مسافر زاده الطريق ح 1 “عيدت بين الأندال –بالخطأ- وقضيت 12 يوماً بقسم شرطة المعادي !!؟؟”

 


 

 


لم أتخيل يوماً بأن حبي للتسكع بضاحية المعادي له ضريبة تكلفة سداد فاتورتها نذر ألا أمر بها إن كانت زيارتي لها مرة أخرى تضمن لي الحياة السرمدية،، بعد أن ذقت الويل في قسم شرطتها ودخلته –بالخطأ- ولكن "شتان ما بين الدخول والخروج ؟؟" فقد قدر علي أن أقضي عطلة عيد الفطر "بين الأندال من –تجار ومتعاطي المخدرات والخمور واللصوص والنصابين والمحتالين والمزورين ومحترفي وممارسي الدجل والشعوذة والبغي والعهر- وغيرهم !!" حيث قضيت 12 يوماً بلياليها "مقيد ومكبل ومسلوب الحرية والإرادة –لا أعرف هل أشرقت الشمس أم لاح القمر ولا في أي يوم وساعة أنا بل التأريخ كان بالنسبة لي مجرد رفاهية- ولم أدرك 56 فريضة ناهيك عن النوافل !!" ولكن أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه فقد تعلمت الكثير والمثير لذلك وثقت لهذه التجربة وفضلت التوثيق لها بأن تكون أولى حلقات مذكراتي –مسافر زاده الطريق- التي تذكرتها باْخر حدث.. عصر الخميس 14 يونيو 2018م وأنا أتابع إنطلاق مارثوان مونديال روسيا هاتفني أحد الزملاء وطالبني بمقالبته في –وكالة شينخون للأنباء- فإنتبهت على دعوة –كانت اْخر دعوة أدرجتها على أجندتي بإحتياط أن الجمعة سيكون أول شوال 1439ه- وقلت له "سأفطر مع زميلي -بكامبوند بيتشو- وإن لم تثبت روية الشهر سنصلي التراويح بمسجد عمر بن العاص أما إن صدقت نبؤتي فساصلك عقب صلاة العشاء مباشرة في زهراء المعادي قبل أن أمارس هوايتي المحببة –التسكع على الكورنيش- !!" ولكأنني على موعد مع غدر القدر حيث قابلت أحدهم لدينا خلاف قديم ولا بد من حله ففضلت أن نختصم بالقسم ليطمئن قلبي،، وترجلنا نحو نصف الكيلو حيث أقرب قسم شرطة –قسم شرطة تأمين المعادي- الذي دخلته لأنصافي ولم أتخيل بأن أكون أحد نزلاءه "دخلته طواعاً ولكن لحداثة خبرتي في التعامل مع أقسام الشرطة حيث لم يسبق لي أن جيئ بي كظالم ولماماً ما ولجتها كمظلوم لكني إخترت أسوأ توقيت وأسوأ إختيار- ففي دقائق معدودة "تجول خصمي بكامل حريته في القسم مع بعض الضباط مستخدمين هواتفهم النقالة وتحولت من مختصم إلى مشكو ضده في بلاغ –كيدي وتافه- وزج بي للحراسة مع توصية خاصة من محمود بيه –أحد ضباط القسم وله كنية خاصة أربأ بنفسي من كتابتها ولكن يعرفها كل من زار القسم ولو لدقائق معدوة- !!" .. كانت أول 12 ساعة أطول من اْخر 12 سنة قضيتها في حياتي،، حيث كنت شبه فاقد للوعي لم أك مستدرك ومستوعب لما عشته لا أدري إن كنت قد حييت أحد أو رددت التحية لاْخر ولا إظن إن بقيت في مقلتي دمعة وأراهن بأني ذرفت دم قلبي وليس دمع عيني حتى أغمى عليّ –لم يزعجني أن أقضي أول أيام العيد السعيد خلف قبضان الحديد ولم يربكني أي موعد قطعته مع أحدهم وحال بيني وبينه شل حركتي بإغلاقي مجبراً لهواتفي التي أغلقت تلقائياً حساباتي على منصات الإتصال والتواصل- وأول ما فقت وأدركت أني أمام أمر واقع رددت –الله أكبر الله أكبر الله أكبر،، لا إله إلا الله،، الله أكبر الله أكبر،، ولله الحمد- فربت على كتفي أحد الضباط وقال لي "كل سنة وإنت طيب،، يلا إتحرك قدامي لأن الترحيل منتظرك من نص ساعة وإنت الوحيد بسلامتك المعطلنا من الذهاب للنيابة وزملاءك كلهم مكلبشين ما عدا إت !!" مددت له يديي وقيدني وتحركت حسب توجيهاته حتى وصلت سيارة الترحيل ووصلنا النيابة التي أمر فيها –وكيل النائب العام- بإخلاء سبيلي فوراً وشطب إسمي من الجنحة فعدت للقسم وأنا في كامل السعادة بالرغم من أني مقيد اليدين إلا أنني كنت سعيد ببراءتي وعلى عشم بأن يفرج عني –خلال ثواني أو دقائق ولم أتخيل في أسوأ الفروض أن تصل لساعات أو أيام- ولكن يا فرحة ما تمت،، عند وصولي للقسم أدخلوني الحبس مجدداً وقالوا لي "ستظل 12 ساعة حتى يتم عرضك للمباحث والكشف عنك للتأكد من أنك لم تك صاحب سوابق !!" لم يزعجني الأمر ليقيني بأن "ساعة الظلم ساعة ؟؟" و "الحقيقة ستظهر طال الزمن أم قصر ؟؟" و "لم يضع حق من وراءه مطالب ؟؟" وأي نظيف لا يخشى من مثل هذه الإجراءات،، ولكن بعد عرضي للمباحث للبحث عني جنائياً أصدر المفتش قراره بإعادتي للحبس حتى يتم الفحص عني أمنياً –بحكم أني أجنبي- للتأكد من "صحة ما أحمله من أوراق ثبوتية في مصر وسلامة دخولي وخروجي من وإلى المحروسة والإقامة التي أتمتع بها في أم الدنيا لا سيما عرضي للأمن الوطني وأمن الدولة للتحريات عني وعن تحركاتي في أرض الكنانة ثم إعادة أوراقي لمدرية الأمن لتحدد إخلاء سبيلي !!" ولأن اليوم أول أيام العيد –في بلد إسلامي- وعطلته الرسمية للمناسبة 4 أيام كان لزاماً علي أن أقضيها –خلف القبضان- حتى لا أفسد فرحة العيد السعيد على السادة -ضباط / وزارة الداخلية- الذين يحتاجونني لاسبوع –كعب عالي- في –مجمع الجوازات بمبنى وزارة الداخلية القديم بالتحرير- و –الأمن الوطني بالدراسة- و –أمن الدولة بمبنى وزارة الداخلية الجديد بالعباسية- و –مدرية الأمن بوسط البلد- وهكذا دواليك .. بحلقت عيناي في الحراسة :- هول بمساحة 100 م/م فيه 3 غرف وصالة وممر "الأولى للسياسين ولحسن حظي كانت مكتظة ولم يسمح لي بدخول مخزن ليس به تهوية أو مروحة سقف !!" أما "الثانية واسمها –المعادي- مخصصة لأبناء منطقة المعادي خاصة ولم أجتهد لمجاورتهم !!" و "الثالثة اسمها –طرة- مخصصة لأبناء دائرة المعادي عامة ولست منهم !!" و " الصالة للمصريين من المناطق الأخرى والأجانب !!" اما الممر "فهو من نصيب المنتظرين فقط !!" كنا نحو مئتا سجين كهول وشباب وقصر "شهادة لله كنا في أعمار بين الـ 17 والـ 60 عاماً ولكن في يوم الأربعاء 20 يونيو 2018م حبس معنا 5 أطفال –التوأم : أحمد ومحمود، محمد، مصطفى وعصام أعمارهم بين الـ 8 والـ 15 عاماً- أسميتهم –شُفع دار السلام- وأُعتمد الإسم،، لا أدعي الكاريزما ولكن القبول من الله -فقد درجت بي العادة أن أك في أي محفل مع أي شخص أو أشخاص من بني جلدتي أو أجانب بشرط إلمامهم باللغتين العربية أو الإنجليزية أجد نفسي المتحدث الوحيد فيهم ولأن نهجي أن أطلق على أي من أعرفه كنية خاصة فكان من الطبيعي أن أكنيهم جميعهم بمسميات سحبت البساط من أسمائهم وشهرتهم- وما أدراك ما المجتمع المصري –خفيف الدم، ناقل النكتة ومحنط التقليد- !!" ومن ضمن الأجانب الـ 13 وجدت 9 من بني جلدتي –غير شخصي الضعيف- 4 سودانيين و5 من الأشقاء الجنوبيين بالإضافة إلي صينيين وسنقالي "أما السودانيين 2 مسجلا خطر في النهب المسلح وأًدينا بعشرات البلاغات وسبق أن أُبعدا أكثر من مرة لكنهما عادا بالطريقة إياها والاْخرين مسجلا خطر في البلطجة وأُدينا بعدة بلاغات وأبعدا أيضاً لكنهما عادا لمواصلة المسيرة،، أما الجنوبيين 3 منهم حبسوا أنفاس مفتشي مباحث مدريات أمن القاهرة والجيزة والقلوبية في ترويعهم للأجانب دون سواهم والأثنان من معتادي الخطف في الطرقات –جميعهم أسماءهم بالكامل مع صورهم نشرت مراراً بصفحات الحواث- !!" إقتربت منهم من باب –الدم بحن لبعض / وموتة الكتيرة عرس- وحرصت أن أكون بينهم لإنتزاع مساحة مخصصة لنا كسودانيين -10 أمتار 2 في 5- للنوم والصلاة والراحة والأكل بل والتسلية أيضاً "حيث إخترعت لهم –ضمنة- رسمتها بالقلم على أوراق علب السجاير ولعبناها بطريقة الفورة ألف !!" لكسر الرتابة والملل لأن جميعهم محكومين ويقضون أحكام متراوحة بين العامين إلى ربع القرن لكنهم لم يرحلوا إلى أي من سجون –طرة، القناطر، زينهم، مايو وغيرهن- بالرغم من أن أقدمهم قضى أكثر من العام وأحدثهم أكمل نصف العام "وكنت عاشرهم لأيام كانت كالأعوام !!" .. لفت نظري الإبتكار،، لا أدري أهو "الحاجة أُم الإختراع ؟؟" أم المثل "المصري يعرف أين يخبيء إبليس إبنته –علي البذاءة- !!" ولكن،، لأن مصر هي أول دولة أزورها –منذ نحو عقدين / حيث كنت أقضي فيها إجازاتي السنوية- عرفت فيها شيئين : كنت أسخر من ديباجة البينسون –صنع خصيصاً للسودان- لأن علبة السجاير معرفة 20 سجارة وليست 10 ناهيك عن شراءه بالحبة "الحقيقة عرف الشعب المصري بيع السجاير –الفلت / الفرد- قبل سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة لكن –تخميس السجارة- لم أشهده هنا إلا قبل إسبوعين وهي نفسها الفترة التي شهدت فيها تناوب المصريين في أكل الساندوتش وتقطيع الخبز في بلد كان رغيف الخبز يتبع شكلياً لوزارة التموين ولكنه في الحقيقة –أمن قومي- وما أدراك ما الرغيفة بشلن –لي عدة نكات في مقالات سابقة عن أديني واحد فول سادة وخمسة رغيفات زيادة- ما علينا !!" أما المدهش حقاً فهو "تواجد هواتف محمولة داخل الحراسة ويتم شحنها بدون فيشة لأنه لأنه لا يوجد فيش حيث تتم تعرية الشاحن والسلك الكهربائي ويوصلا بطريقة مجنونة –لكن سعر الإتصال الداخلي من الداخل أعلى تكلفة من سعر الإتصال الخارجي من الخارج- أما مراجعة حسابات وسائل التواصل الإجتماعي لمن إستطاع إلى ذلك وصولا !!" والأعجب كان في إعداد الشاي والقهوة "يعدان بوضعهما على –قارورة المياة المعدنية- بوضعها على حريق الاْنية البلاستيكية وفوارغ المعلبات والأوراق والأكياس –في الحمام الوحيد المرفق بكل غرفة / بدون منور للتهوية- ويقدما بأطباق الأكل بسعر من عشرة جنيهات فما فوق !!" ولن أتحدث عن دخول –المخدرات والخمور- إلى الداخل ولكن للتنويه فقط "الزيارات تتم كل –سبت ، إثنين وخميس / والقسم لا يقدم أكل للمساجين عدا الرغيف الحاف يسمي الجيراية بالكاد واحدة لكل سجين- وبعد تفتيش دقيق لعدة ساعات يمنع دخول –شفرات الحلاقة- والكثير طالبني بقبول هديته في حلق ذقني ولكني رفضت بعد ان عرفت أن –الموس- يحلق بها للعشرات !!" الأمر في الأمر "بحكم أنني لا أعرف النوم والجلوس على الأرض قبل أن أصاب بداء الكلى اللعين –منذ عقد- فمن الطبيعي ألا أنام ولا أجلس لنحو 268 ساعة متواصلة –لأنه لا يوجد بالحبس أسرة أو كراسي- فتورمت رجليّ إلى 3 أضعاف –أتحرك حافي بعد أن تعذر علي لبس الحذاء / لأن قدماي أضحيا بحجم كرة القدم وساعداي صارا كأنبوب السايفون- ولأنني لم أتناول عقاقيري الطبية لإسبوع ونصفه لا أدري أهو من –الكلى أم أملاح أو زلالي- ناهيك عن شحب جسمي وجحوظ عيناي اللتين أضحتا صغيرتين وحمراويتين وأنا الذي تغزلن في عيني الفواتن –بالداخل والخارج- وكثيرا ما طولبت بإعارتهن لهن لتكحيلهن وإعادتهن لي ولكن –ربما عيونهن وقعن في عيناي-!!" فطالبت الضباط بعرضي على طبيب –على حسابي الشخصي / بالرغم من أن القسم يزعم بأن لديه 4 أطباء- ولكن نبهني أحدهم لحالة محسن "خمسيني مصاب بالشلل الرعاش وجسده كله جروح يتبول ويتبرز على نفسه ويساعده المساجين على الإستحمام وإرتداء ملابسه ولما قدمت لنا طلبات شكاوى لمأمور القسم طالبت بعرضه للطبيب وحينما أُستجيب لطلبي أمر الأطباء بنقله من حراسة الصالة إلى حراسة الإنتظار بالممر فقط !!" .. أعود لما بعد نهاية الـ 96 ساعة الأولي،، أصطحبني ضابط مباحث وأنا مقيد اليدين إلى مجمع الجوازات –عبر المترو / سبع محطات- فكانت الرسالة من طفل سألني لماذا لم أُرحل عبر سيارة الشرطة أو أي سيارة خاصة فقلت له طالبوني بدفع ثمن أجرة التاكسي ورفضت لأني لست أغنى من وزارة الداخلية المصرية فصاحت والدته بقولها "يا فضيحتي ؟؟" وفي التحرير –هالني تذكري لتواريخ دخولي وخروجي من وإلى مصر وأنا الذي أُذكر بتأريخ ميلادي وكثيراً ما أطلب رقم هاتف والدتي من إبن أختي- فقال لي الضابط بأنه سينهي الأمر في ساعات الأمر ولكن -لحاجة في نفس يعقوب- واصلت لأيام فذهبت في اليوم السادس إلى الأمن الوطني "زج بي في –دفار- لوحدي مقيد اليدين وأغلقوا الباب من الخارج وتحركنا من المعادي إلى الدراسة وإنتظروني لـ 9 ساعات كاملة !!" وفي اليومين السابع والثامن وضعوني مقيد مع –صوماليتين إحداهن مواليد الكويت وتحمل الجواز القطري والأخرى مواليد بيرطانيا وتحمل الجواز الهولندي- في سيارة 7 راكب –امجاد / معدلة- وذهبنا إلى أمن الدولة بمبنى وزارة الداخلية الجديد بالعباسية وتركونا نتحرك –ثلاثيتنا مكلبشين بكلباشين- في الطريق العام –حوالي نصف كيلو- بطريقة إستفزت "منسوبي وزارة الداخلية المصرية ولم أقل المارة من المواطنيين والأجانب !!" وفي اليومين التاسع والعاشر "أُرسلت أوراقي غيابياً إلى –النيابة، الجوازات، الأمن الوطني، أمن الدولة ومدرية الأمن- فقرروا إطلاق سراحي مساء اليوم الحادي عشر !!" ولما علمت بذلك تذكرت أنه "ليس بعد الكفر ذنب ولأن الحقوق تنزع ولا تمنح والرجل بموت مرة واحدة !!" فعلا صوتي وتحديت الجميع وطالبت بمقابلة مأمور القسم وهددته بأني سأخاطب مفتش عام وزارة الداخلية عبر –الصليب الأحمر ومنظمة الصحافة العالمية والأمم المتحدة التي طالبتها بالحماية الدولية منذ أشهر وضمنت لي الإقامة في مصر- لمعرفة سبب تواجدي –بالحبس / شبه القسري- ولم يك أحد من معارفي يعرف طوال 12 يوم أين أنا وماذا حاق بي بسبب الهالة الأمنية المفرطة حولي من –محمود بيه- الذي لم يكتف بمعاداتي فقط بل أسس له إمبراطورية خاصة للتحكم في تحركاتي فإستعان بـ -عم ناصر وزبانيته وعم مجدي وعصابته وكريم العربي وحاشيته وإسلام التوتي وخاصته ومحمد السكرن وبلطجيته- ولما بلغه تحديّ له أتاني وقال لي "عوصمان إت لسة منورنا ؟؟" فقلت له "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" فقال لي "النهار دة هـ أخرجك !!" فقلت له "إن كانت مكرمة فلا أهلاً ولا سهلاً بها وواصلت : فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" اْب إلى حيث أتاني لكنه أجل –عرض المباحث / يومها- بسببي من الـ 9 مساءاً إلى الـ 12 مساء.. وعندما إنتصف ليل الأحد 24 يونيو 2018م سمعت إسمي رباعياً فنكد علي من أزعجني في إتصالي بربي في سجودي حيث إختلط علي حابل التكبير والتهليل والإبتهالات الدينية بنابل التصفيق والصفير والأقوال المأسورة من المئات الذي فرحوا لخروجي للدرجة التي أُخر فيها المناداة بأسماء المفرج عنهم لدقائق،، وبعد ساعتين قلت لمفتش المباحث "ظروفي الصحية لا تسمح لي بالإنتظار أكثر وبما أني مفرج عنه يجب أن أخرج وسأبعث محامي لاحقأ لمتابعة إجراءات خروجي !!" فطالبني بنظافة مكتبه فقلت له "تربيتي وثقافتي تتعارض مع هذا ؟؟" وذكرته لكوني أجنبي،، بل نصبت نفسي كـ -الحمامة المطوقة- وقلت له لن أخرج إلا مع 9 أشخاص –أفرج عن 14 وأعيد 3 للحبس مرة أخرى و2 تأجل خروجهم لعدم حملهم لبطاقاتهم الشخصية- فما كان منه إلا وأن أوصلني للباب الخارجي وفيه خط السير في الإتجاه الغربي فقط ولكن إتجهت شرقاً غير اْبه بتحذيرات الأمن الخارجي ولما رفعت رأسي من السجود وجدت خلفي 8 أشخاص بينهم 3 من أهل الكتاب وسيدة،، أجمع جميعهم على أنهم سجدوا لله لخروجي فقط ولم يهتم أي من ثمانيتهم بحمد الله على خروجه.. لذلك تذكرتكم أحبتي وقدمت لكم هذا العرضحال.
لمسة وفاء :- للزميل العزيزالصديق الصدوق المفكر الأديب الشاعر والكاتب المصري م. ياسر قطامي –صاحب فندق الدقهلية- والأساتذه –صبري، أحمد، أمين ووهبه وكل موظفي وعمال ونزلاء الفندق- الذين أزعجهم غيابي القسري عن –منزلي القاهري- لأيام والله أحمده لكون غيابي صادف عطلة رسمية ليخيب مسعاهم في الإتصال وتبليغ سفارتي –إن وجدت- والله أشهده فقد قلقت لقلقهم وعبرهم أحيّ أحبتي –رباعي النكد : أبو البنيه وأبو الوليد وعصفور الجنة وحطب جهنم / الذين وصلوني إلى القاهرة من الخرطوم والرياض ولندن وأمستردام- ومن قلبي أشكر كل من عرفته في -بنبر جبنة / بمقاه السودان الخارجية- لأني أعلم أن المسافة من سوق الإثنين إلى كلوت بك مكلفة،، يزيل هم.

--

د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر
YOUTUBE GOOGLEPLUS LINKEDIN TWITTER FACEBOOK INSTAGRAM SNAPCHAT TEEGRAM PINTEREST SKYPE : DROSMANELWAJEEH
drosmanelwajeeh@gmail.com

 

آراء