أسماء الحسيني: وتقمص دور الخبيرة بشئون السودان!!

 


 

 


•    في عدد الأهرام الصادر  يوم الثلاثاء الرابع من آذار مارس 2014  كتبت  الاستاذة أسماء الحسيني - التي تزعم بأنها خبيرة بالشأن السوداني – في صفحته التاسعة- تحقيقات وتقارير خارجية-  تحت عنوان ( البشير – الترابي.. عودة بلا أفق) ، ويحفل ما كتبته بالكثير  من المتناقضات ، والتناقضات وسأسوق ذلك نقلاً مما جاد بيراع الخبيرة .
•    أولاً شككت الكاتبة في أن المفاصلة هي مجرد تمثيلية،  وقالت في ذلك:[ في الواقع   تطرح مثل هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول مصداقية الانشقاق بين الطرفين، والذي ظل شك محل شك وريبة لدى الكثير من السودانيين بعد أن خدعهما الطرفان في بداية الانقلاب، حيث لأول مرة في تاريخ الانقلابات في العالم يضعون زعيمه في السجن للتمويه حول كونه انقلاب اسلاميين] .. انتهى
•    ثم صدّرت الخبيرة بالشأن السوداني تحليلها  بما يتناقض تناقضاً  تاماً  مع ما ساقاه من شكوك  عن صحة وقوع مفاصلة أصلاً  فجاء قولها ما ينسف شكوكها[ أعلن حزب المؤتمر  الوطني عن لقاء رسمي وشيك هو الأول منذ 15 عاماً بين الرئيس السوداني عمر البشير وبين الدكتور حسن الترابي عراب الحركة الاسلامية السودانية التي قامت بالانقلاب على الحكم الديمقراطي في السودان عام 1989 وشريك البشير فى السلطة خلال العشر سنوات الأولى من حكمه قبل أن تقع بينهما ما أسمياه "المفاصلة" أو الانشقاق ويتحولا إلى عدوين لدودين يناصب بعضهما البعض العداء، الذى اخذ منحى خطيرا بمطالبة الترابي البشير بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب فى دارفور، وهو ما لم يفعله قادة المعارضة الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، كما وصل العداء ذروته من قبل البشير باعتقال الترابي أكثر من مرة. ] .. إنتهى ، قررت الخبيرة أسماء الحسيني في هذا المقتطف أن  الشاق وصل مداه لحد العداء ، فهل يستقيم  اقرارها هذا مع تشكيكها في حدوث المفاصلة أصلاً ؟! .. مالكم كيف تعقلون؟!!
•    بالطبع حين تذكر الخبيرة أن [ الشيخ الدكتور حسن الترابي طالب البشير  بتسليم نفسه للجنائية وهو ما لم يفعله الصادق ومحمد عثمان الميرغني ] فإنها أغفلت كخبيرة  نابهة دو ر المخلوع مبارك وتواطئه  في دعم المعارضة السودانية التي كان من ضمن تشكيلاتها الحركة الشعبية التي قادت انفصال الجنوب ، إن اتيانها على ذكر الصادق المهدي مرجعه إلى مدى (الحفاوة!!) التي يستقبلها بها الامام الحبيب!!، أما ورود إسم مولانا السيد محمد عثمان فهو من باب  التعمية ، فمولانا مواقفه الوطنية مشهود بها وجسدها الشريف زين العابدين – رحمه الله – والذي علّم الأجيال كيف تكون المعارضة وصون كرامة الوطن  عندما استقر به المقام في دمشق ، غادر مغاضباً وعاد  أكثر عمقاً للوطن ، فلا مولانا ولا الشريف تفاخرا بأنهما من أوعز للأمريكان بضرب مصنع الشفاء!!
•    من المضحكات المبكيات  هذا النص الذي لا ينطوِ  إلا على مكايدة مكشوفة :[ وتبدو المبررات التى تساق فى تبرير تلك المصالحة بعد عقد ونصف من إعلان العداء بين الطرفين واهية، فليست الأوضاع الخطيرة فى السودان هى التى تجمع الطرفين، ولم تكن هناك خطورة أشد من تمزيق وحدة البلد وانفصال الجنوب واشتعال النار فى قلب الخرطوم وإنحاء السودان فى انتفاضة سبتمبر الماضي، وما جلبته كل هذه الأوضاع من تدخلات دولية وانهيارا اقتصاديا وقلاقل اجتماعية.] .. هل تسمين ما وقع في سبتمبر " انتفاضة" ؟! ، إذن عليك تسمية ما وقع ويقع في جميع بلدان ما يسمى بالربيع العربي التي تطالب برفع الأجور وتوفير الخبز والغاز والوقود " ثورات " إن كان وصفك لأ حداث سبتمبر 2013 بالانتفاضة وهي تقطع الطرقات وتعطل الانتاج وتروع الآمنين وتطلب من الحكومات المستحيل وكأنها تملك عصا سيدنا موسى، ومن منطلق تحليل هذه الخبيرة - بالشأن السوداني- فبالضرورة  علينا أن نسبغ ونطلق على " الفوضى الخلاقة" التي حولت الربيع إلى خريف وخلقت معاناة وفوضى أمنية، انتفاضات أم ثورات؟! أم مطالبات بالعدالة الاجتماعية؟! .. ما لكم كيف تحكمون!!
وأسأل الله أن يحفظ شعبنا صانع الثورات والانتفاضات في أكتوبر 1964 وأبريل 1985 من القرن الماضي الذي علّم الآخرين  الذين استوعبوا الدرس بعد أكثر من نصف قرن!!.. بس خلاص وسلامتك يا وطني!!

zorayyab@gmail.com

 

آراء