أسود الأطلس ترسم خارطة الوحدة العربية !

 


 

 

إن فوكس
najeebwm@hotmail.com
منتخب المغرب أكد حضوره إلى نهائيات مونديال قطر2022م ليس للمشاركة فقط وإنما المنافسة على اللقب العالمي كإنجاز يدون في سجلات التاريخ ويطمح للمزيد من الإنجازات لتكون مصدر إلهام للأجيال المقبلة.
ظهور منتخب المغرب بهذا المستوى المبهر جعله أيقونة المونديال والعرب والأفارقة وأنه من الممكن بلوغ قبل نهائي أو حتى النهائي لِمَ لا؟.. الأسود قدموا أداء مبهر وتصدروا المجموعة السادسة القوية على حساب كرواتيا وبلجيكا وكندا وأطاحوا إسبانيا بطلة كأس العالم 2010 العالم بركلات الترجيح قبل أن يصرعوا منتخب البرتقال بطل الأمم الأوربية 2016 بهدف فوق السحاب ويقضي على آمال البرتغال ورونالدو الذي يعتبر واحداً من أفضل اللاعبين في العالم.
العروض الرائعة والراقية والمذهلة التي قدمها أسود الأطلس فاقت الوصف من جمالها بالمستوى الفني المتصاعد إضافة إلى الروح القتالية المشبعة بالوطنية جعلوا كل الوطن العربي جسم واحد من خلال الاحتفالات في شتى بقاع الوطن العربي لم تجدها في دول العالم حتى فلسطين التي تعاني من نير الإحتلال أحتفلت بإنتصارات المغرب الذي يعد إنتصار وفخر لكل العرب والمسلمين وللدول الإفريقية غير العربية.
المونديال الذي أقيم دوحة العرب فاق في التنظيم والجمال كل المونديالات من حيث الإمكانات والتنظيم والبرامج المصاحبة وقرب الاستادات الثمانية من وسط العاصمة الدوحة جعل المشجعين بكل يسر حضور أربعة مباريات في يوم واحد وهذا لم يحدث في أي كاس عالم.
اللحظات الجميلة والفرحة التي عاشها العرب والمسلمون لحظات تاريخية لا تنسى وبصمة ذهبية لن تصدأ وستؤدي إلى توحيد كلمة العرب والمسلمين ستترجم يوماً ما لواقع ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تعيق هذا الترابط والتلاحم وتجمعنا لغة ودين وتاريخ وثقافة فالمستوى الرفيع الذي قدمه منتخب المغرب في مونديال قطر قرب القلوب العربية وما شاهدناه من احتفالات في كل الدول العربية وحتى الإفريقية يؤكد على أن كرة القدم تجمع ولا تفرق وتحارب العنصرية والتعصب كما قال الزعيم الإفريقي رمز الحرية والنضال الراحل نيلسون مانديلا أن الرياضة لها سلطة تغيير العالم وأداة للتغيير وسلطة لتوحيد الناس وتخلق الأمل في مكان لا يوجد فيه إلا اليأس وإنها أقوى من الحكومات في إسقاط الحواجز العنصرية سنتحدث عن الطريقة التي لعب بها مدرب الفريق الشاب وليد الركراكي الذي يعد واحد من نجوم المونديال.
في عالم كرة القدم والحوار الفني بين مختلف المدارس الكروية مفتوح ومستمر ومتطور والكل يحاول أن يتميز بعلامة أو ينفرد بأسلوب خاص أو طابع خاص يتفوق من خلاله عن الأخرين ومع مختلف النجاحات التي تحققت لجميع هذه المدارس والأفضل بين متعة الأداء والجدية وصلابة الدفاع .
الطريقة التي لعب المدرب المغربي وليد الركراكي 3-3-4 تلعب بها معظم منتخبات وفرق أميركا اللاتينية .. تشكيلة السود الأسود في الثلث الدفاعي أشرف حكيمي ويحي عطية الله وجواد الياميق وغانم سايس وخلفهم حارس المرمى المتألق دائماًالحارس الأخطبوط يسن بونو الذي يجيد قراءة الملعب وتحركات المهاجمين جيداً وبارع في إصطياد الكرات العرضية وفي الثلث الأوسط سليم أملاح وسفيان لمرابط وعزالدين أوناحي وحكيم زياش إثنين يشكلون مثلثات دفاعية مقلوبة بين قلبي الدفاع والظهيرين ومهمتهم تغليف الثلث الدفاعي وتظليم منطقة المناورة واللاعب الثالث يتواجد في دائرة منتصف الملعب ومهمته الضغط في هذه المنطقة والتسلم من المحاور الدفاعية المتواجدين على طرفي الملعب ويشكل سنة مثلث هجومية ويقوم بعدة مهام المساندة الدفاعية عند إستحواذ الخصم بالمساندة والمشاركة في الطلعات الهجومية في الثلث الهجومي المتواجد فيه سفيان بوفال وحكيم زياش على مناطق التقاطعات والمهاجم الصريح يوسف النصيري المتواجد في رأس القوس وبين منطقة العمليات حيث أستطاع النصيري أن يقفز إلى ارتفاع 2.78 ويستقبل تمريرة الظهير الأيسر يحي عطية الله ويسجل هدف الفوز التاريخي للأسود ومحطماً رقم البرتغالي رونالدو ولاعب ماتشيستر بونايتد الاسكتلندي دينس لو وأنتهت الحكاية الأسود إلى الدور قبل النهائي والبرتغاليين غادروا بالتونسية.
أسود الأطلس ..الملعب له حسابات خاصة لا تعترف بالتاريخ والانجازات وكثرة النجوم السوبر أو المكان وكثافة الجمهور وإنما حسابات تخضع لعوامل وظروف وتطاوع من يبذل المجهود ويلعب بروح قتالية مشبعة بالوطنية ويعطي بسخاء ولا يعرف الرهبة ولا الخوف ويطلق لخياله وطموحه حدوداً مفتوحة لا ترى ولا ترضى بغير الفوز ولا شيء غيره.
شكرا قطر على التنظيم المبهر بأدق تفاصيله وأدواته وتقديم لوحة تاريخية أمام العالم بهذا التنظيم الخرافي الذي لن يتكرر.
شكراً نجوم منتخب المغرب (اسود الأطلس ) لقد رستم خارطة الطريق للوحدة العربية وإن شاء الله التتويج بكاس العالم .
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

 

آراء