أصحاب المشروعات العظيمة

 


 

عبد الله علقم
24 September, 2018

 


(كلام عابر)

هذه السطور منقولة عن فيديو أعجبني حقا شاهدته مؤخرا للشاعر العظيم أزهري محمد علي، وليس لي من فضل إلا التلخيص والنقل، وقد يكون البعض قد شاهدوا الفيديو أو استمعوا للمحاضرة من قبل.
يقول أزهري عن أصحاب المشروعات العظيمة محمد سالم حميد وعمر الطيب الدوش ومحجوب شريف،ومصطفى سيد أحمد والقدال وهاشم صديق، رحمة الله ورضوانه على من رحل منهم،ومتع الأحياء منهم بالصحة والعافية وأمد في عمرهم، يقول أنهم أحدثوا نقلة عظيمة في مجتمعاتهم ،وكان همهمهم الأكبر هو إعلاء قيم الحرية والسلام والتصالح الاجتماعي في مجتمعاتهم.
كانت شعرية الدوش لا تنعزل عن وجوده وسلوكه الشخصي. كان في غاية المحبة والتواضع. طلبوا إليه عندما كانوا في بيته أن يقرأ عليهم بعض أشعاره، وهو في العادة لا يحفظها.. بحث في أوراقه وعثر بعد جهد على النص المطلوب، فانتقلت العناقريب كلها بالجالسين عليه لتكون تحت اللمبة الوحيدة حيث يجلس الدوش. قرأ عليهم وأمتعهم.لما ارادوا أن يذهبوا عز عليهم مغادرتهم منزله بدون عشاء. أصر عليهم أن يبقوا في بيته حتى يتناولوا وجبة العشاء. ذهب للدكان القريب وأحضر منه فولا وخبزا. بعد العشاء وهو يودعونه قال لهم ألا ينسوا أن يعرجوا على صاحب الدكان ليدفعوا له ثمن ما استدانه منه من فول وخبز.
كان الدوش شديد التواضع حتى في مظهره العام. لما ذهب لمقابلة المسؤولين في الملكية الفكرية في سياق قضية قصيدة الساقية، لم يصدق المسؤول أن الذي أمامه هو عمر الطيب الدوش الذي ملأت كلماته الدني فاحتاج الدوش لشهادة القدال ومحمد التاج مصطفى لإثبات أنه فعلا عمر الطيب الدوش.
شارك محجوب شريف في احتفائية اقامتها اللجنة الثقافية في نادي الهلال لتكريم الفنان محمد وردي وهو في أمريكا، فاتصل الشاعر أزهري محمد علي بصفته المسؤول الثقافي في نادي الهلال،اتصل بمحجوب شريف ليبلغه قرار اللجنة بمنحه شهادة تقديرية ومبلغا من المال رغم أنه كان يعلم صعوبة المهمة. قبل محجوب شريف الشهادة التقديرية شاكرا ولكنه رفض قبول المال. اقترح عليه أزهري أن يقبل المبلغ المالي ويحوله لأسرة أو أسر محتاجة لا سيما وأن اليوم كان وقفة العيد.قال محجوب شريف إن أزهري لن يجد في أم درمان من هو أشد حاجة من محجوب شريف لذلك المبلغ في تلك اللحظة ولكنه يرفضه لأنه لا يحق لمحجوب شريف أو أزهري أو لجنة الهلال الثقافية التصرف في أموال نادي الهلال بتلك الطريقة وليس لديهم تفويضا بذلك. الخلاصة أن محجوب شريف قبل الشهادة التكريمية ورفض القروش.
وكان أزهري يسير في ليل بارد مع الفنان مصطفى سيد أحمد ،وسط مراح من الغنم، فسمعا صوت (غنماية) تئن، فذهب إليها صطفى واكتشف بخبرته وفطرته أنها في حالة ولادة وجنينها ميت،فقام مصطفى على الفور بمهمة واهتمام شديدين بمساعدتها في الولادة والتخلص من الجنين الميت ثم حملاها لمنزل قريب حيث طلب مصطفى إلى ساكنته أن توفر للغنماية غذاء يحفظ حياتها. ثم انصرفا بعد ذلك، مصطفى والشاعر، لحالهما.
اتصل أحد الاصدقاء بهاتف حميد الجوال فردت عليه فتاة صغيرة بدلا من حميد. فسألها عن صاحب الهاتف فقالت أنها لا تعرف اسمه ولكنه أهداها الهاتف لما طلبت هي ذلك. لما سأل الصديق حميد فيما بعد لماذا لم يحتفظ بالشريحة بعد أن أهدى هاتفه للطفلة، رد حميد "من متين الفرحة تجي بالتجزئة؟".. هي طلبت الجوال فيجب أن يعطيه لها جاهزا للتشغيل بشريحته حتى تكتمل فرحتها.
واختتم أزهري محاضرته القيمة قائلا أنه لا يوجد قبح وزمن قبيح ولكن هناك سياق تاريخي ينتج ثقافة معينة هي ثقافة زمانها.
وأضيف أنا إن أزهري محمد علي أيضا صاحب مشروع عظيم..أو في الحقيقة أزهري محمد علي نفسه مشروع عظيم مكتمل الأركان والمواصفات.
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com

 

 

آراء