عبد الباقي حمدالنيل العوض
freemaill249@atomicmail.io
ينتظر السودانيون عدة انواع من الشرور المحتملة. اما أن ينقسم السودان لدولتين او عدة دول ويقع جزء من السودانيين تحت رحمة الدعم السريع في الدولة الجديدة تحت الفوضى والقتل والنهب والتصفيات العرقية التي يمارسها الدعامة بدون قانون كما فعلوا في المناطق التي احتلوها وسيقع الجزء الآخر من السودانيين تحت رحمة البرهان الذي قاد البلاد لهذه الحرب والفوضى والذي ظل يمارس الكذب والمراوغة وطامع في السلطة حتي آخر قطرة دم سودانية وبما ان البرهان لايمتلك جسم سياسي فإنه بين خيارين اما الخوف من العالم الخارجي والتحالف مع القحاطة كما تريد الرباعية أو الخيار الثاني التحالف مع الكيزان والعيش في دولة منعزلة من العالم تعاني الكراهية والحصار الاقتصادي والدبلوماسي من العالم مثل كوريا الشمالية.
وفي كلا الحالتين إذا تحالف مع القحاطة أو مع الكيزان كلاهما إذا وصل الى السلطة بعد أن اطيح به في السابق وتعرض للقمع فسيسعي لقمع الطرف الآخر والتشبس بالسلطة بقبضة حديدية وكلا الطرفين سيعتمد علي دولة القمع وتكميم الافواه والإعتقالات والمصادرات وهدم المنازل والإعدامات أضعاف ما نتفعل خلايا الكيزان الامنية الآن واضعاف مافعلت لجنة تمكين القحاطة من مصادرات وقمع. حتى الخلافات الاسرية والشخصية سيتم تصفيتها عبر ادوات السلطة و القمع هذه وكل نافذ لديه خلاف مع شخص من اقربائه او معارفه سيستخدم تلفيق التهم السياسية والتخوين والإعدامات للتخلص من خصمه.
حالة اختيار البرهان لاحد الطرفين اما الكيزان او القحاطة فسيسعي الطرف المختار لإستئصال خصومه وتوطيد حكمه بالقتل والتعذيب والإعدامات وماقصة قتل الاستاذ احمد الخير في معتقلات الكيزان ببعيد وماقصة مقتل عبدالله البشير والشريف بدر في معتقلات القحاطة ببعيد.
ولكن ماذا لو تم توقيع إتفاق سلام وتوحيد الدولة؟
عند توقيع اتفاق سلام ستكون في الدولة عدة حكومات وعدة رؤساء لكل منهم جيشه وقواته الخاصة لا تخضع للطرف الآخر وجميعها ستتكسب لقمتها من المواطن ونهبه وسلبه نهاراً جهاراَ تحت تهديد السلاح وهذه القوات المتنافرة ستقتحم البيوت والاسواق وتنهب وتقتل ولن يستطيع الطرف الآخر مساءلتها فهي محمية بإتفاق سلام ولن يفض الطرف الآخر الإتفاق لمقتل شخص واحد او حتى الف شخص لا ينتمي لعرقيته و لمجموعته المسلحة.
كذلك حال الحركات العنصرية القبلية المسلحة التي عندما نشات كانت تطمع فقط في العدالة في مناطقها لكن مايسمي باتفاق جوبا منحها اكثر من ما كانت تحلم به ومشاركة في السلطة ومقاعد وزارية دائمة وحتي منصب نائب رئيس الدولة الآن حركة مسلحة و بعد الحرب انتشرت هذه الحركات العنصرية القبلية المسلحة في كل ارجاء السودان وبسطت نفوذها وانشات المعسكرات وجندت قوات في كل مكان وبسطت نفوذها في الوسط بدون منازع وجندت سكان الكنابي ووصعت يدها بالكامل في كل مرافق الدولة بالترهيب والترغيب مستغلة مشاركتها في الحرب لتمرر اجندتها العنصرية القبلية واكثر المواقع حساسية واماكن النفوذ والمال الآن في الوسط يتولاها منسوبي الحركات المسلحة ولم يتبقي لهم غير إعلان الوسط كدولة منفصلة.
في كل الإحتمالات سواء تم توقيع إتفاق سلام أم لم يتم توقيع إتفاق سلام فالسودان اصبح الآن ملغم بالمليشيات التي أنشئت على اهداف قبلية وعنصرية وبغرض القتال من اجل السلطة والتفوذ ومع الإنهيار الإقتصادي المتسارع وضيق سبل العيش حتماً ستمارس هذه المليشيات النهب والقتل تجاه المواطن وستصارع فيما بينها من اجل السلطة والنفوذ وستتقاتل فيما بينها في كل مدينة وقرية وكل شبر سيمتلئ بالرصاص والإشتباكات.
كل المؤشرات القادمة لا تحمل خير وجميعها تقود الى إنفلات الوضع وإنتشار القتل والدمار بعدة أشكال. لقد غربت شمس السودان بغير رجعة.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم