مشاهد حية من معاناة المواطن فرضت على نفسها
صوت الشارع
لقد تناولت فى المقالتين السابقتين ما حل بالعلاج والتعليم تحت الحكم الوطنى وهى اهم الخدمات الضرورية التى وفرها الاستعمار لرجل الشارع العادى والغلبان قبل ان يفقدها بعد ان أل الحكم لبنى جلدته و يفترض بانهم قدموا للسلطة من الشارع ومن اجل الشارع حتى يكون اكثر عطفا عليه من الاجنبى المستعمر ولكن حدث العكس
وكنت بصدد تناول ما الحقه هبوط الجنيه السودانى فى مواجهة الدولاربالمواطن بعد ان اصبح مصدر للثراء الحرام والفاحش للتجار الذين اثروا على حساب توفير احتياجاته والاتجار بالدولار نفسه الذى اصبح اكبر مصادر الثراء (الحرام) الامر الذى يتطلب ان نقوم بجولة نقارن فيها بين اسعار السلع الضرورية لرجل الشارع العادى واسعاره التى كانت سائدة قبل ان يحل الحكم الوطنى بديلا للاستعمار ويحكم بالاعدام على الجنيه السودانى بعد ان الغوا حماية الانجليز له ولكنى وجدت نفسى مجبرا لتاجيل هذا للوقوف امام ثلاثة مشاهد او و وقائع مرتبطة بالعلاج والتعليم عايشتها نفسى خلال الخمسة الايام الاخيرة فقط.
الواقعة الاولى قصة مريض رب اسرة يعمل موظفا عاديا يعانى من الضغط تعرض لحالة املت عليه ان يذهب لواحد من المستشفيات الخاصة والمفارقة انه وصل المستشفى بصحبة ابنه راجلا ولكن حالته تطورت بعد لحظات من وصوله لغيبوبة تحتاج لرعاية عاجلة فى غرفة الانعاش الا ان المستشفى اشترط لالحاقه بالانعاش ان توفر اسرته عشرة مليون جنيه تامين مقدم فسارع اولاده واخوته لجمع المبلغ المطلوب وبقى الرجل فى غرفة الانعاش ولا يزال بتكلفة فوق طاقة الاسرة ولحاجة المريض حسب راى المستشفى لغسيل موية فى المخ فطلب من الاسرة خمسة مليون تدفع مقدما لكل غسلة والغريب انهبعد سداد المبلغ ابلغهم المستشفى انجهاز البطارية معطل فاسرع ابناؤه وجاءوا ببطارية على حسابهم وخلال هذه الخمسة ايام تعدت تكلفة العلاج الثمانية وعشرين مليون وحتى اليوم يلهث اولاد المريض واخوته لمعرفة حقيقة حالته وسط اقوال متضاربة فى المستشفى مما دفع بهم لان يفكروا فى تسفيره للخارج بناء على طلب صديق للمريض يعمل فى قطر التزم بتولى علاجه ولكن سفره بالنسبة لحالته يقتضى توفير طائرة خاصة مزودة بوسائل التنفس تكلفتها 200مليون جنيه وهو ما تعمل اسرته لتوفيره ببيع كل ما تملك ربما ملاذها السكنى نفسه لانقاذ اخيهم (ولا تسالونى عن المستشفى لان هذا واقع كل المستشفيات الخاصة التى لم يعد للمرض ملاذ غيرها) طالما ان هذه المستشفيات تجارة فاسدة بلا رقيب وانها تشهد يوميا عشرات الحالات التى لا تختلف عن هذه الحالة
والحالة الثانية وفى مستشفى ثانى خضعت فيه امرأة للعلاج اجتهد اولادها وبناتها واخوتها لتوفير المعلوم الذى لا ينقطع الا ان القدر وارادة الله سبحانه تعالى كانت اسبق فرحلت وانفحر افراد الاسرة غضبا وهياجا امام مرأى زوارالمستشفى وهم يدعون انها تعرضت للاهمال وهو ما لايجزم به احد ولكن المستشفى رفض تسليم الجثمتان للاسرة حتى يسدد ماتبقى من الفاتورة وهو11مليون جنيه وفشلت كل توسلات الاسرة بل والخضور من الزوار وبلغ الامر بالاسرة ان عرضوا عليهم احتجاز اثنين من اخواتها حتى يتدبروا المبلغ بعدالاسراع بواجب دفنها الا ان المستشفى رفض كل التوسلات وشرع افراد الاسرة فى اجراء الاتصالات وجمع ما امكن لهم توفيره وبلغ ثمانية مليون الا ان المستشفى تمسك بالمبلغ كاملا حتى ان بعض الخضور ساهم بقدر ضئيل لجمع الميلغ وبقى الجثمان طرف المستشفى حتى تم جمع المبلغ( يعنى باختصار المستشفى منشار المريض حى ميت هو بياكل) ولولا حرص السودانيين على سترة موتاهم لتركوا للمستشفى الجثمان(ياكله ساندوتش)
الواقعة الثالثة وانا فى طريق للمنزل توقفت حركة المرور وعربات مذينة تذمر تتبعها مجموعة من الحافلات ورجال مرور يقدمون لها خدمة المرور ولما اتضحت الحكاية كانت زفة مدرسة خاصة تقيم احتفال تخريج للاطفال فى الروضة فى طريقهم لصالة افراح مؤجرة لهذا الغرض ولما سالت ان كانت المدرسة هى التى تتحمل تكلفة الحفل فعلمت ان اسرة كل خريج دفعت اربعمائة جنيه ولم تكن اى اسرة تملك تن تعتذر عن ذلك لان تخلف الطفل يؤثر على نفسياته ووقتها تذكرت اننى اطلعت على قرار اصدرته الجهة المسئولة بالغاء هذه الاحاتفالات فى الصالات ولكن يبدو ان اصحاب الصالاات يملكون من السلطة ما اجهض القرار وتذكرت اننى لم اشهد فى مسيرتى التعليمية الا حفل التخريج من جامعة الخرطوم عام 63 فى حفل نظمته الجامعة داخل حرمها ومجانا0( بذمتكم نقول شنو ولمنو)
siram97503211@gmail.com
///////