أخذتني الحقيقةُ المجردة من أوكرانيا إلى أفغانستان والعراق ولبنان ورمتني في غزة !!
عثمان محمد حسن
8 March, 2022
8 March, 2022
* يتحدثون عن أعمال بوتين (الإجرامية) في أوكرانيا، فأتساءل عما إذا كان وَسْمُ الفعل الدال على الجريمة بمَيسم (الجريمة) يتم في كل زمان ومكان، مهما اختلف الفاعل، أم أن اختلاف الأزمنة والأمكنة والشخوص هو الذي يحدد وسم نفس الفعل بذلك الميسم؟! ولماذا تسمي الدول الغربية ما يفعله بوتين في أوكرانيا بالجريمة ولم تجرؤ على تسمية ما فعلته أمريكا في الدول الاسلامية بذات التسمية؟ ولماذا لم تسمِ مشاركتها لأمريكا في نفس (الفعل) جريمة.. ولماذا لا تسمي ما فعلته، وتفعله، إسرائيل في غزة ولبنان جريمة؟
* إيماني المطلق بالقرآن الكريم يجعل مرجعيتي، في ما يتعلق بقتل الإنسان لإنسان آخر، تتلخص في؛- "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً.."
* وتوجعني مشاهدة القنوات التلفزيونية وهي تعرض مآسي (الأنفس) تُزهق في أوكرانيا.. وهي توجعني، في الواقع، وجعين، أولهما وجعٌ أوكرانيٍّ قاسٍ يأخذني من أوكرانيا إلى الوجع الأشد مضاضةً يلخص7 هدر دماء مسلمين أراقتها أمريكا في أفغانستان والعراق.. ودماء أراقتها إسرائيل في لبنان وغزة التي لا تزال دماء شعبها، مسلمين ومسيحيين، تسيل..
* وما يضاعف الأوجاع، هذا الكم الهائل من النفاق العالمي حول عدوان روسيا على أوكرانيا.. مع ان مشاهد مأساة الإنسان، الهارب منها إلى دول الجوار، أقرب إلى مشاهد سياح يتنقلون من بلدانهم إلى أماكن سياحية في بلدان أخرى، ومعهم حاجياتهم الضرورية وحتى بعض كلابهم المدللة.. وتُفتح لهم (ممرات آمنة) للخروج من مواقع الخطر!
* هذا، إذا ما قيست تلك المشاهد بمشاهد الهروب الهلِع والرعبُ ينتاش كل لحظة من أيام الأفغانيين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين الهاربين من خطر القنابل، تمطرها الطائرات والصواريخ الأمريكية في شبه دمار كامل، إلى (أي) مكان (آمن).. لكن القنابل لا تليث أن تنهمر على رؤوسهم حيثما تنقلوا.. والمباني التي يلجأون إليها تتصدع وتنهار وهم تحتها..
لم تكن هماك منطقة آمنة في البلدان المذكورة.. فكل منطقة في أفغانستان والعراق ولبنان وغزة، كانت تحت القصف..
* هذه هي الحقيقة.. وقد كشفت حرب أوكرانيا نفاق أمريكا والدول الغربية حول الإنسان وحقوق الانسان، بمطالبتها الملحاحة بخلق مناطق آمنة لسلامة الأوكرانيين، مناطق لم تكن تطالب بها لسلامة سكان البلدان المنكوبة بالعدوان الأمريكي على العراق تحت اسم تحالف الراغبين (Coalition of the Willing).. والعدوان الاسرائيلي على غزة تحت اسم ( الرصاص المصبوب)..
* ويزداد النفاق اتساعاً بصورة مزرية في القنوات التلفزيونية الناطقة بجميع اللغات، رجع صدىً لما تقوله أمريكا..
* فحين تغني أمريكا، أوروبا الغربية (تشيل).. والعالم كله (يشيل الشيلة) من اوروبا.. ويصفِّر (المجتمع الدولي) صافرةَ تأييد وتشجيع بمزيد ومزيد من النفاق.. فأمريكا هي " الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصدى!"
* أيها الناس، لا أحد سعى لإدانة أمريكا أمام محكمة الجنايات الدولية.. ولا أحد فعَّل قوانين محكمة الجنايات الدولية لإدانة إسرائيل.. لارتكاب الدولتين جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجمماعية..
* أما في الحالة الأوكرانية، فقد تطوَّع المدعي العام، كريم خان، وشرع، على الفور، في البحث عن أدلة إدانة الرئيس الروسي بوتين بجرائم الحرب ، ووجد ما يخوِّل له تلك الإدانة.. وجده بسرعة يُحسد عليها!
* إننا نعيش في عالم تعلو فيه القوة على الحق.. ولن تشعر بذلك إلا حين تأخذك الحقيقة من حرب أوكرانيا إلى حرب أفغانستان والعراق ولبنان ثم ترميك في حروب غزة المدمرة!
___________________________
حاشية.:-
- إليكم بعضاً من بعض المعلومات عن حروب أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط:-
- " من ليس معنا فهو ضدنا!"، كانت هي عقيدة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والتي على أساسها بدأ غزو العراق يوم 19 مارس 2003، تحت اسم تحالف الراغبين Coalition of) the Willing..).. ووفق عقيدته تلك، كان كل العراق ضده، ويجب تدميره..
- انتهى القتال الرسمي يوم 1 مايو 2003 تحت اسم تحالف الراغبين شاركت في القتال 34 دولة إلى جانب أمريكا
- قُتل مئات الآلاف من العراقيين ودمرت البنى التحتية العراقية بما عطل العراق عن النهوض حتى الآن، علاوة على خلق بيئة سياسية واجتماعية متنافرة..
- إضطر ملايين العراقيين للجوء إلى دول أخرى
- لا تزال الاضطرابات الأمنية هي السائدة..
- أما عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، فقد بدأ في 12 (يوليو) 2006.. واستمر 34 يوما وتم تدمير العديد من المناطق (دماراً شاملاً)..
- قتل آلاف اللبنانيين مع سبق الاصرار على هدم المباني فوق رؤوسهم.. وتم تشريد آلاف الأسر..
- هذا، وشنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة.. وكل حرب تكشف عن عن كوارث إجتماعية ومعاناة إنسانية..
- بدأت الحرب الأولى (2008) في 27 ديسمبر وانتهت في 18 يناير 2008)، تحت مسمى "الرصاص المصبوب"..
- تقول التقارير الدولية أن الجيش الإسرائيلي ألقى في تلك الحرب قرابة "مليون" كيلوجرام من المتفجرات...وهدمت أكثر من (4100) مسكن بشكل كلي، و(17000) بشكل جزئي.
- أدت عملية "الرصاص المصبوب"، إلى مقتل أكثر من 1436 فلسطينيًا بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، وإصابة أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال
- يُعد حوالي 60 ألف فلسطيني من مشردي الحرب الإسرائيلية عام 2015، ولا أماكن تأويهم..
- كل ما جاء في الحاشية إلا النذر اليسير من مآسٍ لا تثير انتباه أمريكا وأوروبا الغربية..
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////
تحرير العملة .. العقل الدائري .. بقلم: احمد مجذوب البشير
يونيو ١٩٩١ اعلن الدكتور عبد الرحيم حمدي وزير الماليه حينها برنامجه الثلاثي لإصلاح وانعاش الاقتصاد الذي يهدف لتحريك جموده وسكونه..
وذلك بتشجيع الإنتاج والمنتجين.. ووضع سياسات تشجيعيه لسلع الصادر وبيع السلع والخدمات بأسعارها الحقيقيه عن طريق قانون العرض والطلب..ورفع القيود عن حركه مجال الاستيراد..وتوحيد سعر صرف العملات..وتشجيع بيئه الاستثمار لجذب المستثمرين الأجانب والوطنيين ..ووضع الخطط والبرامج لجذب مدخرات المغتربين والعاملين بالخارج.. ووضع نظام ضريبي قوي. فاعل هذه هي العناوين الرئيسه لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المطروح حينها..قفز سعر الدولار بعد تحريره من ١٢ جنيه السعر المعلن حينها من بنك السودان الي٩٠ جنيها مساويا للسعر في السوق الموازي حينها..بالطبع توالي الارتفاع في السنوات اللاحقة بقفزات مرعبه..حيث أن برنامج الإصلاح يحتاج لوقت مقدر حتي يؤتي اكله..اضافه لفقر خزينه البنك المركزي من العملات الاجنبيه..التي تساعده علي السيطره علي سعر الصرف..حيث أن العائد من الصادرات حينها لايكفي لسد حاجه البلاد من السلع والخدمات الاساسيه..اضافه لكلفه حرب الجنوب التي كانت تستنزف حوالي ٢ مليون دولار يوميا..كل ذلك جعل من العملات الاجنبيه وخصوصا الدولار حصانا جامحا لايستطيع من يمتطيه أن يروضه ويتحكم فيه.. مهما اؤتي من مهاره وقدره في القياده..ولهذا استمرت العملات الصعبه في جموحها وتمردها حتي أواخر التسعينات.. عندها شارف الدولار أن يصل تخوم ال٢٠٠٠ جنيه..ا(لتي تحولت الي٢جنيه لاحقا بعد حذف ال٣ اصفار)..حينها خرج البترول..وظهر مورد ذو بعد اقتصادي وسياسي هام.. أضاف للسودان قيمه استراتيجيه كبري..تجعله من المفترض ان يمضي في خطط الإصلاح السياسي والاقتصادي ببعديهما الداخلي والخارجي وفق ارضيه صلبه وقاعده متينه..فبضمان البترول أصبحت هنالك يقينيه بالنسبه للمستثمر..من حيث بيئه الاستثمار..
ومن حيث ضمانات الاستثمار ومردودها وعوائدها..في ظل هذه الأجواء المبشره والواعده ..ابت الطليعه الحاكمه حينها الا تعكر صفو هذه الآمال والرجاءات.. فسياسيا تم الإخلال بعهد الشروع في الانفتاح السياسي الشامل ورد أمر السلطه للشعب وتقيد سلطه الأمر الواقع التي فرضتها ضرورات تقديريه..فنشأ صراع حسم بآليه السلطه وقوة الدوله..فكان هذا نذير شؤم علي منهج الإصلاح برمته..وعقبها امسكت الدوله بقبضتها الحديديه علي عنق الاقتصاد وجل النشاط التجاري..فهي التي تحدد سعر صرف الجنيه..فلقد خدعتها عوائد البترول وتدفقاته من النقد الاجنبي.وادعت أن النشاط الاقتصادي حر لايد للدوله فيه ولادخل لها بن..وهو ادعاء مخاتل و كذوب..فلقد خرجت منه بالباب واتت عائده له من الشباك..فتبدت ظاهره الشركات الاستثمارية التي تتبع لجهات حكوميه..وبهذا الميزه كانت التسهيلات في التمويل من البنوك بضمانات وهميه..واعفاءات من الجمارك والرسوم فأنفتح بابا واسعا للفساد ارهقت بسببه البنوك وهزت مراكزها الماليه بسبب عجز المدينين. مراوغاتهم.. وتشوهت حركه النشاط الاقتصادي واختلط الحابل بالنابل. فلم يعد معروفا التاجر من السمسار..المصدر من المهرب..المستورد من تاجر الشنطه..وضاعت بذلك تعريفات المصطلحات ومن يمثلها..(ونذكر جميعا المعارك الضاريه التي خاضها اشطر وانزه وزير ماليه مر علي السودان أقلها في الأربعين عاما الاخيره..الدكتور عبدالوهاب عثمان،)..في ظل هذه الفوضي..أهمل قطاع الإنتاج..وتضخم قطاع الخدمات..واستشري نمط استهلاكي فاحش..ظهرت ملامحه في كم مقدر من افراد المجتمع.. من حيث المزاج في المطعم والمشرب والمسكن والملبس..سعي الناس لمجاراة طبيعه نمط الحياة في الدول الغنيه محاكاة واقتداء..فكان لابد بتضافر عاملي الاداره الغير رشيده..وشراهه وسياده نمط الاستهلاك..أن يلتفت الناس عشيه انفصال الجنوب..ويجدون أنفسهم أمام محنه كبري و قاسيه..وطامه حالقه ومدمره.. لم يتحسبوا ويستعدوا لها..تظل أزمتنا المستوطنه ازمه اداره ووعي بإتخاذ القرار الصائب في الزمان المناسب..فلولم تعود الحكومه للتحكم في الاقتصاد عقب خروج البترول وجعلت قانون العرض والطلب هو الذي يحدد سعر السلعه المعروضه أو الخدمه المقدمه..لما اضطرت لجعل سلعه استراتيجيه مثل القمح..محتكره لجهه اوجهتين تتحكمان في مصيرها ومصير بلد باكمله ..ولولا قصر نظرها و بؤس تخطيطها لما صار الدولار مخزنا القيمه وسلعه للتداول..تسبب هلعا وخوفا..للمنتجين الحقيقين..وتربك المشهد الاقتصادي برمته..ولو كانت القياده السياسيه والخبراء المزعوميين المفترضين.. علي درجه من الرشد والوعي..لتم اعاده تحرير سعر الصرف مره اخري في ٢٠١٠ مع بدايه نذر انفصال الجنوب..
.حينها كان للدوله تغطيه من العملات الصعبه لابأس بها..يمكنها من التحكم في سعره عند التحرير اذا جمح للقفز و الانفلات ..أو كان يمكن ان يتخذ هذا الإجراء عقب الانفصال ايضا..لو فعل ذلك آنذاك لما وصل الدولار لهذه الارقام الفلكيه التي جعلت حياة الناس جحيما لايطاق..فلا غرو في ذلك فالدولار اصبح قيمه معياريه تقاس به كل السلع والخدمات..وما كان له أن يصل لهذه السطوه.. لو استفادت الحكومه الحاليه من اخطاء سابقتها..فلو اتخذ قرار التحرير في اغسطس٢٠١٩ مع بدايه حكومه حمدوك الاولي (حينها كان السعر الموازي للدولار٩٠جنيها)..لما وصل اليوم علي اعتاب ال٦٠٠ جنيها ولكن ماذا نقول ولمن تقرع الاجراس..فخبراؤنا المفترضون..يقرأون من لوح واحد..وهو لوح الفشل وسؤ التخطيط.. ويحفظونه عن ظهر قلب..ويتبعون بعضهم بعضا حذو النعل بالنعل..وان حدث استثناء فلام يوبه له..فهو خارج السلسله..فما يبرزه الواقع الان يحدث أن الاستثناء لم يحدث فارقا..وان قافله من يحدثون الفشل هم الأساس. يدورون حيث يدور سابقيهم..
ameinmusa@gmail.com
///////////////////////////
* إيماني المطلق بالقرآن الكريم يجعل مرجعيتي، في ما يتعلق بقتل الإنسان لإنسان آخر، تتلخص في؛- "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً.."
* وتوجعني مشاهدة القنوات التلفزيونية وهي تعرض مآسي (الأنفس) تُزهق في أوكرانيا.. وهي توجعني، في الواقع، وجعين، أولهما وجعٌ أوكرانيٍّ قاسٍ يأخذني من أوكرانيا إلى الوجع الأشد مضاضةً يلخص7 هدر دماء مسلمين أراقتها أمريكا في أفغانستان والعراق.. ودماء أراقتها إسرائيل في لبنان وغزة التي لا تزال دماء شعبها، مسلمين ومسيحيين، تسيل..
* وما يضاعف الأوجاع، هذا الكم الهائل من النفاق العالمي حول عدوان روسيا على أوكرانيا.. مع ان مشاهد مأساة الإنسان، الهارب منها إلى دول الجوار، أقرب إلى مشاهد سياح يتنقلون من بلدانهم إلى أماكن سياحية في بلدان أخرى، ومعهم حاجياتهم الضرورية وحتى بعض كلابهم المدللة.. وتُفتح لهم (ممرات آمنة) للخروج من مواقع الخطر!
* هذا، إذا ما قيست تلك المشاهد بمشاهد الهروب الهلِع والرعبُ ينتاش كل لحظة من أيام الأفغانيين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين الهاربين من خطر القنابل، تمطرها الطائرات والصواريخ الأمريكية في شبه دمار كامل، إلى (أي) مكان (آمن).. لكن القنابل لا تليث أن تنهمر على رؤوسهم حيثما تنقلوا.. والمباني التي يلجأون إليها تتصدع وتنهار وهم تحتها..
لم تكن هماك منطقة آمنة في البلدان المذكورة.. فكل منطقة في أفغانستان والعراق ولبنان وغزة، كانت تحت القصف..
* هذه هي الحقيقة.. وقد كشفت حرب أوكرانيا نفاق أمريكا والدول الغربية حول الإنسان وحقوق الانسان، بمطالبتها الملحاحة بخلق مناطق آمنة لسلامة الأوكرانيين، مناطق لم تكن تطالب بها لسلامة سكان البلدان المنكوبة بالعدوان الأمريكي على العراق تحت اسم تحالف الراغبين (Coalition of the Willing).. والعدوان الاسرائيلي على غزة تحت اسم ( الرصاص المصبوب)..
* ويزداد النفاق اتساعاً بصورة مزرية في القنوات التلفزيونية الناطقة بجميع اللغات، رجع صدىً لما تقوله أمريكا..
* فحين تغني أمريكا، أوروبا الغربية (تشيل).. والعالم كله (يشيل الشيلة) من اوروبا.. ويصفِّر (المجتمع الدولي) صافرةَ تأييد وتشجيع بمزيد ومزيد من النفاق.. فأمريكا هي " الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصدى!"
* أيها الناس، لا أحد سعى لإدانة أمريكا أمام محكمة الجنايات الدولية.. ولا أحد فعَّل قوانين محكمة الجنايات الدولية لإدانة إسرائيل.. لارتكاب الدولتين جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجمماعية..
* أما في الحالة الأوكرانية، فقد تطوَّع المدعي العام، كريم خان، وشرع، على الفور، في البحث عن أدلة إدانة الرئيس الروسي بوتين بجرائم الحرب ، ووجد ما يخوِّل له تلك الإدانة.. وجده بسرعة يُحسد عليها!
* إننا نعيش في عالم تعلو فيه القوة على الحق.. ولن تشعر بذلك إلا حين تأخذك الحقيقة من حرب أوكرانيا إلى حرب أفغانستان والعراق ولبنان ثم ترميك في حروب غزة المدمرة!
___________________________
حاشية.:-
- إليكم بعضاً من بعض المعلومات عن حروب أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط:-
- " من ليس معنا فهو ضدنا!"، كانت هي عقيدة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والتي على أساسها بدأ غزو العراق يوم 19 مارس 2003، تحت اسم تحالف الراغبين Coalition of) the Willing..).. ووفق عقيدته تلك، كان كل العراق ضده، ويجب تدميره..
- انتهى القتال الرسمي يوم 1 مايو 2003 تحت اسم تحالف الراغبين شاركت في القتال 34 دولة إلى جانب أمريكا
- قُتل مئات الآلاف من العراقيين ودمرت البنى التحتية العراقية بما عطل العراق عن النهوض حتى الآن، علاوة على خلق بيئة سياسية واجتماعية متنافرة..
- إضطر ملايين العراقيين للجوء إلى دول أخرى
- لا تزال الاضطرابات الأمنية هي السائدة..
- أما عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، فقد بدأ في 12 (يوليو) 2006.. واستمر 34 يوما وتم تدمير العديد من المناطق (دماراً شاملاً)..
- قتل آلاف اللبنانيين مع سبق الاصرار على هدم المباني فوق رؤوسهم.. وتم تشريد آلاف الأسر..
- هذا، وشنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة.. وكل حرب تكشف عن عن كوارث إجتماعية ومعاناة إنسانية..
- بدأت الحرب الأولى (2008) في 27 ديسمبر وانتهت في 18 يناير 2008)، تحت مسمى "الرصاص المصبوب"..
- تقول التقارير الدولية أن الجيش الإسرائيلي ألقى في تلك الحرب قرابة "مليون" كيلوجرام من المتفجرات...وهدمت أكثر من (4100) مسكن بشكل كلي، و(17000) بشكل جزئي.
- أدت عملية "الرصاص المصبوب"، إلى مقتل أكثر من 1436 فلسطينيًا بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، وإصابة أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال
- يُعد حوالي 60 ألف فلسطيني من مشردي الحرب الإسرائيلية عام 2015، ولا أماكن تأويهم..
- كل ما جاء في الحاشية إلا النذر اليسير من مآسٍ لا تثير انتباه أمريكا وأوروبا الغربية..
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////
تحرير العملة .. العقل الدائري .. بقلم: احمد مجذوب البشير
يونيو ١٩٩١ اعلن الدكتور عبد الرحيم حمدي وزير الماليه حينها برنامجه الثلاثي لإصلاح وانعاش الاقتصاد الذي يهدف لتحريك جموده وسكونه..
وذلك بتشجيع الإنتاج والمنتجين.. ووضع سياسات تشجيعيه لسلع الصادر وبيع السلع والخدمات بأسعارها الحقيقيه عن طريق قانون العرض والطلب..ورفع القيود عن حركه مجال الاستيراد..وتوحيد سعر صرف العملات..وتشجيع بيئه الاستثمار لجذب المستثمرين الأجانب والوطنيين ..ووضع الخطط والبرامج لجذب مدخرات المغتربين والعاملين بالخارج.. ووضع نظام ضريبي قوي. فاعل هذه هي العناوين الرئيسه لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المطروح حينها..قفز سعر الدولار بعد تحريره من ١٢ جنيه السعر المعلن حينها من بنك السودان الي٩٠ جنيها مساويا للسعر في السوق الموازي حينها..بالطبع توالي الارتفاع في السنوات اللاحقة بقفزات مرعبه..حيث أن برنامج الإصلاح يحتاج لوقت مقدر حتي يؤتي اكله..اضافه لفقر خزينه البنك المركزي من العملات الاجنبيه..التي تساعده علي السيطره علي سعر الصرف..حيث أن العائد من الصادرات حينها لايكفي لسد حاجه البلاد من السلع والخدمات الاساسيه..اضافه لكلفه حرب الجنوب التي كانت تستنزف حوالي ٢ مليون دولار يوميا..كل ذلك جعل من العملات الاجنبيه وخصوصا الدولار حصانا جامحا لايستطيع من يمتطيه أن يروضه ويتحكم فيه.. مهما اؤتي من مهاره وقدره في القياده..ولهذا استمرت العملات الصعبه في جموحها وتمردها حتي أواخر التسعينات.. عندها شارف الدولار أن يصل تخوم ال٢٠٠٠ جنيه..ا(لتي تحولت الي٢جنيه لاحقا بعد حذف ال٣ اصفار)..حينها خرج البترول..وظهر مورد ذو بعد اقتصادي وسياسي هام.. أضاف للسودان قيمه استراتيجيه كبري..تجعله من المفترض ان يمضي في خطط الإصلاح السياسي والاقتصادي ببعديهما الداخلي والخارجي وفق ارضيه صلبه وقاعده متينه..فبضمان البترول أصبحت هنالك يقينيه بالنسبه للمستثمر..من حيث بيئه الاستثمار..
ومن حيث ضمانات الاستثمار ومردودها وعوائدها..في ظل هذه الأجواء المبشره والواعده ..ابت الطليعه الحاكمه حينها الا تعكر صفو هذه الآمال والرجاءات.. فسياسيا تم الإخلال بعهد الشروع في الانفتاح السياسي الشامل ورد أمر السلطه للشعب وتقيد سلطه الأمر الواقع التي فرضتها ضرورات تقديريه..فنشأ صراع حسم بآليه السلطه وقوة الدوله..فكان هذا نذير شؤم علي منهج الإصلاح برمته..وعقبها امسكت الدوله بقبضتها الحديديه علي عنق الاقتصاد وجل النشاط التجاري..فهي التي تحدد سعر صرف الجنيه..فلقد خدعتها عوائد البترول وتدفقاته من النقد الاجنبي.وادعت أن النشاط الاقتصادي حر لايد للدوله فيه ولادخل لها بن..وهو ادعاء مخاتل و كذوب..فلقد خرجت منه بالباب واتت عائده له من الشباك..فتبدت ظاهره الشركات الاستثمارية التي تتبع لجهات حكوميه..وبهذا الميزه كانت التسهيلات في التمويل من البنوك بضمانات وهميه..واعفاءات من الجمارك والرسوم فأنفتح بابا واسعا للفساد ارهقت بسببه البنوك وهزت مراكزها الماليه بسبب عجز المدينين. مراوغاتهم.. وتشوهت حركه النشاط الاقتصادي واختلط الحابل بالنابل. فلم يعد معروفا التاجر من السمسار..المصدر من المهرب..المستورد من تاجر الشنطه..وضاعت بذلك تعريفات المصطلحات ومن يمثلها..(ونذكر جميعا المعارك الضاريه التي خاضها اشطر وانزه وزير ماليه مر علي السودان أقلها في الأربعين عاما الاخيره..الدكتور عبدالوهاب عثمان،)..في ظل هذه الفوضي..أهمل قطاع الإنتاج..وتضخم قطاع الخدمات..واستشري نمط استهلاكي فاحش..ظهرت ملامحه في كم مقدر من افراد المجتمع.. من حيث المزاج في المطعم والمشرب والمسكن والملبس..سعي الناس لمجاراة طبيعه نمط الحياة في الدول الغنيه محاكاة واقتداء..فكان لابد بتضافر عاملي الاداره الغير رشيده..وشراهه وسياده نمط الاستهلاك..أن يلتفت الناس عشيه انفصال الجنوب..ويجدون أنفسهم أمام محنه كبري و قاسيه..وطامه حالقه ومدمره.. لم يتحسبوا ويستعدوا لها..تظل أزمتنا المستوطنه ازمه اداره ووعي بإتخاذ القرار الصائب في الزمان المناسب..فلولم تعود الحكومه للتحكم في الاقتصاد عقب خروج البترول وجعلت قانون العرض والطلب هو الذي يحدد سعر السلعه المعروضه أو الخدمه المقدمه..لما اضطرت لجعل سلعه استراتيجيه مثل القمح..محتكره لجهه اوجهتين تتحكمان في مصيرها ومصير بلد باكمله ..ولولا قصر نظرها و بؤس تخطيطها لما صار الدولار مخزنا القيمه وسلعه للتداول..تسبب هلعا وخوفا..للمنتجين الحقيقين..وتربك المشهد الاقتصادي برمته..ولو كانت القياده السياسيه والخبراء المزعوميين المفترضين.. علي درجه من الرشد والوعي..لتم اعاده تحرير سعر الصرف مره اخري في ٢٠١٠ مع بدايه نذر انفصال الجنوب..
.حينها كان للدوله تغطيه من العملات الصعبه لابأس بها..يمكنها من التحكم في سعره عند التحرير اذا جمح للقفز و الانفلات ..أو كان يمكن ان يتخذ هذا الإجراء عقب الانفصال ايضا..لو فعل ذلك آنذاك لما وصل الدولار لهذه الارقام الفلكيه التي جعلت حياة الناس جحيما لايطاق..فلا غرو في ذلك فالدولار اصبح قيمه معياريه تقاس به كل السلع والخدمات..وما كان له أن يصل لهذه السطوه.. لو استفادت الحكومه الحاليه من اخطاء سابقتها..فلو اتخذ قرار التحرير في اغسطس٢٠١٩ مع بدايه حكومه حمدوك الاولي (حينها كان السعر الموازي للدولار٩٠جنيها)..لما وصل اليوم علي اعتاب ال٦٠٠ جنيها ولكن ماذا نقول ولمن تقرع الاجراس..فخبراؤنا المفترضون..يقرأون من لوح واحد..وهو لوح الفشل وسؤ التخطيط.. ويحفظونه عن ظهر قلب..ويتبعون بعضهم بعضا حذو النعل بالنعل..وان حدث استثناء فلام يوبه له..فهو خارج السلسله..فما يبرزه الواقع الان يحدث أن الاستثناء لم يحدث فارقا..وان قافله من يحدثون الفشل هم الأساس. يدورون حيث يدور سابقيهم..
ameinmusa@gmail.com
///////////////////////////