إستقلال السودان: قراءة جديدة للشواهد التاريخية
بروفيسور عبد الرحيم محمد خبير
عميد كلية الدراسات العليا بجامعة بحري
مقدمة:
تحتفل بلادنا في غرة يناير من كل عام بذكرى إستقلال الدولة السودانية الحديثة والذي دشن برفع العلم الوطني على سارية القصر الجمهوري بالخرطوم في أول يناير 1956م. ورغم دأبنا الإحتفاء سنوياً بهذه الذكرى إلا أن قراءة فاحصة لتاريخ السودان تميط اللثام عن ظهور خمس دول وطنية منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر لعبت أدواراً مهمة في مسار الحضارة الإنسانية. وإذا كان هذا هو واقع الحال، فلا غرو إذن أن هذا الإستقلال الذي نتفيأ ظلاله اليوم يمثل الدورة الخامسة لإستقلال الدولة السودانية.
ويرى فقهاء القانون الدستوري أن الدولة تنشأ بتوافر ثلاثة عناصر هي الجماعة البشرية والإقليم المحدد والهيئة الحاكمة ذات السلطة على الجماعة. ولا ريب أن هذه العناصر الثلاثة اللازمة لظهورها، كمفهوم أبستمولوجي في أذهان النخب السلطوية (ظاهرة فكرية) وكبنية سياسية مؤسسية ومشروعية سلطة (ظاهرة آيدولوجية) قد عرفها السودان منذ آجال موغلة في القدم.
والسودان كتراكم ثقافي – تاريخي ظهر إلى حيز الوجود منذ أزمان بعيدة في التاريخ. وعُرِف السودان منذ القدم بالعديد من الأسماء. ولعل من أقدم هذه الأسماء الوصفية التي أطلقها الفراعنة المصريون على السودان (تاستي، Ta-Seti) وتعني "بلاد الأقواس". ومن الأسماء التي إختص بها قدماء المصريين سكان السودان الشمالي "النحسيو – Nehasyu " ومفردها "نحسي" وتعني "الأسمر". وأطلق الفراعنة على المنطقة الممتدة من أسوان وحتى الشلال الثاني جنوب وادي حلفا إسم "واوات". أما المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الشلال الثاني وتمتد جنوباً فسميت "كوش" ثم أصبح إسم كوش يطلق على المنطقتين معاً. وكان السودان معروفاً للإغريق والرومان منذ بداية ظهورهم على مسرح التاريخ. ومنذ العصر الملحمي استخدم الإغريق مصطلح "إثيوبيا –Ethiopia " ويعني "أرض الأقوام ذوي الوجوه المحروقة" ليس لوصف المنطقة جنوب مصر مباشرة بل معظم أفريقيا. وفي فترة لاحقة إستخدم الإغريق لفظ "إثيوبيا" في إشارة للسودان القديم واصفين حدوده الجغرافية وعلاقته بفارس التي إحتلت مصر عام 525 ق.م. وأطلق المؤرخون العرب في القرون الوسطى كلمة "السودان" المشتقة من تعبير "بلاد السودان" على كافة الأقاليم الممتدة جنوب الصحراء الكبرى من البحر الأحمر والمحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي. ومنذ القرن السادس عشر أصبح إسم "الفونج" هو الأكثر تداولاً. بيد أن إسم "نوبيا" إستمر حتى مطلع القرن التاسع عشر عندما أصبح اسم "السودان" هو الأكثر شيوعاً.
1- الدولة السودانية الأولى (كوش):
ترجع الإرهاصات الأولى لنشوء الدولة السودانية إلى مجتمعات الإستقرار في عصر ما قبل التاريخ. ففي العصر الحجري الحديث (4500- 3000 ق.م) في السودان ظهر النشاط الرعوي المكثف في أواخر هذه الفترة والذي إستوجب بزوغ نظام سياسي – إجتماعي يعمل على تنظيم العلاقات بين المجموعات السكانية.ونلحظ أن المجموعات السكانية التي استوطنت هذه المناطق كانت تمثل أنموذجاً لمشيخات (Chiefdoms ) مقارنة بالمجموعات القبلية المتفرقة التي عاشت في حقبة العصر الحجري الوسيط.
وتعتبر كرمة التي تقع إلى الجنوب من الشلال الثالث أول شكل مؤسسي لفكرة الملكية والسلطة التي ظهرت في السودان القديم( مملكة كوش الأولى ). ولعل أبرز الأدلة على قيام هذا الكيان السياسي المستقل رحلات الإداري المصري حرقوف في عهد الأسرة الفرعونية الخامسة (2562-2422ق.م) الذي تلقى مساعدات من حاكم كرمة في منطقة الشلال الثالث تمثلت في إمداده باخشاب لبناء قوارب. وثمة دليل آخر على وجود دولة كرمة المستقلة لوحة كاموسي ثاني ملوك الأسرة الفرعونية السابعة عشر (1850 ق.م) التي أشار فيها إلى علاقات دبلوماسية مع النحسيين (الكوشيين) في كرمة جنوب الشلال الثالث. وإنتهت هذه الدولة في عهد الدولة المصرية الحديثة بواسطة الفرعون تحوتمس الثالث عام (1460ق.م).
وبعد نهاية عصر الرعامسة (1314 – 1085ق.م) دخلت مصر فترة من عدم الإستقرار السياسي تمكنت في نهايته كوش من إستعادة نفوذها السياسي في جنوب وادي النيل وبرزت كقوة إقليمية كبيرة في إفريقيا والشرق الأدنى القديملاسيما بعد أن ضمت مصر إلى نفوذها عام 751 ق.م في عهد الملك بيي (بعنخي). وتعد دولة كوش الثانية (مروي) وعاصمتها مروي القديمة (البجراوية) التي تقع شمال شندي على الضفة الشرقية للنيل وعلى بعد 200 كم شمال شرق الخرطوم صورة مصغرة لسودان اليوم بتباين أعراقه وثقافاته. وتنامى نفوذ هذه الدولة في بعض فترات التاريخ لتشمل وادي النيل طراً (751- 633 ق.م). وعندما غزا الآشوريون مصر (671ق.م) تقهقر السودانيون جنوباً حيث واصلوا حكمهم لدولتهم التي أدخلت في حوزتها مساحة شاسعة تبلغ حوالي ثلثي الأقاليم المكونة للسودان الحديث. غير أن الضعف السياسي والإقتصادي الذي إعتراها بعد فقدانها لمصر والثورات الإقليمية والعشائرية في مناطق متفرقة منها، ساعد كل ذلك عيزانا ملك دولة أكسوم الحبشية وضع النهاية الرسمية لها عام (350 م).
2- الدولة السودانية الثانية (مملكة النوبة المتحدة):
بعد قرنين من زوال دولة كوش (مروي) دخلت الديانة المسيحية السودان واستمرت مايقارب الألف عام. وشهدت الفترة ما بين (543-580م) دخول ممالك النوبة الثلاث نوباتيا والمغرة وعلوة في هذه الديانة. وتقع نوباتيا في أقصى الشمال وتمتد من أسوان إلى قرب الشلال الثالث وعاصمتها فرس. وتحتل المغرة المنطقة الممتدة من قرب الشلال الثالث إلى الأبواب (كبوشية الحالية). وإتحدت المملكتان في وقت غير معروف على وجه الدقة ربما في نهاية القرن السابع أو بداية القرن الثامن الميلادي – وحملت إسم "مملكة النوبة المتحدة" وحاضرتها دنقلا العجوز. أما المملكة المسيحية الثالثة فهي علوة وعاصمتها سوبا جنوب الخرطوم مباشرة فتشمل منطقة شاسعة تمتد من الأبواب (كبوشية) شمالاً إلى القطينة على النيل الأبيض جنوباً كما ضمت أجزاء من عطبرة والنيل الأزرق حتى الحدود الأثيوبية وبعض جهات كردفان ودارفور. ولم يكد القرن السادس الميلادي يشرف على الإنتهاء حتى أصبحت المسيحية ديناً رسمياً للنوبيين رغم وجود طوائف عديدة منهم ظلت محافظة على عقائدها الوثنية القديمة.
وكانت العلاقة بين الممالك النوبية المسيحية في الشمال وجيرانها من المسلمين في مصر سليمة وتتسم بالهدوء في الفترة ما بين (651-1323م) بعد أن تم توقيع اتفاقية البقط (651م). وكان السودان خلال هذا العهد يحكم على أساس إقليمي مع وجود السلطة المركزية على رأسها ملك في حين أن الأقاليم كانت تدار بواسطة حكام صغار يدينون له بالولاء والطاعة. وتغيرت الأحوال الداخلية في ممالك النوبة الشمالية وشابتها الإضطرابات والخلافات المتلاحقة لاسيما في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الميلادي مما أدى إلى ظهور شيع وثورات وانقلابات أفضت في نهاية المطاف إلى زوال هذه الممالك في شمال السودان.
3- الدولة السودانية الثالثة (الكونفدرالية الإسلامية):
أدى التحالف بين الفونج والعرب (العبدلاب) في أواسط السودان إلى سقوط مملكة علوة المسيحية وتكوين مملكة الفونج الإسلامية (السلطنة الزرقاء) عام (1504م).وإمتد نفوذ هذه الدولة من دنقلا شمالاً إلى فازوغلي جنوباً ومن البحر الأحمر (سواكن) شرقاً إلى النيل الأبيض غرباً. وكانت تمثل أقوى وحدة سياسية ظهرت في السودان القديم منذ عهد دولة كوش (مروي). وتجدر الإشارة إلى أن دولة الفونج كانت تمثل إتحاداً طوعياً كونفدرالياً للعديد من المشيخات أبرزها العبدلاب (أربجي)، الجعليين (شندي)، الميرفاب (بربر) ، الرباطاب (أبو حمد) المناصير (سلمات) الشايقية (مروي) ، فضلاً عن مشيخات أخرى أصغر حجماً في ضفر ودنقلا والخندق وأرقو. وإتحدت كل هذه الوحدات القبلية تحت نفوذ دولة الفونج بغية حماية القوافل وتجارة الترانزيت (المرور) وترقية التجارة الداخلية وتوفير الأمن ضد الغزوات الخارجية. ولم تكن دولة الفونج القوة السياسية الوحيدة في السودان في القرن السادس عشر والقرون التالية، فقد كانت هناك سلطنة المسبعات (1559- 1821م) في إقليم كردفان وسلطنة تقلي (1570-1827م) في جنوب غرب البلاد (جبال النوبة) وسلطنة الفور في أقصى الغرب (1640-1874م ، 1898-1916م). وإتسمت العلاقات بين هذه السلطنات بالصراع على مناطق السيادة والنفوذ على بعض الجهات (إقليم كردفان) ذات الأهمية الإستراتيجية.
ونتيجة للحفريات الآثارية التي أجريت مؤخراً في النوبة المصرية (قصر أبريم) ونشر ما يزيد عن مائتي مخطوطة مؤرخة باللغتين العربية والتركية عثر عليها في هذه الحفريات، فضلاً عن الأبحاث التي أجريت في سجلات كل من القاهرة واسطنبول، أمكن التعرف على خمس مراحل تغيرت فيها الحدود السودانية –المصرية في الفترة ما بين (1516-1821م). وفي الفترة ما بين (1786-1821م) عانت دولة الفونج من تفكك متسارع وإضطربات أمنية داخلية في أجزاء متفرقة من مناطق نفوذها إستغلها محمد علي باشا والي مصر عام 1821م ليضمها وبقية أجزاء السودان لدولته التي كان يأمل أن تشكل إمبراطورية مترامية الأطراف تشمل إلى جانب السودان الجزيرة العربية وفقد بذلك السودان إستقلاله السياسي.
4- الدولة السودانية الرابعة (المهدية):
بزغت الثورة المهدية في البلاد بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي عام 1881م. ورغم أن الهدف الأسمى للمهدية كان دينياً حيث سعت لإستعادة أمجاد الإسلام وتطبيق شريعته الغراء، إلا أن العامل القومي لم يكن غائباً عنها فعملت على تخليص السودان من مظالم الحكم التركي المتمثلة في سوء الإدارة والضرائب الباهظة وإضطهاد الأهالي. لذلك تعتبر المهدية أول حركة وطنية قام بها السودانيون في العصر الحديث ضد المستعمر لإستعادة إستقلال بلادهم رغم أن طابعها وروحها كانا تقليديين وإسلاميين أكثر مما كانا لدوافع دنيوية محضة. واستطاع الإمام المهدي تحرير السودان والإستيلاء على الخرطوم في (26 يناير 1885م) غير أنه لم يعش طويلاً فتوفى بعد ستة أشهر من ذلك التاريخ وتولى زمام الأمر من بعده خليفته عبد الله بن السيد محمد التعايشي.
وكان نظام الحكم المهدوي ثيوقراطياً، فرأس الدولة (الخليفة) يجمع في يديه السلطتين الزمنية والروحية. وقسمت البلاد على النظام الإسلامي إلى عدة عمالات يقوم على رأس كل منها عامل يهيمن على الجيش والإدارة ويمثل حلقة الإتصال بين الأهالي والخليفة. وكان السودان في هذا العهد يشمل في أقصى إتساعه المنطقة الممتدة من حلفا شمالاً إلى الرجاف في الجنوب ومن سواكن على البحر الأحمر إلى دارفور في أقصى الغرب وإن مالت أطرافه إلى التناقص وإنعدام الفعالية حيث لم توضع بها حاميات بشكل دائم.
وأدت الحروب العديدة التي خاضتها الدولة السودانية في هذه الفترة في كل من الحبشة (1887م) ومصر (1889م) وفي أقاليم البلاد الداخلية إخماداً للفتن والثورات – أدت إلى إنهيار إقتصادي بلغ ذروته في مجاعة (1306هـ) (1890م) الشهيرة. وفي ظل هذه الأوضاع المتردية تلقت الدولة المهدية عدة هزائم عسكرية بواسطة القوات الأنجلو-مصرية في طوكر (1890م) والإيطالية في أغوردات (1893م). وفي خاتمة المطاف فقد السودان إستقلاله بعد زوال دولته الرابعة عقب معركة كرري في (8سبتمبر1898م) حيث دخل في ما سمى بالحكم الثنائي (الإنجليزي – المصري).
5- الدولة السودانية الخامسة(الدولة السودانية الحديثة).
نشأت الدولة السودانية الحديثة عقب إستقلال البلاد في غرة يناير 1956م. وكان هذا الإستقلال نتاج تضحيات جسام للآباء والأجداد الذين جاهدوا بضراوة بعد أفول الدولة الوطنية الرابعة (المهدية). وقامت الثورات ضد المستعمر في كل أصقاع السودان لعل من أبرزها ثورة المهدوي عبد القادر ود حبوبة في الحلاوين (1908م) وثورة جمعية اللواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف ورفاقه عام 1924م وتبعتها حركة جمعية الإتحاد السوداني التي تكونت في أغسطس 1924م بعد أن تعرض أعضاء جمعية اللواء الأبيض للإضطهاد والنفي والإعتقال. وحمل لواء الجهاد من أجل الإستقلال بعد جلاء القوات المصرية عن السودان (1936م) خريجو كلية غردون التذكارية الذين تشبعوا بتعاليم حركة التحرر الوطني التي قادها ود حبوبة وعلي عبد اللطيف ورفاقهم، فكان مؤتمر الخريجين (1938م) بقيادة الزعيم إسماعيل الأزهري ورفاقه الذين وجدوا سنداً شعبياً وآخر روحياً من طائفتي الأنصار والختمية بقيادة السيدين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني.
ولإفشال خطة مؤتمر الخريجين الذي بدأ بمطالب ثقافية وإجتماعية ولكنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تنادي بحق تقرير المصير للسودان (1942م)،لجأت الإدارة البريطانية لإنشاء المجلس الإستشاري لشمال السودان (1943م) الذي كان يتكون من زعماء القبائل وعشرة من كبار موظفي الدولة.وإمعاناً في بذر الفتنة والشقاق بين أبناء الشمال والجنوب لم يكتف المستعمر بقانون المناطق المقفولة (1922م) بل أبعد الجنوبيين من هذه الهيئة الإستشارية. وعندما فشل المجلس الإستشاري لجأت بريطانيا لخطة أخرى لتعطيل الإستقلال وأنشأت ما سمى "الجمعية التشريعية" في يونيو (1947م) لتحقيق أهدافها الذاتية رغم أنها أبلغت الحكومة المصرية آنذاك بأنها لا تنوي إنشاء أي مجلس تشريعي في السودان لإخفاء نواياها الحقيقية وإخماد الوعي القومي السوداني المتنامي وقتذاك. وعملت السلطة البريطانية بصورة متواصلة على تعطيل إستقلال السودان إذ كانت ترى أن السودانيين لم يصلوا درجة من النضج السياسي تسمح بإعطائهم حق تقرير المصير. وبعد مفاوضات مضنية بين بريطانيا ومصر تم الإتفاق في فبراير (1953م) على فترة إنتقالية مدتها ثلاث سنوات يتولى بعدها السودانيون شئونهم السياسية بأنفسهم. ونجح السودانيون في نهاية المطاف من تجاوز كل خلافاتهم الطائفية والحزبية ووافقت حكومتهم الإنتقالية على إعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان في 19 ديسمبر 1955م.
وتمرالذكرى الستون للإستقلال هذه الأيام والوطن يواجه تحديات مصيرية تستهدف وجوده الجيو- سياسي والحضاري، لذا لابد من أخذ الدروس والعبر من هذه الذكرى والعمل على إشاعة ثقافة السلام بنبذ الفرقة والإنقساموالإسراع بإطفاء بؤر التوتر في بعض أطرافه(دارفور،جنوب كردفان والنيل الأزرق) وتدعيم ركائز الوحدة الوطنية و ذلك بإنجاح مداولات الحوار الوطنيالجارية الآن بين كافة الفرقاء السودانيين. فهلا سرنا على نهج أسلافنا الميامين الذين تجاوزوا كل خلافاتهم وأعلنوا الإستقلال من داخل قبة البرلمان (19 ديسمبر 1955م) ، بغية الحفاظ على هذا التراب الغالي متخذين من سيرتهم ونهجهم سنداً معنوياً لمجابهة التحديات الحياتية في عالم لا يترك لسوداننا سوى خيار واحد فإما الوحدة والتقدم –وهذا مانتمناه ونسعى له- أو التشظي والتلاشي وهذا مالا نبتغيه. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل وكل عام وأنتم بخير.
khabirjuba@hotmail.com
//////////////////