أمريكا تتربص بحميدتي الإرهابي، وببساطة تدعم الإرهابي البرهان!

 


 

 

* تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية نبأ " .... الأمر التنفيذي رقم 13400 الصادر في 26 أبريل 2006 (حظر ممتلكات الأشخاص المرتبطين بالنزاع في منطقة دارفور بالسودان) ، الذي وجد أن الوضع في السودان ، بما في ذلك استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر 2021 واندلاع القتال بين الخدمات في أبريل عام 2023 ، يشكل تهديدًا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.."
* وجملة "..... بما في ذلك استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر 2021.... "، جملةٌ تجرِّم كلاً من البرهان وحميدتي، غير أن سياق الأمر التفيذي، علاوة على دعوة الخارجية الأمريكية لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، تجرِّم حميدتي فقط، أما البرهان، فسوف يظل آمناً آلى حين إكمال عملية التطبيع مع إسرائيل، والتي بدأها قبل أعوام بإتفاقه مع نتنياهو..
* وتجريم حميدتي وحده ليس بالأمر المستغرب، إذ ظل
الإعلام الأمريكي يسلِّط الأضواء على تواجد مرتزقة فاغنر الروسية في السودان، وعلى ارتباطاتها العسكرية والاقتصادية مع ميليشيا الجنجويد التي (يمتلكها) حميدتي.. كما ظل ذلك الإعلام يتحدث عن توغل روسيا المتنامي في القارة أفريقيا، عبر فاغنر، بيننا فاغنر تفعل الأفاعيل في الحرب الجارية بين روسيا، بالأصالة عن نفسها، وأوكرانيا، بالوكالة عن أمريكا..

* كان لا بد من أن يكون السودان ميداناً من ميادين الحرب الروسية الأمريكية.. ولتقليص دور روسيا في القارة الأفريقية، كان لزاماً دعم البرهان لضرب عصفورين بحجر:- طرد فاغنر من السودان، وتدعيم عملية التطبيع مع إسرائيل؛ أي، لا علاقة مباشرة للأمر
التنفيذي بالديمقراطية في السودان ولا بمدنية الدولة السودانية، كما قد يتراءى للبعض.. لأن أمر السودان المدني الديمقراطي ليس من أولويات إدارة بايدن..
* لقد تأخر الأمر التنفيذي كثيراً، واستشهد ﻤئات الآلاف من السودانيين جراء تلكؤ بايدن في إصداره بالشكل الذي طالب به الكونغرس، بما يمنع الإمارات ومصر ودول خليجية أخرى من التدخل في الشأن السوداني.. لكن بايدن أصدره، مؤخراً، بصورة ضعيفة تركت الحبل على الغارب، والجمل منطلق بلا لجام، وعلى ظهره المتآمرون الإقليميون وعملاؤهم السودانيون..
* أشِرتُ، قبل فترة، إلى تلكؤ بايدن في إصدار القرار التنفيذي الذي يدين إنقلاب البرهان وحميدتي في أكتوبر ٢٠٢1، وألمحتُ إلى أن ذلك التلكؤ ناتج من علاقة بايدن بالصهيونية العالمية، وذلك في المقال التالي:-
"" الرئيس بايدن ، زوجُ إبنتِه يهوديٌّ وزوجُ نائبتِه يهوديُّ ووزيرُ خارجيتِه يهوديٌى ، فماذا تتوقعون منه؟
* أيها الساة الكرام ، ماذا تتوقعون من جو بايدن ، أضعف رئيس أمريكي في التاريخ المعاصر؟ .
* طالبت 100 منظمة حقوقية، ومعها علماء وناشطون بارزون، طالبوا الرئيسَ الأمريكي، بايدن، بفرض عقوبات على قادة انقلاب 25 أكتوبر في السودان، بسبب ما أحدثه الإنقلابيون من زعزعة للإستقرار.. وركّز المطالبون على معاقبة البرهان وحميدتي، على الأقل ، لجرائم موثقة جيداً ارتكباها ضد الإنسانية ولجرائم الإبادة الجماعية منذ عهد البشير ، ويرتكبانها الآن..
* وفي ديسمبر 2021م ، أقرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي بإجماع أعضائها (ديمقراطيين وجمهوريين) ، فرض عقوبات على المسؤولين عن زعزعة الاستقرار في السودان ، وعنوان القرار هو “قانون ديمقراطية السودان”، وفيه عقوبات ملزمة التنفيذ على المسؤولين عن زعزعة عملية الانتقال إلى المدنية وهم قادة الانقلاب وشركاةهم ومساعدوهم ، والدول التي تتعامل معهم..
* لكن إدارة الرئيس جو بايدن، لم تكترث لتلك المطالبات ولم تضع كبير اعتبار لقرار الكونغرس ؛ فهي تقدم مصلحة إسرائيل على مصلحة ما تدعيه عن العمل على تحقيق الديمقراطية في كل العالم..
* لكن متى تضاربت مصالح إسرائيل مع أي ملامح للديمقراطية في بلد ما ، وقفت إلى جانب مصلحة إسرائيل ضد حدوث أي ديمقراطية حقيقية ، كما هو حالها بالنسبة للديمقراطية في السودان الذي تطمح إسرائيل للتطبيع مع قادته العسكريين..
* أما في الحالة الأوكرانية ، ذات الرئيس الصهيوني ، زيلينسكي ، فيقف بايدن مع ديمقراطيتها وينفق في الدفاع عن تلك الديمقراطية الأوكرانية المزعومة بالمال والعتاد الحربي بما يناطح الترليون دولار..
* لم أتعجب من تصريح الرئيس بايدن ، في أبريل 2022م ، بأنه مستعد للقتال في كييف .. وسرتني ، أيما سرور ، سخرية مقدم برنامج قناة “فوكس نيوز”، تاكر كارلسون ، ووصفه التصريح بأنه تصريح يبدو سخيفاً ، بل وحذر تاكر بايدن من تداعيات تأجيج الصراع في أوكرانيا على أمريكا.. ثم تهكم قائلاً له:- “لا ، يا سيدي الرئيس ، لن تذهب إلى اوكرانيا ، لأنك ستكون في الثمانين مع حلول فصل الخريف”! .
* وفي تقديري أن الرئيس بايدن هو الذي جرَّ أوكرانيا لتتحدى روسيا ، بعد أن أوعز إلى الرئيس الأوكراني الصهيونيو، زيلينسكي ، بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ، وأكد له وقوف أمريكا إلى جانبه إذا أقدمت روسيا على ارتكاب ما يهدد سلام أوكرانيا..
* ولا يخفي بايدن تفانيه في حب إسرائيل واليهود .. وقد تباهى بعشقه الشديد لليهودية أمام جمع غفير في ولاية أوهايو، عام 2016م ، قائلاً أن حلمه قد تحقق بزواج ابنته بطبيب جراح يهودي..” I’m the only Irish Catholic you know who had his dream met because his daughter married a Jewish surgeon”
* إن إدارة بايدن تريد ديمقراطية، بصورة ما ، في السودان ، ولا تريد أن تتسبب في أي إجراءات قاسية ضد البرهان تفضي إلى تعكير صفو عملية تطبيع العلاقة بين السودان وإسرائيل ، طالما البرهان هو راعي عملية التطبيع بإيعاز من الشيخ محمد بن زايد..
* كما وأن بايدن يرى أن أي إجراءات قاسية تطال البرهان سوف تجبره على الارتماء كلياً في أحضان روسيا ، كما ارتمى حميدتي كلياً في أحضانها وعكف يسرح ويمرح بصحبة مرتزقة فاغنر في مناجم الذهب والمواقع المبشرة بوجود اليورانيوم بكميات هائلة في حفرة النحاس..
* وفي الحقيقة، إن شئناها ، إن إدارة الرئيس الأمريكي الضعيف ، جو بايدن ، ماهي إلا إدارة مجموعة محيطة به من وزراء ومستشارين ذوي صلة قوية بالصهيونية العالمية ، عموماً ، وبإسرائيل ، تحديداً..
* بتاريخ 29 يناير2021م ، نشرت الكاتبة الصحافية اللبنانية غدي فرانسيس مقالاً بعنوان:- (بايدن الضعيف ومثلث الصقور : أوستن ، بلينكن وهاينز)
وأنقل منه بتصرف غير مخل:-
” لويد أوستن وزير الدفاع خطف الأضواء كأول أسود في موقعه … وهو مثل كثيرين ، يبدي حماسته لإسرائيل. وبرغم معرفة دوره الريادي في العديد من الغزوات الأميركية في العالم ، وحضور إسمه في شركات تصنيع الأسلحة والحديد … وفي سدّة القيادة المباشرة لإدارة بايدن :- أول امرأة وزيرة خزانة ، أول امرأة رئيسة الإستخبارات ، أول وزير من أصل كوبيّ ، وكلّهم من العائلات السياسية اليهودية العريقة … وزير الخارجية ونائبته ، وزير الداخلية ، وزيرة الخزانة ، وزير العدل ، رئيس موظفي البيت الأبيض ، رئيسة الإستخبارات الوطنية ، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا. كل هؤلاء من اليهود الداعمين قولاً وفعلاً للكيان الصهيوني النظرة الأولى تقودنا إلى إستنتاج سريع : اللوبي اليهودي اعتلى المسرح بشكل كامل…
إختار الرئيس جو بايدن كامالا هاريس نائبة له … وكامالا متزوجة من الإسرائيلي دوغ إيمهوف … أما وزير الخارجية أنتوني بلينكن كان معاون جو بايدن في العام 2003م وصانع حجّة بايدن أمام مجلس الشيوخ لطلب تقسيم العراق وهو واضع الخريطة التقسيمية التي تقترح تجزئة العراق الى ثلاثة اقاليم..”
إنتهى المقتطف من المقال
_________________
* ولا نزال نعاني من الحرب التي تسببت فيها أمريكا والغرب وعملاؤها في دول الخليج ومصر وعملاء العملاء في السودان..
* حفظ الله السودان من الدول المتربصة به، وحفظ الله السودان من أبنائه عملاء تلك الدول..

osmanabuasad@gmail.com
////////////////////////

 

آراء