أتعبتموه

 


 

كمال الهدي
18 April, 2022

 

تأمُلات
. لا يعقل يا أهلة أن نصبح ونمسي بعبارات السخرية من مدرب الهلال وكأن مشكلة فريق الكرة الأزرق ستُحل بمجرد إقالته.

. بعض الزملاء يحلو لهم استخدام مفردات مثل " المُمرن" ليحمل كل مشجع أزرق (طاره) مُردداً ذات المفردة ناسين أن مشاكل لاعبينا وإداريينا وإعلامنا لا تحصى ولا تعد.

. قلتها مراراً ولن أمل من تكرار عبارة " هب أنهم أقالوا موتا غداً واستجلبوا عوضاً عنه جوارديولا فهل ستُحل المشكلة!

. لا والله لن تحل لأنها أعقد من مجرد استبدال مدرب بآخر.

. وبنظرة للسنوات القليلة الماضية سنجد أن العشرات من المدربين الأجانب والمحليين تناوبوا على الهلال وظلت مشاكلنا محلك سر.

. نحن كسودانيين نتلذذ بفكرة الهروب للأمام ونعلق أخطاءنا علي الغير دائماً، ولا نعترف أو نرغب في تحمل ولو جزء من المسئولية ولهذا تظل مشاكلنا عالقة بلا حلول.

. لا شك في أن لموتا بعض الاخطاء سواءً في اختيار التشكيلة أو طرائق اللعب في عدد من المباريات، لكن الشيء الأكيد أن الجوانب الأهم في المشكلة لا تتعلق بموتا بل ترتبط بنا نحن بالدرجة الأساس.

. أنتم كجماهير تلومونه على اشراك ابراهيما مثلاً ناسين أن بعضكم من أطلقوا عليه لقب (المحطة) كنوع من الإشادة به.

. والأهم من ذلك أنكم تتجاهلون لجنتكم التي أتت به كمحترف أجنبي وهو لا يتفوق علي معظم لاعبينا المحليين بشيء يذكر.

. والغريب أيضاً أنكم كجماهير ما أن تسمعوا بضم اللجنة للاعب تملأون الدنيا ضجيجاً احتفالاً بالإنجاز (المفترض) وبعد يوم أو اثنين ومع أول تعادل أو هزيمة تعودون لعبارات التذمر من اللاعبين والمدرب والإدارة.

. يعني بإختصار الجمهور شغال برزق اليوم مع فريقه وهذه ليست الطريقة المثلى في التعامل مع فرق الكرة.

. ما زلت عند رأيي بأن الكثير من اللاعبين الذين يضمهم كشف الهلال محلياً ينقصهم الكثير مما يصعب أن يمنحه لهم المدربون.

. أول ذلك الروح، فجلهم لا يعرفون قيمة النادي الذي يلبسون شعاره.

. وهذه مشكلة الإدارة لا مشكلة موتا أو جهازه المعاون.

فلجنتكم يا أهلة تضم أعضاءً كثر ذوي تجربة غضة في إدارة أندية بهذا الحجم.

. وبدلاً من لجوء هؤلاء لإداريين سابقين كانوا يسدون قرص الشمس إدارة وعلماً ومعرفة وتجربة لإكتساب الخبرات منهم نراهم يكتفون بصحبة زملاء القلم ويفرحون بالوقوف بجوار كل لاعب جديد لالتقاط الصور، لدرجة أن بعضهم يظن أن الأمر سينتهي بإلتقاط تلك الصور.

. لذلك لا أستغرب أن نجد أمامنا لاعبين بلا روح، ما دام الواحد منهم يحس يوم انضمامه بفرحة الإداري الواقف بجواره أكثر من فرحته هو بالتسجيل للهلال.

. فيما مضى كان اللاعب الجديد يرتجف من هيبة الإداري الذي يتفق معه على اللعب للهلال.

. إذاً الضعف الإداري وقلة الخبرة هما أحد أهم أسباب انعدام الروح لدى لاعبي الهلال الجدد، لهذا تجد الواحد منهم بمجرد تحوله لعاصمة البلاد وانضمامه لهذا النادي الكبير قد انشغل بأمور هامشية أقلها (الحوامة) بلا هدف والتردد على مقاهي الشيشة.

. حتى المظهر العام الذي يتوهم البعض انه من الحريات الشخصية لم يكن كذلك في الهلال.

. فمن شدة هيبة إداريي الأمس وصرامة النظام الذي فرضوه كان لاعب الهلال يهتم بمظهره العام لأبعد مدى.

. وقد حدثني ذات مرة صديقي لاعب الهلال السابق حسين عبد الحفيظ (الطبق الطائر) عن أنه ما كان يُسمح لهم كلاعبين أثناء المعسكرات الخارجية بالنزول للوبي الفندق ما لم يكن الواحد منهم في كامل هندامه.

. وسبق أن رويت لكم كيف أن لاعبي الهلال قد ركضوا من حديقة فندق القرين فيلدج ما أن رأَوا الزعيم الراحل المقيم الطيب عبد الله (رحمه الله رحمة واسعة) قادماً بإتجاههم.

. لم يكن ذلك رعباً، لكنها الهيبة.

. واليوم يعيش بيننا العديد من الإداريين السابقين أصحاب التجارب الواسعة والهيبة فلماذا لا يستفيد منهم إداريو اليوم من الشباب لو كان همهم الهلال حقيقة!

. نخلص مما تقدم إلى أن أعضاء لجنة التسيير الحالية ينقصهم الكثير الذي لا يبدون رغبة في تكملته بعد أن أوهمناهم بأنهم على قدر هذا التحدي الكبير بدلاً من أن ننصحهم لكي يتعلموا من تجارب من سبقوهم.

. وإذا كان رب البيت للدف ضارباً فمن الطبيعي أن يتعلم اللاعبون الرقص بدلاً من التشبع بروح القتال وهم يؤدون المباريات بهذا الشعار الذي يبدو ثقيلاً على الكثيرين منهم.

. العديد من إعلاميي الهلال يزيدون الأزمة اشتعالاً بتطبيلهم لكل خطوة تقوم بها اللجنة أو لاعب جديد يُضم للكشف إرضاءً لكم كجماهير.

. وأنتم يا جماهير الهلال العظيم تكثرون من التنظير ويختار كل واحد منكم لاعباً أو مدرباً يريده في الهلال.

. فحدثوني بالله عليكم عن نادٍ يُدار وفقاً لرغبات الجماهير التي تتباين وتتنوع.

. لاعبونا ينقصهم الكثير مهارياً.

. ومن المألوف جداً أن يفشل بعضهم في تسكين الكرة، رغم تهليلكم لهؤلاء البعض عند ضمهم للكشف.

. ولو كانوا يملكون المهارة حقيقة لما احتاجوا لمدرب وهم يلاعبون في دورينا المحلي أندية أقل إمكانيات وجماهيرية من هلالهم الكبير.

. المنظومة أيضاً مفقودة في بلدنا ونريد أن ننافس أندية إقليمية تُدار بمؤسسية نفتقر لها.

. أفبعد كل ما تقدم ما زلتم تصرون على أن مشكلة الهلال سُتحل بمجرد إقالة موتا!

. أتعبتموه والله هذا الرجل الذي صار شماعتكم الوحيدة.

. أعلم أن مثل هذا الكلام لا يسر الكثيرين، لكنني مقتنع أيضاً بأن كاتب الرأي الذي يساير الحائل المائل من الأفضل له أن يكسر قلمه ليريح ويستريح.

kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء