أسباب فشل حركة محمد نور سعد
كباشي النور الصافي
24 July, 2014
24 July, 2014
كتب الأستاذ شوقي بدري في معرض حديثه عن البطل العميد محمد نور سعد الآتي:
(السبب الاول لفشل الغزو هو أنّ الصادق المهدي بعد أن غادر 950 من الأنصار و39 من الإخوان المسلمين للحاق بمن تسللوا من قبل . قال لشركائه ، أنّه قد أفهم جنوده أنّهم ذاهبون لإقامة المهدية. وكما أورد عثمان خالد مضوي الأخ المسلم في برنامج اسماء في حياتنا أنّ عمر نور الدائم خجل وقال له ,, ده كلام شنو ياسيد الصادق ؟. وغضب الشريف الهندي ، ورجال الشريف الهندي كانوا من المفروض أن يوصلوا المحاربين إلي مناطقهم وأن يدلوهم الي مسكن رؤساء الجيش المهمين . وهذا بعد نسف طائره النميري وهو عائد الي السودان . ولكن طالب الجامعة الذي كان حلقة الوصل فشل . ونجي النميري).
نحترم الأستاذ شوقي بدري على إجتهاداته في سبر غور أسرار فترة مهمة في تاريخ السودان والأهم أهميتها للأنصار ليعرفوا الحقيقة الغائبة عنهم ونعني بها كيف فشلت ثورة محمد نور سعد بعد أن نجحت؟ ولأننا وكثيرون غيرنا شاركوا في تلك الأحداث أحياء يرزقون وبكل اسف بعض الذين كانو سبباً رئيسياً في فشل الحركة احتلوا مراكز مرموقة في فترة الحكم الديمقراطي. هؤلاء المتخاذلون أثبتوا عكس النظرية التي تقول: (أم جركم ما بتاكل خريفين). فقد أكلوا ثلاثة خرايف.. خريف المصالحة الوطنية وشاركوا مع نظام النميري. وخريف الديمقراطية ونالوا حظاً في المناصب الكبيرة. وعندما جاءت الإنقاذ ضربوا حزب الأمة شلّوت واندغموا معها وصاروا من كباراتها وقد كان لحلفائهم وأصهارهم ونسابتهم القدح المعلى في ما أصابهم من نِعم الإنقاذ.
إنّ السبب الذي ذكره الأستاذ شوقي بدري قد يكون قطرة في محيط التخاذل الذي أصاب حركة محمد نور سعد في مقتل. فطالب الجامعة الذي أورده الأستاذ شوقي بدري ما هو إلا مسمار صغير في ترس الفشل الذي حاق بالحركة الثورية. لم يذكر الأستاذ كيف تمّ القبض على ذلك الطالب؟ من هو الشخص الكبير – ليس من حزب الأمة- الذي سلّم السفارة المصرية ملفاً كاملاً بتفاصيل العملية عندما رفض زعيم حزبه إيكال أي مهمة أو دور له في الحركة وطلب منه الإنتظار حتى بعد النجاح وسيحتاجون له بعد ذلك. ما كان من ذلك المرفوض من حزبه إلا أن وشى بالحركة بتفاصيلها للسفارة المصرية التي أوصلت المعلومة للأمن السوداني!
لا يعرف الاستاذ شوقي بدري أن أحد شباب الانصار قد أرسله الشريف حسين الهندي برسالة شخصية لضابط عظيم في الجيش شارحاً له الفكرة وطالباً تدخله في الوقت المناسب! هل يعلم شوقي بدري ماذا فعل ذلك الضابط العظيم مع الشاب الأنصاري هذه قصة طويلة تحتاج لمقال لوحدها. ولكن إختصاراً قال له: (أمشي يا زول من هنا ولو جيت هنا تاني حأسلمك لناس الأمن). إندهش الشاب الانصاري وذهب. كانت الصدفة أن نفس الضابط العظيم هو رئيس لجنة التحقيق مع ذلك الشاب. وعندما سألوه أن الهندي أرسل معه رسالة لضابط عظيم في الجيش من هو؟ أنكر الشاب الأنصاري معرفته بالشريف الهندي من أصله. للعلم الهندي كان الهندي اسمه عبد الله كاسم حركي. بعد عدة جلسات تحقيق مع الشاب ومجموعته قال له الضابط العظيم: لو ركزت على كلامك أنا بخارجك. وقد كان. فقد صمد الأخ الحبيب ونجى بنفسه وأخرج معه الضابط العظيم . وثالثة العجائب أن ذلك الضابط صار عضواً في مجلس قيادة ثورة أبريل برئاسة سوار الذهب.
ما لم يعرفه الأخ شوقي بدري لبعده عن الأحداث هو: من هو الشخص الذي أوكلت له مهمة شراء 3 عربات بكاسي جديدة موديل 1976 لتجر المدفع الموكل إليه نسف طائرة النميري في الجو قبل أن تهبط في المطار؟ ومذا فعل ذلك الرجل؟ لقد طلب منه شراء البكاسي الثلاثة جديدة قد سُلِّم مبلغ 10 آلاف جنيهاً في ذلك الوقت. وكان سعر البوكس موديل 1976 جديداً 3 آلاف فقط. كان المدفع كان ثقيلاً. كان المدفع في منزل مقابل السفارة الكويتية الحالية في الخرطوم نمرة 2. قام ذلك الرجل بتأجير 3 بكاسي قديمة إنكسر أولها داخل المنزل. أنكسر الثاني بعد أن أخرج المدفع من داخل المنزل. وتمكّن الثالث من توصيل المدفع بالقرب من طلمبة شل ذلك الوقت. موقع نادي الضباط الآن. وهبطت الطائرة دون أن يتمكن مشغل المدفع من ضربها لأن الزاوية كانت غير صحيحة ولا مناسبة. وهكذا نجى النميري وفشلت الخطة.
لولا وعداً قطعناه ألا نكشف أسرار الرجال الذين خذلونا لما بقي منهم أحد علي ظهر البسيطة السياسية السودانية ولكنها كلمة رجل لرجل فلن نخونها ونترك لهم عذاب الضمير فقد مات أهلونا ونَعِم المتخاذلون الذين هربوا ذات ليلة وتركوا حتى القائد محمد نور سعد دون تغطية. فلنترك لهم جزاء رب العالمين. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
رمضان كريم. زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
kelsafi@hotmail.com
/////////