهدى )هو توقيع المزيد من الاتفاقيات الفجر الجديد نداء الوطن ملتقى برلين اتفاقية باريس وكلها عندما تنطلق البنادق لن تساوى الحبر الذى كتبت به وسيكون المحك كم بندقيه يملك الصادق المهدى ؟؟ واذا افترضنا ان الصادق يملك البندقيه فهل سيضرب فى المليان اذا كان ابنه هو الذى يتصدر الدروه ؟؟ اننى لااعول كثيرا على الجبهه الثوريه التى تقول انها تحارب من اجل المهمشين وهى تحارب فى مناطقهم فيروحوا ضحايا لحربها فهى تهدم فى مناطق المهمشين بادارة حرب فى وسطهم فتكسر عظمهم وعظم الوطن وتبقى الانقاذ سليمه معافاه فى دهشه من هذه الجبهه الثوريه التى تحارب نفسها بنفسها !! وقد جاء تعليق لاحد قراء الراكوبه على خبر احتلال الجبهه الثوريه لمنطقة الرحمانيه " يعنى حتصلونا فى الابيض بعد 60 سنه ؟؟!!" ومن مساخر الاقدار ان انقاذ الوطن الآن اصبح فى احتمال واحد وبعيد وهو ان تنجح الاليه الافريقيه رفيعة المستوى المسنوده من المجتمع الدولى بالوصول فى الاجتماع التحضيرى المزمع عقده فى اديس ان تنجح فى الوصول مع الانقاذ لاتفاق يقضى بتنازل الانقاذ عن السلطه لحكومه انتقاليه بسلام واشك فى ذلك كثيرا (مع الوضع فى الاعتبار ان امبيكى ومنقريوس فى جيب الانقاذ الخلفى ) واستعين بفقره من كتاب هيكل (مبارك وزمانه ) لشرح مااريد قوله "كلما هو مرسوم للانتقال الآن لايؤدى الا الى فوضى او انفجار لااحد يستطيع تقديره لقد حدث تفريق من الحياه السياسيه وتجريفها فطول البقاء فى السلطه مع القهر الشديد سواء بدعاوى الامن او دعاوى الاستقرار عطل تواصل الاجيال فى كل نواحى الحياه ونتيجة هذه العمليه التفريغ والتجريف لن يتم انتقال سهل للسلطه من رجل لرجل "
وانا اتوقع فى السودان الاثنين الانفجار والفوضى
Omdurman13@msn.com