أسرار وخفايا زيارة البرهان وحميدتي إلى انجمينا في يومين متتاليين، وتقاطع المصالح المحلية والإقليمية في المنطقة

 


 

 

” الجريدة “ هذا الصباح… أسرار وخفايا زيارة البرهان وحميدتي إلى انجمينا في يومين متتاليين، وتقاطع المصالح المحلية والإقليمية في المنطقة

صراع النفوذ.. إلى أين؟
* معارك طاحنة بين مقاتلين سودانيين إلى جانب مقاتلين من حركة سيليكا، في مواجهة شركة فاغنر الروسية أودت بحياة (٧) عناصر من شركة فاغنر الروسية
* مناقشات بين البرهان وديبي حول قلق (تشادي- فرنسي) من الانتشار الكثيف للدعم السريع على الحدود مع إفريقيا الوسطى
* في محاولة لقطع الطريق على مخطط تغيير النظام في أفريقيا الوسطى أغلق (حميدتي) الحدود بين الدولتين

الجريدة - عبدالرحمن العاجب
هدوء الأحوال بين الخرطوم وانجمينا، وامتداد أواصر الإخاء والصداقة بشكل إيجابي وعفوي بين الشعبين هي السمة الغالبة في العلاقات السودانية التشادية، ورغم التوترات بين البلدين من حين إلى آخر، إلا أن حكومتا البلدين ظلتا تبحثان بشكل مستمر العلاقات المشتركة وقضايا السلام والأمن في المنطقة، وسعى الطرفان لتطوير علاقات البلدين إلى أكثر من الواقع الحالي، من خلال تنشيط الأدوار حتى تتكامل لصالح البلدين بغرض تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي بينهما، ولكن مؤخراً شهدت الحدود بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى حركة عسكرية نشطة من مجموعات تقول كل دولة إنها تقود أعمال غير قانونية وتتبع لجهات لا تكشف عنها.

زيارات سريعة ومفاجئة:
وعلى نحو مفاجئ قرر رئيس مجلس السيادة ونائبه القيام بزيارتين منفصلتين إلى انجمينا (الأحد والاثنين) الماضيين، وعقدا خلال الزيارتين مباحثات مع رئيس المرحلة الانتقالية في تشاد محمد ديبي تركزت على القضايا الأمنية والعسكرية، وجاءت زيارة عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) للعاصمة التشادية لبحث ملفات خاصة أبرزها قضايا الإرهاب والملف الحدودي المعقد وفق مصادر دبلوماسية.
وفي التاسع والعشرين من يناير المنصرم اتفق السودان وتشاد، على وضع معالجات فورية لنشر القوات المشتركة بين البلدين على الحدود وابعاد اي قوات اخرى لضبط الأمن، وحسم التفلتات، وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أنهى يوم الأحد الماضي زيارة إلى انجمينا استمرت يوما واحدا التقى خلالها رئيس المرحلة الانتقالية في تشاد محمد ديبي.

ملفات عسكرية وأمنية :
وأكد مصدر مطلع مناقشة القمة السودانية التشادية قضيتين هما تمدد قوات الدعم السريع على الحدود وإعادة تموضعها، بجانب نشر القوات السودانية التشادية المشتركة على طول الحدود في ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد، وكشف عن مناقشات بين البرهان وديبي حول قلق (تشادي- فرنسي) من الانتشار الكثيف للدعم السريع على الحدود مع إفريقيا الوسطى. وبحسب المصدر فإن المباحثات وضعت أساساً لمعالجة كل القضايا الأمنية والعسكرية وانتشار القوات المشتركة بين البلدين، وتفعيل القوة الثلاثية المشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى التي تم تكوينها عام 2005 لمكافحة انعدام الأمن على الحدود المشتركة للدول الثلاث، وأفاد المصدر أن المباحثات ناقشت كذلك إبعاد جميع القوات من حدود غرب دارفور، والإبقاء على القوات السودانية التشادية المشتركة وتعزيز قدرتها العملياتية لحسم كثير من التداخلات والتشكيلات المسلحة المتواجدة هناك.

تعزيز التواصل والتنسيق:
وتمت المناقشات حول الوضع الأمني بمشاركة مدراء المخابرات والاستخبارات في البلدين، وأقرت المباحثات الثنائية تبادل المعلومات والتنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات لمواجهة تهريب السلاح، وعمليات التجارة غير القانونية، ومكافحة الإرهاب، وذكر البيان المشترك بعد نهاية المباحثات بين البرهان وديبي بحسب إعلام مجلس السيادة، أن الجانبان، أكدا على أهمية تعزيز التواصل والتنسيق بين البلدين، كما أكدا على ضرورة عقد اللجنة الوزارية المشتركة بهدف إعادة تفعيل كافة الاتفاقيات والآليات على المستويات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية وغيرها، وأضاف أن الطرفين أعربا عن قلقهما من تكاثر النزاعات بين المجتمعات والتي تسببت في العديد من الخسائر في الأرواح.

تطوير القوات المشتركة:
وبحسب البيان فان الطرفان شددا على الضرورة الملحة لتعزيز القدرة العملياتية للقوة السودانية التشادية المشتركة، لمواجهة التحديات الأمنية التي تزداد توتراً في المنطقة الحدودية للبلدين من خلال إقامة علاقات مباشرة ومستمرة بين الجهات المختلفة المعنية، خاصة الدفاع والأمن وحماية اللاجئين والنازحين، واقرّ الجانبان عقد المنتدى عبر الحدود حول الأمن والتنمية قبل نهاية العام الجاري في مدينة أبشي، امتدادا لمنتدى أم جرس الأول والثاني.
وكشفت مصادر مطلعة أن قمة البرهان دبي بحثت ثلاثة قضايا رئيسية في مقدمتها قضية الإرهاب، والقوات العسكرية النشطة على الحدود، والتفلتات الأمنية والنزاعات القبلية الأخيرة، وذكرت المصادر أن دبي أبلغ البرهان بمعلومات حول القوة العسكرية التي كانت تتمركز في الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى منذ فترة، وأكدت المصادر ان المباحثات ركزت على مناقشة الأمن على الحدود، والنزاعات الحدودية، وتأثير المحاولة الانقلابية الفاشلة في انجمينا واتفاقيات السكان والتجارة والتنسيق في تبادل المعلومات وأعمال القوات المشتركة بين البلدين لضبط الحدود.

حميدتي على الخط:
وفي سياق متصل وصل نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أمس الأول الإثنين، إلى جمهورية تشاد، في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الفترة الانتقالية، الفريق محمد إدريس ديبي، وتأتي زيارة حميدتي، والوفد المرافق، لبحث العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين، وعقد دقلو فور وصوله مباحثات مع ديبي الصغير تناولت الملفات الأمنية والسياسية، وقضايا الحدود والإرهاب.
وبحث لقاء حميدتي وديبي الصغير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة، إلى جانب القضايا والملفات الإقليمية والدولية، فضلاً عن الملفات الأمنية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وأعرب رئيس الفترة الانتقالية بجمهورية تشاد، الفريق محمد إدريس ديبي، عن شكره وامتنانه، لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني، على تلبية الدعوة بزيارة تشاد، مؤكداً على عمق العلاقات بين البلدين، وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في المجالات كافة، بما يحقق مصلحة الشعبين.
من جانبه أشاد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، بجهود حكومة الفترة الانتقالية بجمهورية تشاد، التي بذلتها عبر الحوار الوطني، مما أسهم في تحقيق الاستقرار واستدامة السلام، مؤكداً دعم السودان للمساعي كافة التي تحقق الاستقرار ، وقدم شرحاً مفصلاً حول التطورات السياسية الراهنة في السودان، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل للأزمة، من خلال الاتفاق الإطاري، الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي، مشيراً إلى أهمية التنسيق والتعاون في المحافل الإقليمية والدولية كافة، بما يحقق الاستقرار في البلدين والمنطقة.

زيارة ناجحة ولكن:
وبعد عودة الوفد إلى الخرطوم وصف السفير عبد العزيز حسن صالح، مدير إدارة دول الجوار بوزارة الخارجية، في تصريحات بمطار الخرطوم، زيارة نائب رئيس مجلس السيادة، إلى تشاد بالناجحة، وقال إن المباحثات التي أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مع الرئيس محمد ديبي، تركزت حول تطورات الأوضاع الاقليمية والتعاون الثنائي في ملفات الحدود والقبائل المشتركة الى جانب القضايا الأمنية، وملفات الإرهاب ، وتهريب البشر وتدفقات الأسلحة والملفات الدولية التي تهم البلدين، مشيراً إلى أن الجانبين، ناقشا ملفات الاقتصاد والتجارة، واتفقا على تعزيز التعاون الثنائي حول القضايا الثنائية والإقليمية كافة لخدمة مصالح البلدين والمنطقة.
وأشار السفير إلى أن الفريق أول دقلو، قدم شرحاً للرئيس محمد ديبي، حول الجهود المبذولة لاستكمال الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة الفترة الانتقالية في السودان، من خلال الاتفاق الإطاري، الذي جرى التوقيع عليه ديسمبر في العام الماضي بما يحقق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والتنمية ، مبيناً ان الرئيس التشادي شكر نائب رئيس مجلس السيادة على تلبية الدعوة التي جاءت في أعقاب التطورات الإيجابية التي تشهدها بلاده من خلال الحوار الوطني الذي افضى الى تشكيل حكومة الفترة الانتقالية.

ملف الحدود على الطاولة:
وأكدت مصادر مطلعة أن مباحثات حميدتي مع ديبي، تركزت حول التفلتات والنزاعات القبلية وملف الحدود، وتفيد المتابعات أن حميدتي يتولى مسؤولية الملف التشادي ودول الجوار في مجلس السيادة، وهو الامر الذي جعل زيارته تناقش بالتفصيل ملفات محددة مرتبطة بالحدود بين البلدين ومع ليبيا وأفريقيا الوسطى، والنزاعات القبلية والأوضاع الأمنية في ظل بعض التوترات التي تخلفها تلك الصدامات وملاحقة المتورطين فيها، وسجل حميدتي 4 زيارات متتالية خلال عام 2022 لتشاد أخرها لحل قضية أحداث (بئر سليبة) وحسم الصراعات في المناطق الحدودية مثل منطقة (أم دخن).
وفي الثالث من يناير الماضي أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إفشال محاولة لتغيير النظام في جمهورية إفريقيا الوسطى انطلاقا من السودان، كما أعلنت الحكومة الانتقالية في تشاد بعد يومين من حديث دقلو، إحباط محاولة انقلاب قادها عسكريون واعتقال المشاركين فيها، ونشرت قوات السريع أعداد كبيرة من الجنود على الحدود الغربية الفترة الماضية وسط توترات عالية بعد إعلان قائدها إفشال مخطط للانقلاب على النظام في بانغي، وتعد قوات الدعم السريع الأكثر انتشارا في الوقت الحالي بين الأجهزة العسكرية الموجودة على الحدود الغربية للسودان.

لقاء باتريك دورال:
وأفاد بعض المراقبين والمتابعين والمهتمين بالشأن السياسي والامني السوداني والتشادي أن زيارة البرهان وحميدتي إلى انجمينا ربما شملت لقاء مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا (باتريك دورال) وتوقعوا أن تتطرق الزيارة بشكل أساسي للأوضاع الأمنية في دولة جمهورية افريقيا الوسطى التي تشهد هذه الأيام اقتتال عنيف بين عدد سبعة فصائل مسلحة يشار إليها اختصارا باسم (C. P . C) (التحالف القومي من اجل التغيير) بقيادة الجنرال علي محمد دراسة ضد نظام الحكم في افريقيا الوسطى (انتي بلكا) بقيادة الرئيس فوستان آرشانج تودايرا.
وبحسب موقع (ريناس نيوز) الاخباري فان الهدف من زيارة البرهان وحميدتي إلى تشاد مقابلة مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا المستشار (باتريك دورال ) الذي يتواجد هذه الايام في تشاد لادارة المشهد في افريقيا الوسطي والسودان وتشاد وبعض دول غرب إفريقيا، وبحسب ما نقل الموقع الإخباري فان المستشار الفرنسي قابل البرهان وحميدتي في زيارتهما إلى انجمينا لمناقشة الاوضاع في افريقيا الوسطى وبحث سبل ازاحة نظام الرئيس (فوستان آرشنج )الذي يدين بالولاء إلى النظام الروسي، وهو الأمر الذي دفع شركة فاغنر كي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد قوات المعارضة (التحالف القومي من اجل التغيير) وناقش المستشار مع البرهان وحميدتي بجانب موضوع افريقيا الوسطى قضايا الحدود والارهاب.

معارك فاغنر وسيليكا:
وأودت معارك طاحنة وقعت يومي (الجمعة والسبت) الماضيين بين مقاتلين سودانيين إلى جانب مقاتلي حركة سيليكا من جهة؛ وعناصر شركة فاغنر الروسية من جهة اخرى بحياة العشرات بينهم 7 عنصر من شركة فاغنر الروسية في المناطق الحدودية بين السودان وجمهورية افريقيا الوسطى، وقالت مصادر أهلية وشهود عيان ان قوات من حركة السيليكا المتمردة على نظام جمهورية أفريقيا الوسطى مدعومة بمقاتلين سودانيين اشتبكت مع مقاتلين من شركة فاغنر الروسية في منطقة (انداها) الحدودية حين نصب مقاتلو السيليكا وحلفاؤهم السودانيين كميناً للقوات الروسية على الطريق بين بلدة (سن كيلو) ومدينة (اندها) التي يوجد فيها مناجم للذهب، وبحسب المتابعات فإن القتال خلف عشرات القتلى والجرحى بينهم سودانيين وسبعة من عناصر (فاغنر) الروسية اضافة الى قتل اعداد أخرى من قوات الحكومة في أفريقيا الوسطى التي كانت ترافق القوات الروسية دون احصاء دقيق، بجانب تدمير 3 دبابات، واستيلاء قوات السيليكا على كميات من الاسلحة والمركبات العسكرية.
ومنذ نوفمبر الماضي بدأت حركة تجميع واسعة لمقاتلين سودانيين في المناطق الحدودية بين السودان وافريقيا الوسطى، ولم تتبنى أية جهة وقتها مسئوليتها عن هذه القوات، لكن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو كشف مطلع يناير الجاري بتواجد قوات على الحدود بين البلدين يجري اعدادها بهدف تغيير نظام الحكم بالقوة في الجارة أفريقيا الوسطى، وفي محاولة لقطع الطريق على مخطط تغيير النظام في أفريقيا الوسطى أغلق قائد الدعم السريع الحدود بين الدولتين بنشر قواته بعدد من المناطق بين محافظتي ام دخن وام دافوق الحدوديتين.

واشنطن على الخط :
وكانت المنطقة الحدودية الممتدة بين السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد محور مناورات مكثفة في الأسابيع الأخيرة للسيطرة على مناجم الذهب في (فاكاجا) وتوسيع مجموعة فاغنر نشاطها في المنطقة بغرض السيطرة عليها، وتشير المتابعات إلى أن رئيس المخابرات العسكرية السودانية محمد علي أحمد صبير التقى في سفرته الاخيرة بواشنطن كل من وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، ويبدو واضحاً أن الأولوية الملحة لأمريكا هي استعادة الاستقرار في أقرب وقت ممكن بالسودان حتى لو كان ذلك عبر إضفاء الشرعية على سلطة البرهان، وذلك لمواجهة نفوذ موسكو الإقليمي المتنامي.

تغيير ميزان القوة:
وفي الضفة المغايرة نجد المنافس الشرس للبرهان في المجلس العسكري، الجنرال محمد حمدان دقلو له علاقات وثيقة مع مجموعة (فاغنر) شبه العسكرية الروسية، ويمتد مجال سيطرته الآن إلى جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة، حيث تعمل (فاغنر) أيضاً بدعم من قوات الدعم السريع بحسب معطيات الواقع، فيما كانت علاقة حميدتي وفاغنر في قلب زيارة الجنرال (صبير) لواشنطن ويبدو واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على قلب ميزان القوى لصالح البرهان.

السيطرة على مناجم الذهب:
وكان حميدتي أغلق الحدود السودانية مع جمهورية إفريقيا الوسطى، بحجة منع الاشتباكات بين القوات الموالية لجمهورية إفريقيا الوسطى والجماعات المتمردة من الامتداد إلى السودان، ولكن في الواقع قالت مصادر مطلعة إنه تم التوصل إلى اتفاق غير رسمي مع (بانغي) للسماح لقوات الدعم السريع بالتدخل في المحافظات الشمالية الثلاث لجمهورية إفريقيا الوسطى وهي (فاكاغا وهوت كوتو وبامينجوي بانجوران) فيما قالت ذات المصادر أن الدعم السريع قام بنشر قوات يصل عددهم إلى 500 عبروا ما لا يقل عن 30 كيلومترًا داخل جمهورية إفريقيا الوسطى لدعم فاغنر وجيش جمهورية إفريقيا الوسطى، ويمكن أن تضمن العملية وصول قوات الدعم السريع إلى العديد من مناجم الذهب، وبالنسبة لحلفائهم في فاغنر، فإن جذب شمال جمهورية إفريقيا الوسطى، الذي يستخدم كقاعدة خلفية للجماعات المتمردة العربية التشادية، هو جغرافي سياسي بقدر ما هو مالي.

المصالح وتخوف الأطراف:
ويتخوف حميدتي من النشاط المتزايد لكل من الشيخ موسى هلال واللواء شكرت الله في تلك المناطق، ويعتبر شمال شرق جمهورية إفريقيا الوسطى بؤرة للنزاعات حول السيطرة على مناجم الذهب وطرق هجرة الماشية والتهريب، فيما تخشى العديد من السفارات الغربية أن تكون المنطقة بمثابة نقطة انطلاق لزعزعة استقرار الانتقال السياسي في تشاد التي يخشى زعيمها محمد إدريس ديبي من تنامي نفوذ محمد حمدان دقلو الرجل الثاني في السودان، فيما ذكرت عدة مصادر وجود مجموعة متمردة تشادية متمركزة على بعد كيلومترات قليلة خارج (أم دخن) في دارفور بموافقة قوات الدعم السريع.
الجريدة

 

آراء