أمريكا قد دنا عذابها !!

 


 

 

أطياف -
لم تكن الحكومة الإنقلابية قادرة على تحمل التصريحات الصحفية للسفير الامريكي لدى الخرطوم جون جودفري ، ليس لأن السفير تجاوز الخطوط الحمراء وخالف الأعراف الدبلوماسية ، ولكن لأن زيارة البرهان الي امريكا والعودة منها حسمت اللعبة السياسية للانقلابيين وعناصر النظام البائد الذين حاولوا ممارسة الخدعة السياسية على منصة الأمم المتحدة هذه الخدعة التي لم تجد آذان صاغية من المجتمع الدولي ناهيك ان يتقبلها او يرفضها، فالعودة من هناك ، جعلت الحكومة تعيد ترتيب العلاقة بينها وبين امريكا وبقية الدول الأخرى الداعمة للتحول الديمقراطي
فبعد عودتها حاسرة خاسرة لوحت مباشرة بمواصلة مابدأته من خطوات مع روسيا لتمارس الضغط على المجتمع الدولي ، وصرح البرهان انه لامانع من زيارة اسرائيل، وجددت الحكومة سريعا دماء العلاقات مع دولة الصين ، كل هذا حدث لترسل الحكومة إشارة واضحة لأمريكا ،أنها غير راضية من عدم قبول الانقلاب والإحتفاء بقائد الجيش وفتح الأبواب له لمقابلة الشخصيات المهمة هناك ، والبرود الذي شاب العلاقة بعد زيارة البرهان لأمريكا هزم كل مشاعر الفرح والنشوة التي ظهرت على وجهه وملامحه عندما استقبل السفير لأول مره ، ولكن لم تدم هذه المشاعر طويلا حتى كشفت امريكا عن حقيقتها هذه الحقيقة التي لم يستطع ان يصل الي اغوارها الذين تبرعوا بقراءة المشهد اثناء زيارة البرهان
لذلك ان إستدعاء وزارة الخارجية السودانية امس السفير الأمريكي جون جودفري، على خلفية تصريحاته الصحفية والتي تحدث السفير فيها عن خطورة قيام قاعدة بحرية روسية في ساحل البحر الاحمر والتعاون مع روسيا لأن روسيا دولة تقع تحت خط العقوبات الامريكية التي تفرضها عليها بسبب الحرب في اوكرانيا الشي الذي عدته الحكومة تدخلا في الشأن الداخلي السوداني
فالسلطة الانقلابية لاترى ماتقوم به بعض الدول العربية من ادوار سلبية ومواقف تعدت مايسمى بالتدخل السياسي ، والتي ربما تشارك في الحبكة والطبخة لتغيير المشهد السياسي، حسب مصالحها ومصالح شعوبها التي تعلو على مصلحة سودان تلك الدول التي يهرول لها قادة الانقلاب ، لتصرف لهم الروشتة السياسية جاهزة ليس ليتداوى الوطن من جراحاته ، ولكن لتزيد وتتضاعف علله من جديد فهي ترى صحتها وعافيتها في مرض السودان وعلله السياسية وازماته الاقتصادية ، ولن تسطيع خارجيتنا استدعاء واحد من سفراء هذه الدول ، لانهم ليس بحاجه للتدخل لطالما ان رؤساء بلدانهم جزء لايتجزأ من صناعة القرار في السودان
فالقادم المتوقع بعد استدعاء السفير الامريكي ، هو تنظيم حملات إسفيرية واعلامية ضده في مقبل الايام وسيخرج بعدها عناصر النظام المخلوع بفتوى سياسية لطرد السفير الامريكي وسيهدد ترك باغلاق الشرق وتقرير المصير ان لم يطرد السفير الامريكي فترك الذي يريد إيلا رئيسا للوزراء سيضيف غدا مطلب طرد السفير ، وسيتم الاعداد جيدا لمسيرات زحف اخضر نحو السفارة الامريكية ، فذات الحملات التي تم بها استهداف فولكر سيتم بها استهداف السفير الامريكي
فالحكومة ( الانقلابية الكيزانية ) سيهتف انصارها في الايام القادمة بامريكا ( قد دنا عذابها ) بعد ان يتم حذف اسم روسيا لاغراض شخصية ومصالح سياسية لحماية الدكتاتورية ولصوصها ، وسيدفع السودان مايجعله يخسر اكثر ان حاول ان يحارب المجتمع الدولي كله ليشتري به ثمنا قليلاً
مشهد قادم لن ينقصه إلا خروج البرهان ملوحاً بعصاه ليهدد الغرب وامريكا وسط تكبير وتهليل الفلول .
طيف أخير:
غدا نتحدث عن التوقيع على ميثاق سلطة الشعب وهل هناك حدث أهم من ذلك !!
الجريدة

 

آراء