ماذا وراء إدانة زعيم المعارضة الماليزي أنور إبراهيم؟ .. عرض وتحليل/ د. عادل عبدالعزيز حامد

 


 

 



عرض وتحليل
د/ عادل عبدالعزيز حامد
باحث واكاديمي
Skyseven51@yahoo.com
05667241542

ماذا وراء إدانة زعيم 
المعارضة الماليزي أنور إبراهيم؟!
أنور إبراهيم، 67 عاماً هو مؤسس وقائد حزب العدالة الشعبي وهو زعيم المعارضة الحالي في البرلمان المليزي.
كان نائب رئيس الوزراء، ووزير المالية في الفترة من 93-1998 في عهد الرئيس مهاتير محمد ولكنه تم تنحيته من الوزارة بواسطة مهاتير محمد عندما اختلف معه في معالجة الازمة المالية واودع السجن بتهمة الفساد والفساد الاخلاقي وحكم عليه بالسجن 5 سنوات وكان المراقبون ومنظمات حقوق الانسان يعتبرون ان القضية ذات ابعاد سياسية وكيدية. وقد تمت براءاته واطلق سراحه في 2004 ولكن الحكومة استأنفت الحكم للمحكمة العليا والتي حكمت عليه الان بالسجن لمدة 5 سنوات.
والسؤال المطروح الان هل هذا الحكم قانوني وعادل؟؟ ام مكايدة سياسية؟!
يرى معظم المراقبين ومن ضمنهم منظمات حقوق الانسان العالمية ومعظم المعارضين للحكومة المليزية ان هذا الحكم هو حكم سياسي بالدرجة الاولى خاصة وانه تم اجتماع بين رئيس الوزراء الحالي والشاب المدعي على الدكتور انور ابراهيم بممارسة الفساد الاخلاقي معه ولا يوجد مبرر منطقي لهذا اللقاء بين رئيس الوزراء وعامل من حملة انتخابية.
ولعل الشعبية التي وجدها حزب انور ابراهيم وعدد المقاعد التي عليها من البرلمان هو ما آثار قلق الحزب الحاكم ورئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق والذي يقال انه وراء هذا الحكم ليبعد انور ابراهيم عن المعترك السياسي والذي اصبح يشكل تهديداً كبيراً للحزب الحاكم وخاصة عندما صرح انور ابراهيم بأنه سوف يكون الحكومة القادمة وبأن بعض اعضاء البرلمان سوف ينضمون الى حزبه ومتسلخون من الحزب الحاكم...
وهكذا اصبح يشكل خطورة سياسية كبيرة بالنسبة لرئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق.
ماذا يعني إدانة انور ابراهيم للديمقراطية وحكم القانون في ماليزيا؟
لقد وصف معظم المراقبين للوضع في ماليزيا بأن هذه الادانة القضائية ما وراءها الا دوافع سياسية بحته وهكذا علقت منظمات حقوق الانسان المحلية والعالمية وذلك للشعبية التي نالها انور كزعيم للمعارضة واصبح قاب قوسين او ادنى من تشكيل حكومة من تحالف حزبه الجديد.
وقد علق السيد/ موري هيبرت الخبير من مركز الدراسات الاستراتيجية والعالمية بواشنطن قائلاً: ان الشعبية المتنامية لزعيم المعارضة كانت وراء هذا الكم فقد اصبح تحدياً كبيراً للحزب الحاكم وهذه الادانة تؤدي لان يصبح حزب  المعارضة بدون الزعيم القوي الفاعل وتريح الحزب الحاكم من خطر ظل يتهددهم في السنوات الاخيرة وذلك يتنامي التحالف المعارض والذي اصبح لديه اكثر من 80 عضواً في البرلمان وهذا مما يهدد الحزب الحاكم والذي ظل يتمتع بأغلبية ثلثي البرلمان لاكثر من عشر سنوات خلت.
الحكم الامريكية تطالب الحكومة الماليزية بإطلاق سراح انور ابراهيم
أصدر البيت الابيض الامريكي بياناً أوضح فيه للحكومة الماليزية اهتمامه الزائد بالوضع القضائي الماليزي ونظام العدالة في ماليزيا وان الحكم الصادر ضد انور ابراهيم تم تحت دوافع سياسية واشار البيان الى علاقات المشاركة والتعاون بين الحكومة الامريكية والحكومة الماليزية وانهم يطلبون من الحكومة الماليزية اطلاق سراح انور ابراهيم وان تلتزم الحكومة الماليزية بحكم القانون والشفافية التامة من اجل ان تعيد الثقة في النظام الديمقراطي والنظام القضائي في ماليزيا.
والجدير بالذكر ان هذا البيان الذي اصدره البيت الابيض تم اصداره بعد ان استلم حوالي 113806 توقيع مطالبين الحكومة الامريكية للتدخل لاطلاق سراح انور ابراهيم زعيم المعارضة الماليزي.
ويبدو ان الدكتور انور ابراهيم يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة الامريكية وأيضاً ضمن منظمات حقوق الانسان وقد كان انور ابراهيم يترأس في فترة سابقة المنظمة العالمية للشفافية والتي تعني بمحاربة الفساد الحكومي والتي اكسبته بعداً عالمياً بالاضافة الى الشعبية التي يحظى بها داخل ماليزيا.

 

 

آراء