أبن حفتر أين يقف من العملية الانقلابية

 


 

 

استقبل قائد قوات الدعم السريع حميدتي أبن الجنرال الليبي حفتر في مقر إقامته على دعوة إفطار رمضانية، كان مظهر الدعوة اجتماعي باعتبار أن الرجل له علاقة وطيدة بقائد الدعم السريع، و حضر الإفطار عدد من يقادات قوات الدعم السريع التي كانت مشاركة في حرب المدن الليبية، و أيضا ضم اللقاء عدد من قيادات سياسية، و الأفطار كان بهدف تعارف للذين يشاركون في الترتيبات التي تقوم بها قوات الدعم السريع لاستلام السلطة في السودان. و كانت قوات الدعم السريع التي شاركت في حرب ليبيا إلي جانب حفتر قد وصلت البلاد قبل ستة شهور لإقليم دارفور و مكثت قرابة الشهر و تحركت مع بعض القوات الأخرى إلي الخرطوم، هؤلاء تم تأجير منازل لقياداتهم في نمر2 و العمارات و الهدف لمعرفة المنطقة و معرفة مداخلها و مخارجها. هذه القوات هي التي شاركت في اقتحام القيادة العامة و القصر الجمهوري.
بدأت قوات الدعم السريع صناديق استقباع عدد كبير منصناديق الزخائر من دولة غير مجاورة للسودان لكنها داعمة إلي قوات الدعم السريع، أيضا إلي أموال طائلة لدعم العملية. التقى أبن حفتر بعدد كبير من قيادات الدعم السريع سمع منهم خطة تنفيذ المهمة، و أيضا التقى مع بعض قيادات سياسية عدة مرات في مناطق مختلفة بحضور حميدتي مرة و مرة عبد الرحيم دقلو، بدأت بحفل الإفطار ثم تحولت إلي جلسات مغلقة يتم فيها التداول في كيفية التجهيز و الإعداد و التعبيئة، نجحت القوات دخول القيادة العامة و القصر الجمهوري و الهيئة القومية للإذاعة و التلفيزيون التي سوف يتم فيها أعلان البيان على استلام السلطة، من قبل القوى السياسية التي شاركت في التخطيط للعملية الانقلابية.
أن استلام مطار مروي كان أهم مهمة لأنه سوف يستقبل كل الدعم اللوجستي الذي تريده العملية الانقلابية. لذلك أرسل حميدتي قوات كبيرة لمروي لاستلام المطار، و بالفعل في الفترة الزمنية المحددة استطاعت قوى الدعم السريع أن تستولى على المطار بسهولة. ثم استطاعت القوات المسلحة إعادة المطار لكن للأسف أن قائد العملية لم يستطيع أن يؤمن ذلك، بل سحب بعض القوى مما أدى إلي رجوع قوات الدعم السريع لإستلام المطار مرة أخرى. هنا يطرح سؤالا: هل هناك قيادات في الجيش كانت مشاركة في الانقلاب، و هي التي سهلت دخول قوات الدعم السريع لكل من القيادة العامة و القصر الجمهوري و استلام الإذاعة و التلفزيون و دخول قوات الدعم السريع مطار الخرطوم دون أن تجد أي مقاومة، و أيضا الرجوع لإستلام مطار مروي مرة أخرى؟
الخطة كانت مرتبة على أحتمالين، الأول إذا نجح الانقلاب تصبح عملية التعبئة تقع على القوى السياسية المشاركة. و الثاني إذا فشلت الانقلاب و وجد مقاومة من القوات المسلحة، تدعو القوى السياسية للجلوس و التفاوض عبر المجتمع الدولي، على التمسك أن يبعد الإثنين القوات المسلحة و الدعم السريع و تسلم السلطة لقوى الحرية المركزي. فشل الانقلاب و بدات القوات المسلحة تحاصر قوات الدعم السريع و استلمت كل مقارها في الخرطوم و الولايات الأخرى. و بدأت الدعوات لوقف الحرب و اللجوء للحوار بهدف إنقاذ ما تبقى من قوى الدعم السريع، ثم الدعوة بإبعاد العسكر من الجانبين من العملية السياسية و تسليم السلطة للحرية المركزي... لكن هل ستوافق القوات المسلحة، لا اعتقد لآن الفكرة الأن؛ هي تقديم المشاركين في قيادة الدعم السريع للمحاكمة، بهدف الكشف عن أبعاد المؤامرة و كل المشاركين فيها من العسكريين و السياسيين و غير السياسيين و الدول الخارجية الداعمة لها. نسأل الله أن يقي السودان شرور أبنائه.
zainsalih@hotmail.com

 

آراء