أحقاً رحل ؟؟، الحمد لله !! صار طريق الثورة أقل ازدحاماً !!.

 


 

 

* برحيل حمدوك يختل توزان مربع الفشل بعد سقوط أحد أركانه.
* فقد كان حمدوك وجهازه التنفيذي أحد أهم أركان مربع إجهاض الثورة. لأن وجوده في كابينة قيادة السلطة – رغم صوريته – كان يعطي المكونات الأخرى شرعيتها في نظر الشارع، والمجتمع الدولي و"الكفلاء" الإقليميين.
* يخطئ من يظن أنه رحل بإرادته ومحض اختياره، أو أن البرهان وجنرالات لجنة البشير الأمنية حملته على الرحيل والعودة إلى من حيث أتى والنجاة بجلده. فقد حملته إرادة قوى الثورة الحيّة وشبابها وصبرهم، وشجاعتهم الأسطورية في مواجهة أخس وأجبن آلة غدر متوحشة.
* صحيح أن أركان مربع الفشل كانوا متشاكسين، يضمرون العداوة لبعضهم البعض ويتآمرون على بعضهم البعض، كانوا في حرب غير معلنة على السلطة، ولغبائهم كانوا يظنون أن عين الشارع غافلة عن ما يدبرون، لذا لم يهدأ حراك الناس ليترك لهم فرصة يلتقطون فيها أنفاسهم، وهذا ما أربك حساباتهم وجعلهم يتخبطون في خطواتهم المتسارعة هرولة نحو الكرسي، فتتعرى نواياهم، وتنكشف خططهم، ويفتضح أمرهم.
8 ولكن ما كان لكل هذا أن بهزمهم وبحبط خطتهم، طالما عرش سلطتهم قائما، وأركانًه ثابتة. وكان بإمكانهم المضي في المراوغة والتسويف وإطالة بقائهم في السلطة لأطول فترة، تمكن العسكر من إيجاد حلول لورطة جرائمهم، وتضمن لأحزب قحت استدامة السلطة بدون انتخابات ووجع راس وكذلك الأمر لـ"بتاعين الحركات".
* ولكنهم – وبما رحمة من ربك – غفلوا، وفات عليهم أن سقوط أي ركن في بنيان السلطة الانتقالية سوف يخل بمعادلته الهندسية، ما يعني حتمية سقوط عرش المبنى على رؤوس قاطنيه.
* لم تخسر قوى الثورة الحية وشبابها من الجنسين شيئاًـ فقد اهتز عرش سلطة المتآمرين على ثورة الشعب باستقالة حمدوك، وكسبوا جولة في معاركهم دون أن يخسروا شهيداً أو جريحاً.
ولم يتبقى في مواجهة الثوار غير ركنين – فقد أراحهم المكون العسكري بإزاحة قحت من واجهة المشهد – وهما لجنة البشير الأمنية والحركات الدارفورية اللذان يقتقران للشرعية من الأصل، مما يضعف من موقفهما في أي مواجهات مع الثوار.
* والآن أصبح طريق الثورة أقل ازدحاماً.
ويمكنك أن تقول الآن: شكراً حمدوك !!.

izzeddin9@gmail.com

 

آراء