يوميات موت مجاني في دفتر الحرب اللعينة (1-2) .. بقلم/عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
7 December, 2023

 

***
(ومضات توثيقة للحرب)
ومضة : رقم (1)

دفنوني ..
وما غسلوني ..
وما كفنوني ..
كما أنا .. بكل حالي .. وفي كل أحوالي
دفنوني ..
نَظّْرت في عيونهم
لم أجد نفسي فيهم
أعطيتهم إسمي كاملاً لم يسمعوني ..!!
لكني وجدتهم أعطوني رقماً
تأملته وجدته رقمي .. بل هو رقم مروري..!!
صرخت فيهم .. حين
رأيتهم يهيلون التراب
علي جسدي .
صرخت خلف ظلالهم .
إسمي عائشة أحمد المجذوب .. !! .
أمي كانت معي ..
إسمها كلتوم آدم إسحق ..!! .
لم تضربني الدانة وحدي كنت وأمي ..
أنا لا أراها .. أمي
ليس لديها رقم مرور ..
أعطوها رقمي .
لا فرق .. نحن روح واحدة في .. جسدين .
أصبحنا روح واحدة في جدثين .
صحت في وجوههم
ما وجدت نفسي فيهم .. ولا أمي .
إنما وجدتهم غادروني
قبل أن أسمع همسي أو يسمعوني ..
وفي قبري "تمخطت .. إستغفرت .. ثم
توسّدت رأسي وغفوت" .
ووحدي تركوني دون أمي .
أخبروا أهلي إنني أرقد هنا في قبري
برقم مروري .
وليس .. بإسمي
ولا .. بشهادة ميلادي
***
ومضة : رقم (2)

ناح الكمان بأنة
الوداع الراعشة
باح بهمسةِ نائحٍ بأوتاره الخمسة .. خاشعة
توقف الكمان عند نغمة أساه .. له شافعة
صعدت روحه الغنَّاء وتاهت صوله وكمانه ،
وال .. ري ، لا ، مي ،
في دخان الفضاء الأسود .. دامعة
تذرف دم وداعه لحرب
البسوس الشائعة
وأصابع الفنان
على أوتار الكمان تشققت منه الأصابع .. ناعية
وجوع يأكل من بطن الكمان سلالم موسيقاه للجمال داعية
تهدر من خلف رناته
الأهات والأنات الآسيات الرادفة
معزوفة " الموت جوعاً " عاصفة
ويغيب عنا مبدع متوسداً جسد الكمان النائحة
وهو الهنا وهناك فارعاً رغم الراحة الأبدية للمكان ما بارح
لكن راح قلبه بنبضه وشغفه
وجوع الكمان
وروحه المبارحه .
منذ مساء البارحة
***
ومضة : (3)
ماشياً كان ..
متعكزاً هَمَّين عصيين .. والحلم هباء
إبنه الصغير بلا حليب بلا دواء للشفاء
إبنه الصغير قد يغيب قبل أن يراه ..
ويرتوي من سيماه
غطَّاه .. ثم "لولَّاه" بين يديه ناجاه
من إبنه الصغير ..مشى .. ثم إختفى
وخلف نبض قلبه اللهيف واراه ..
ماشياً كان ..
ويديه تحسبان قليل
مال للحليب ودواء للشفاء
في طيات خياله المعصوب .. داراه
لم يكن يحسب أن هناك
من ظنه فريسة .. صيداء
يصيح من خلفه .. بليس رجاء .. بأمر فُجاءَ
قف مكانك .. قف .. مكانك قف !!؟؟
فأنت واحد من السفهاء التفهاء ..!!
ماشياً كان ..
لم تسمع أذناه .. ذلك النداء
برصاصة باردة هوجاء .. قتيلاً أرداه
بعد التنمر إكتشف الصياد أن الفريسة
فقط كانت .. لا تسمع
فقد كانت .. صماء ..!!

omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////

 

آراء