أمريكا والسودان … بقلم: أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
28 December, 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدثت كثيرا عن خطر الوجود الأمريكي بين الشمال و الجنوب . لأن وجوده مدعاة للانفصال طالما لم نحسن اختيار من يمثل الجنوب في أمريكا . لماذا لم ترفض حكومة الوحدة الوطنية هذه الازدواجية في التمثيل أم أنها حقيقة بين المؤتمر و الحركة وشرائح الأحزاب الأخرى طلاء خارجي وزينة. كنا نتوقع هذا بعد الاستفتاء . ونوهت إلي ضرورة أعادة النظر في عدد القوات الدولية بالسودان وكانت أمريكا تصر علي الزيادة حتى يظل السودان ناقص السيادة بالمفهوم السياسي والقانوني الدولي . وهاجمت حكومة بوش الابن الخرطوم تحت مزاعم كاذبة لإثارة الخصومة وزعزعة الاستقرار بدارفور . إنها الإدارة الأسوأ في التاريخ الأمريكي . كنا نتوقع من خلفه أوباما القيام بإجراءات تغيير جذري ، لإعادة الثقة و استرجاع مكانتها في العالم وواظهار مصداقية سياسية وخلقية ، نزيهة ومحايدة ، موضوعية ومنفتحة علي حقوق الدول . وللأسف الشديد لم يكن لها أي مصداقية في كل أدوارها التي لعبتها كوسيط عن طريق المبعوثين ، الذين تولوا إدارة المباحثات مع مختلف الأطراف ذات الصلة من جيمس ريتشارد مبعوث أيزنهاور إلي دينس روس وجورج ميتشل وحتى أسكوت غراشن . كل هؤلاء كانوا يسيرون في خط واحد . وهاهو أوباما يجدد العقوبات ويرسل مبعوثه لحل الخلافات بين الشريكين علما بأن الذي يعاقب لا يمكن أن يسعي لصلح ، خاصة وأنه الآن يدفع المليارات من الدولارات لحكومة الجنوب رغم ضائقته المالية .ولم نسمع حتى الآن من الشريك الآخر في الحكم تعقيب . المطلوب الآن من الأحزاب الجنوبية رفض تصريحات هذا الممثل وتقترب أكثر فأكثر من الأحزاب ألأخرى في الشمال بل تلتصق بها التصاقا خاصة وانه أشار إلي الرجوع إلي مربع الحرب إذا لم يتم الانفصال عبر المشروع الأمريكي المتفق عليه معه كممثل. ولتفادي سماع هذا الصوت الذي ينعق هناك علينا التمسك براية الوحدة والمحافظة علي السلام الذى ننعم به الآن. مازلت أنادي وبشدة إلي المزيد من ألانفتاح مع الصين فقد انزعجت أمريكا تماما من هذا التوجه الذي ضغط علي ذراعها ، وسينكسر هذا الذراع أذا توحدت كلمتنا وتجاوزنا ما نحن فيه من خلاف وتركنا سياسة الاستجداء وعدم الالتفات لاجتهادات غراشن السطحية التي تأتي عبر الفتن عندها تطبق أمريكا مثلها الممجوج (Stew in your own juice) ( تحمل نتيجة أفعالك ). وقد وضح هذا الأسلوب بعد غياب التنسيق المرتجي بين الشريكين وأحزاب المعارضة.، الأمر الذي أدي إلي فتح الشهية الأمريكية ودخلت بدعوي الإصلاح السياسي وفي الحقيقة لهدم البناء السياسي . أو جاء غراشن لتقسيم السودان . إن شعار الوحدة يواجه ضغوطا هائلة تنذر بالإطاحة به ..علينا مراجعة العلاقات مع أمريكا دون خوف و التغلب غلي التناقضات السودانية – السودانية- وبناء الجدار الوطني بصد هذا الكاسر الذي لا يرحم ولا يعرف معني المحبة والسلام .السودان الآن بصدد لحظة تاريخية لجمع الشمل فالتمادي والعناد والاستغناء عن الرأي الآخر سيؤدي لا محالة إلي تنفيذ الرغبة المشئومة التي أحيكت في الظلام ولن نتجاوزها إلا بنور الإيمان الوحدوي الوطني الذي يستطع ويكشف الخبيث المحاك . لنقف جميعا تحت راية واحدة حتى نجتاز عنق الزجاجة الذي بات يهدد مستقبل السودان في الصميم.إننا أمة ما زالت تملك من المقومات ما يؤهلها لمواصلة دورها في صنع الوحدة . .فهل ننتصر لوطن الجدود بشموخ وعزة أم نستسلم لغريزة حب السلطة والحكم ويكون مصيرنا هو مصيرا لديناصورات وتصبح الخرطوم أمارة.
salah osman [prof.salah@yahoo.com]
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان- أمدرمان