ما الحل ؟؟؟؟؟ حلقة 13

 


 

صلاح الباشا
28 August, 2013

 


الرئيس والقيادات ... في كل زنقة إجتماعات !!!

يوميات : بقلم صلاح الباشا

********************
من أكثر الأشياء التي لفتت نظري ، وبالطبع نظر الكثيرين ، من المهتمين بالشأن السياسي في السودان ، أنه ما أن تبدأ تحولات سياسية سواء داخل البلاد أو خارجها ، وتبدأ ( الزنقات )  تضغط علي خاصرة السلطة ، فتقابلها في بالبداية بالعنجهية ممزوجة بالإزدراء وركوب الرأس وسلسلة التحديات المحفوظة لدي الجماهير ، إلا ويتبعها بعد حين ، هدوء شديد ، فتحدث إجتماعات متصلة ( منفردة ومتكتلة )  بين مجموعات العمل داخل المؤتمر الوطني لإحتواء أية آثار قد تحدث وترمي بظلالها علي مجمل إستقرار الحكم . وهذا يعتبر ذكاءً        ( برغم أنه غير خارق ) من أهل المؤتمر الوطني الذين خبروا كيفية التعامل مع قيادات الأحزاب الكبيرة ، أو بالأحري قيادات الإتحادي الأصل والأمة القومي ، وتارات أخر قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان . مع إهمال تام للأحزاب الفكرية العريقة كالشيوعي والبعث ومجموعات القوميين العرب ، والفصائل المنشقة من الحزبين التاريخيين.
إن إتفاقيات المؤتمر الوطني مع حزب الأمة كانت عديدة عبر عدة محطات في تاريخ الإنقاذ ، كان من أهمها إجتماع جنيف الذي جمع بين دكتور حسن الترابي ربان سفينة الإنقاذ وقتذاك مع الإمام الصادق بترتيب خاص من الدكتور كامل الطيب وبتنسيق تام مع السيد مبارك الفاضل الذي كان يشغل الأمين العام للتجمع الوطني ( في عز مجد التجمع ) بالقاهرة وأسمرا .
وقيل وقتها أن الإجتماع كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر التجمع بخروج الأمة منه وإستقالة مبارك من منصب الأمانة كبداية وإحلال الكوماندوز باقان أموم مكانه .. وبعد حين رحل الترابي عن سدة الحكم التوجيهي ، ليتوج المؤتمر الوطني إتفاقياته السرية مع الأمة بإتفاقية ( دجيبوتي ) العلنية بالقرن الأفريقي ، حين صرح الإمام وقتها ( جئت لإصطاد فأرا فإصطدت فيلا )  وعاد بعدها السودان مفارقا التجمع ( فراق الطريفي لي جمله ) .. وهنا أسال ( من هو هذا الطريفي صاحب القصة ؟؟؟ ) .  وبعد عودة الإمام في العام 2001م  حدثت بعض الهزات وإنعدام الثقة بين الطرفين ( المؤتمر والأمة ) ، ما أدي إلي إنشقاق الأمة الكبير بقيادة مبارك الفاضل ودخوله القصر مشاركاً هو ومجموعة قياداته الفاعلة ، ولكن مبارك وجد بعد حين بعض الصد أو لم يحقق بعض طموحاته بسبب حائط السد الإسلامويي ، فآثر الخروج معاغرضا بقوة وبقيت جل قياداته في السلطة بعد أن صنعت تشكيلات حزبية جديدة لها تحمل كلها لافتة حزب الأمة ولكن بتسميات مختلفة .
وتدور الأيام ، وتتراوح العلاقة ما بين الإمام والبشير ، ذلك أن هناك في داخل أوساط المؤتمر الوطني من لا يؤيد العلاقة ، ومنهم من لا يحتاج لها ، بل ومنهم من يفضل إستدراج الحزب الكبير الآخر المنافس لحزب الأمة وهو الإتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا الميرغني نحو دهاليز السلطة ، خاصة بعد عودة مولانا الميرغني نهائيا إلي السودان في نوفمبر 2008م.
ولكن في نهاية المطاف ينتصر الرأي الخاص من داخل المؤتمر لإستدراج حزب الأمة نحو السلطة أو علي الأقل تحييد معارضته للنظام ، برغم تحفظات البعض في الوطني لهذا التوجه. فجاء ميثاق التراضي الوطني بين الوطني والأمة والذي تم توقيعه من داخل بيت الإمام بحي الملازمين بأم درمان ، ثم سرعان ما دخلت العلاقات بين الحزبين في حركة شد وجذب من جديد ، ليدخل الرئيس البشير بالأمس القريب لبيت الإمام تارة أخري ، وليبدأ التفاهم أيضا من جديد ، ما يثير دهشة المراقبين حول مضمون ومغزي الإتفاقيات السابقة                        ( جيبوتي والتراضي ) ، وهل من جديد في تفاهمات الأمس بين الرجلين ؟؟
السؤال ، هل في هذه المرة سيكون هناك حلول جذرية حاسمة لمسألة عودة السلطة للجماهير وفقا لآليات معروفة في هذا الشأن ، خاصة وللسودان تجاربه السلمية للخروج من عنق الزجاجة في كل مرة ، حيث تقوم فترة إنتقالية بحريات كاملة الدسم للتنظيمات والنقابات التاريخية العريقة التي تعطلت منذ مطلع التسعينات ، تعقبها إنتخابات حرة نزيهة وشفافة ، ومن خلال فترة الإنتقال تفتح الملفات ( إياها ) في كل مرة ، ويقول القضاء الحر كلمته ، ويدافع المتهمون بكافة وسائل الدفاع المتاحة ، ليحدث بعدها التراضي الوطني الحقيقي والذي أسماه ( نيلسون ما نديلا ) مبدأ الحقيقة والمصالحة ... 
فهل يا تري يتجه الإمام مع الرئيس في ذات الإتجاه أم لهما حلول أخري ؟؟
هذا ما تكشفه الأيام  القادمات ....  (فهي حبلي تلد كل جديد ) .
Bashco1950@gmail.com

 

آراء