أبْشِرِي بطُولِ سَلامَةٍ يا حُكُومة انتقالية الكتلة الديمقراطية قاصداكِ!

 


 

 

* تتجهز الحركات المسلحة والفلول للتصعيد ضد الحكومة الانتقالية المقرر تشكيلها، بعد ايام.. وتمهيداً للتصعيد، أعلنت فلول شرق السودان عزمها على تشكيل حكومة لإقليم الشرق.. بينما أعدت الكتلة الديمقراطية غرفة عمليات لتعبئة الشارع لتتريس الطرق الرئيسية في العاصمة والأقاليم، ومن ثم الاعتصام أمام القصر ومجلس الوزراء إلى حين إسقاط الحكومة..
* وضِمن مخطط الكتلة رصد مبالغ ضخمة لتمويل عملية التحشيد، كما تم تشكيل أريع لجان، للغرض نفسه، وهي: ١-لجنة إعلامية ٢- ولجنة خدمات ٣- لجنة اعتصام اتحادية ٤- لجنة اعتصام ولائية..
* ويجري العمل الآن لجمع الأموال بالخارج، علاوة على الأموال (المكدسة) بالداخل للشروع في إنفاذ العملية بمجرد تشكيل الحكومة..
* وأصدرت حركة جبريل بياناً حمّلت فيه أطراف الاتفاق الاطاري مسؤولية فرض حكومة (الأمر الواقع).. كما هددت حركة مناوي بالخروج للشارع رفضا لتشكيل الحكومة المتوقعة..
* تجهيزات وإعداد (رباط الخيل)، وتهديد ووعيد وإرهاب وصراخ وعويل، كلها لن تسقط حتى (قشة ناشفة واقفة على حيلها عِترت ليهم في الطريق)..
* (كيسهم فاضي)!
*ويذكرني هذا الصراخ والعويل والتهديد والوعيد بالبيت الشهير للشاعر جرير، والقائل:-
" زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً؛ أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ"!
* وواتاني صوتٌ قادمٌ من عمق الأمثال السودانية قائلاً:- " السوَّاي مو حدَّاث..!".. وكأني بذاك الصوت صدىً لبيت الشاعر كُثَّيِّر عزة يصف (المو حدَّاثِين) بضعاف الأسود، كثيرة الزئير (في الفاضي)، قائلاً:
" ضعافُ الأُسٰدِ أكثرُها زئيراً وأصرُمُها اللواتي لا تزيرُ! "
* واقعياً، لا خطر على الحكومة الانتقالية من هؤلاء، رغم تهديداتهم، إنما يكمن الخطر في بذرة الفناء والتدمير الذاتي الرابض في تكوين العملية السياسية الذي يحمل الكثير من سمات الشراكة ا(لعسكرية المدنية) السابقة، ويكتنفها غموض يخفي الكثير من الحقائق حول القضايا الأساسية، وعلى رأسها العدالة والعدالة الانتقالية، ومتى يتم دمج ميليشيا الجنجويد.. حقائق لم يشأ المعنيون بالعملية إيضاحها أثناء عرضهم للبنود التي تسعد غمار الناس..
* ويُتوقع أن يأتي الخطر الأكبر على الحكومة من لجان المقاومة (الحية)، وقوى الثورة (الحية)، بناءاً على سلبيات تكشف عن إدماج بعض البنود في برنامج إنقلاب ٢٥ أكتوبر... وعلى طبطبة اتفاقية سلام جوبا المرفوضة على نطاق شعبي واسع، وإعلائها فوق أي دستور.. وعلى حصانة خفية بين سطور بروتوكولات العدالة والعدالة الانتقالية، وعلى قضية شرق السودان المدغمسة، إماراتياً..
* تلك بروتوكولات شديدة الحساسية، وهي عصية على اتفاق الموقعين على الاتفاق الإطاري، بُغية الوصول إلى الاتفاق النهائي ببنود لا لَبس فيها.. ولذلك ما فتئوا يحاولون إيجاد مخرج لها لبلوغ اتفاق لا يكشف مواقع الشراكة المدنية العسكرية (الخفية) أمام الشعب..
* إن شُبهة الشراكة مع الجنرالات بائنة بينونة صغرى بين سطور مسودة الاتفاق النهائي التي تم نشرها، حتى الآن، وقد ترقى الشبهة إلى مستوى الشبهة البائنة بينونة كبرى عند تشكيل الحكومة..
* ويبدو أن الحزب الشيوعي ليس على عجلة من أمره لإقساط الحكومة، كما يتعجل الفلول والكتلة الديمقراطية؛ إذ يقول عضو اللجنة المركزية للحزب:- "ما مستعجلين والشارع في"!... أي أن الحزب، إذا لزم الأمر، سوف يتحالف مع قوى الثورة (الحية) في إضرابات وعصيان مدني، وتتريس الشوارع، وما إلى ذلك من الفعاليات السلمية ضد الحكومة القادمة..
* لكن، على قوى الثورة (الحية) ولجان المقاومة (الحية)، تجنب التعاطي مع الفلول والكتلة الديمقراطية في أي فعالية ضد الحكومة الانتقالية، حتى لا تتخذهم هذه الجماعات الإنقلابية مطيةً للمشاركة في إسقاط الحكومة الانتقالية.. فأهداف قوى الثورة الحية قد تتطابق مع العديد من أهداف الثورية للتسوويين، لكن من المستحيل تطابقها مع الأهداف النهائية للفلول والكتلة الديمقراطية التي (هِىْ ما ديمقراطية)..!

osmanabuasad@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء