أنتم خونة، بعتونا رخيص، فلا تلوموا الشباب إذا قالوها !!

 


 

 

* شاهَد أمير الشرق، عثمان دقنة، صديقَه (ود علي) برفقة الانجليز الذين أسروا الأمير، فعرف أن ود علي هو من كشف للإنجليز عن مكان اختبائه، فألقى عليه نظرة إحتقار شديدة وقال قولته الشهيرة:- "يا ود علي أنا اتقبضت؛ علَّك ما تكون بعتني رخيص!".! "

* كان ود علي عميلاً بالأمس، لا يقل عمالةً عنه عملاء وعميلات ابتُليَ بهم سودان اليوم، حيث يبيعون السودان (رخيص)، ثم يجلسون على كراسي القيادة السياسية، أو كراسي سلطة (الأمر الواقع)، يجعجعون عن التسوية والوفاق والتوافق والوطن والوطنية.. ومع أن كثيراً من غمار الناس يدركون أنها جعجعات تضرب الوطن في مقتل، إلا أنْ لا أحد يجرؤ على مجابهة المتاجرين بالوطن ليقول لهم:- "أنتم خونة..! "

* حتى وسائل الإعلام لا تجرؤ على قول الحقيقة إلا غمزاً أو لمزاً، إذ تشير بالغمز لما يتمخض عن لقاءات البرهان برؤساء أو مديري استخبارات الدول (الشقيقة).. وتسخر باللمز من علاقات حميدتي الخازجية المثيرة للرِيَب، ولا تَنِي تساير الكذبة الكبرى بإضفاء لقب (الفريق أول) على حميدتي وعلى قادة ميليشياته بألقاب عسكرية أخرة، بينما حميدتي يرتع مزهواً، يحرسه مرتزقة مدججون بالكلاشنكوف والآر بي جي، في نعيم ما نهبه من أموال الشعب السوداني، وما كسبه من أموالٍ وسلاح نظير عمالته للإمارات وروسيا وإسرائيل..

* ولا يعدم حميدتي ناظر قبيلة ينبري ليعلن على الملأ أن حميدتي خطٌّ أحمر..!

* وثمة عملاء آخرون محاطون بأتباع من نعاجٍ لا تدري أنها نعاجٌ تنبري للدفاع عنهم في المواقع الاسفيرية وفي كل ساحة حوار.. بينما كل امرئ من أولئك العملاء يحمل ملفَ عمالة تكشف عنها نشاطاته في الساحة السياسية، كما تكشف عنها لقاءاته مع الآليات ( الإقليمية/ الدولية)؛ وملفات العمالة تلك تكتظ بأجندة ليس للسودان أدنى مصلحة في مضمونها..

* ألا بئس ما يحدث في سودان اليوم! ألا بئس ما يحدث!

* إستمعتُ إلى إحدى الندوات، وكانت واحدة من دعاة (استعمار) السودان تتحدث في زعيق صارخ وتشنج مرَكَّب، وتزعم أن رمي البعض للبعض بالخيانة (تخوينٌ) يباعد بين قوى الثورة، ويقود إلى التشظي واستحالة الوصول إلى صيغة تجمع قوى الثورة..

* إنها تتناسى أن الخيانة هي الأصل في استحالة تلاقي قوى الثورة في كنف الوطنية الحقيقية، حيث لا يستوي الذين اعتصموا أمام القيادة العامة، حتى النهاية، مع الذين رفعوا خيامهم وغادروا المكان، قبل مجزرة الاعتصام.. ولا يستوي أولئك المعتصمون مع الذين هرولوا إلى أبوظبي، في الاسبوع الأول للثورة، لعرض خدماتهم لمحمد بن زايد، بدعوى إسداء الشكر له، وكان رد بن زايد على ذلك الشكر المزعوم شكرٌ قِوامُه ٦٠ سيارة دَفْع رباعي وسيارة صالون آخر موديل..

* ولا يستوي الذين اعتصموا أمام القيادة العامة مع الذين اعتصموا امام القصر الجمهوري، يحرضون على الانقلاب، ومنهم قيادات حركات مسلحة كانوا قد زوار أبوظبي عقب الثورة مباشرة، ثم طاروا إلى هناك لمباركة الإمارات على نجاحها في تحقيق اتفاقية المحاصصات في جوبا، وليشكروا محمد بن زايد على تمكنه من تضمين الاتفاقية بما هو أكثر من تطلعاتهم من مكاسب في السلطة والثروة..

* إن هؤلاء وأولئك يتلاعبون بالسودان، ثم يستهجنون أن يقال لهم:- "أنتم خونة!". ويصرون على أن ما يقال عنهم إن هو إلا (تخوين) يحتاج إلى دليل؛ وأنه سوء تفسير لما يقدمونه من خدمات لأجل الوطن الحبيب ( يا حبيب!).

* يا أيها الناس، إن السودان يعوز كثير من سياسييه وجنرالاته الكثير والكثير جداً من الرشد السياسي والأخلاقي..

* ويا أيها السياسيون والجنرالات، إنتو إيييييه؟! إنتو إيييييه، بس؟!

* ماذا يستطيع الشباب أن يقولوا لكم، والسودان يتضعضع بسببكم غير أن يقولوا: أنتم خونة، بعتونا رخيص؟!

oh464701@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء