إصلاح الخطأ في وصف الآخرين بالخيانة .. على الشيوعيين مراجعة موقفهم
حمد الناير
7 March, 2023
7 March, 2023
alnaierhamad20@gmail.com
هذه ليست دعوة ليتخلى الشيوعيون عن دعوة التغيير الجذري فالدعوة له ضرورية الوجود في تقديري مع وجود الدعوة للاتفاق الاطاري، فملابسات الصراع الحالي لا تزال طور التخلق. لكن في اعتقادي يجب النظر للاتفاق الاطاري على انه رؤية سياسة إعتنقها تيار من الحركة الديمقراطية السودانية قد تختلف معه جزئيا أو كليا ولكن السعى لاعدامه ومحقه ودمغه بالخيانة واخراجه من ملة الثورة فهذا خطأ يجب تصحيحه على الفور. ممارسة الاخوة الشيوعيين في نقد الاتفاق الاطاري تجاوزت حد النقد الى السقوط الأعمى في الخصومة وهذا يولد الاخطاء في النظر والتنظير بل يلحق ضرارا فادحا بقضية الثورة والديمقراطية وسيترك جراحات غائرة تعيق اي تحالفات محتملة في المستقبل القريب والبعيد سيكون شعبنا في أمس الحوجة لها لشق طريقه نحو نظام ديمقراطي. سيخلف هذا الجو السام الخانق تشوهات بالغة في الممارسة الحزبية وأدب الخلاف بل سيعيق ترسيخ ثقافة الديمقراطية في بلادنا لذلك يجب تداركه وارتفاع الاصوات ضده.
استنكر الاستاذا أحمد عثمان عمر في مقال أخير له بعنوان (الرهيفة التنقد) الدعوات لتوحيد قوى الثورة - دعاة الإتفاق الاطاري والتغيير الجذري- واستنكر على وجه الاخص أن تأتي هذه الدعوة من ماركسيين مقدما شجبا شديد اللهجة لدعوات الوحدة. فقد تحدث الاستاذ أحمد عن فرز قد تم - واظنه فرز طبقي- تمخض عن تحالف نحو مشروع طفيلي ووصف قيادة تنظيمات قحت بأنها " تكتل حسم خياراته في الوصول إلى تسوية وشراكة مع اشرس قطاعات الراسمالية الطفيلية أي ذراعها الامني والعسكري ، ولا يمكن انجاز وحدة فوقية مع مثل هذه القوى التي آثرت الصعود الى السلطة عبر تعويم انقلاب اللجنة الامنية للإنقاذ ، في ارتباط وثيق بمشروع دولي استعماري امبريالي له ادواته الاقليمية وارتباطاته باللجنة الامنية للإنقاذ."
في الحقيقة لا ارى اي صلة مؤسسة على ماركسية اوغيرها أن قادة قحت عبارة عن تكتل يسعى لشراكة مع أشرس قطاعات الراسمالية الطفيلية مع انني منفتح الذهن لإستكشاف الاساس الطبقي لهذه الشراكة إن وجد. هذا كلام كبير ويستعمل مصطلحات اقتصادية مثل الراسمالية الطفيلة وقطاعات منها وصفت بأنها الأشرس. واضح لي تماما وبناء على مجهودات أخوة إقتصاديين من كافة التيارات الفكرية السودانية استعمال الكيزان وعسكرهم لجهاز الدولة لإثراء انفسهم وما عرف بالنشاط الاقتصادي الطفيلي ولكن حيرتني صلة قادة قحط بهم. إذا كنا بصدد تحليل اقتصادي جديد يربط قادة قحت بالإقتصاد الطفيلي فإنني أرحب بالنظر الى ذلك ولكن تبرز الاسئلة من شاكلة كيف ولماذا وأين ومن ومتى؟ هل يا ترى قيادة قحت قطاع آخر من الراسمالية الطفيلية لم تكشفه الدراسات الاقتصادية لكنه قطاع ليس الأشرس ويسعي الآن للتحالف مع قطاعات اخرى هي الاشرس؟ ام ان قيادة قحت ليست راسمالية طفيلية بعد لكن تسعي للالتحاق بنادي الطفيلية؟ ما اود قوله هنا أن التحليل الطبقي في احيان كثيرة تحليل جيد وينبني على أسس مقنعة، لكن هذا كلام لا يفيد هنا فهو اوصاف ونعوت وليس مقدمات وخلاصات نظرية من ماركسية او غيرها. يغم علينا الموقف أكثر عندما نفكر في بعض كتابنا الذين أيدوا رغم تحفظاتهم خطوة الاتجاه نحو الاتفاق الإطاري وبعضهم كتب تأييده منفردا وأكثر من اربعين منهم وقعوا على مذكرة تدعم هذا الاتفاق. هل هؤلاء يسعون او يؤيدون شراكة مع الراسمالية الطفيلية؟ ما هي مصالحهم الطبقية هنا، إن حق لى أن اسأل؟ على سبيل المثال ما هي صلة القاص المعروف بشري الفاضل الذى اعلن في مقال تأييده للاطاري؟ ما هي صلته بالإمبريالية والطفيلية الشرسة؟ وماهي صلة الصحافية النابهة صباح محمد الحسن التي تجرجرها الطفيلية الاقتصادية (ست الأسم) كل يوم بين النيابات والمحاكم وهي تقوم بدور أكبر من حزب كامل في مجابهة الطفيلية؟ وفي نفس الوقت تنافح صباح وتدافع كل يوم عن الاتفاق الاطاري وتنتقد بقسوة مستحقة العسكر والكتلة الديمقراطية. هل تسعفنا هنا مقولة تغبيش الوعي أو الوعي الزائف؟ لا أعتقد. ثم، ماذا نفعل بكُتاب معروفين بالعداء لمشروع الطفيلية الكيزاني منذ قيامه وأنفقوا زهرة شبابهم في هذا الكفاح امثال فتحي الضوء أو مرتضي الغالي أو محمد عبد الحميد الذين وقعوا مع أكثر من اربعين صحافي وكاتب بيانا في دعم الاتفاق الاطاري؟ ما أود قوله أن هذا لا يليق بالشيوعيين ونظريتهم. لا يليق حشر الناس في قوالب معدة سلفا. فهذا يقود الى انزلاق في صمدية لا توفر أحد وتكفيرية لا تختلف عن نهج جماعات التكفير والهجرة وإن لبست ثياب الحداثة والعلم وبالفعل فقد ذهب الاستاذ أحمد عثمان عمر الى ذلك فقد وصف المنادين بوحدة قوى الثورة من رفاقه الماركسيين بالدعوة للإنتهازية والسعي لهزيمة الثورة، حيث قال:" خلاصة القول هي ان من يبحث من الماركسيين عن وحدة تلملم من هو مع الثورة ومن اختاروا معسكر اعدائها وشراكة عدوها الاستراتيجي تحت مظلة واحدة ، بدعاوى توحيد قوى الثورة واستصحاب القوى المترددة ، هو كحاطب ليل يدعو للانتهازية السياسية وتغليب التكتيكي على الاستراتيجي ليهزم الثورة حتماً."
يؤسفني أن أقول أن هذا نص ديني بإمتياز يعبر عن استالينية عمياء لا ترى الا نفسها ولا ينجوا منها حتى الماركسيين. فهو تضييق قدري للملة (ضدنا أو معنا) ويترك الشيوعيين وحدهم حراسا للحقيقة المطلقة واصحابا لليسار الصمدي كالفرقة الوحيدة الناجية. رحم الله الاستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب، فإن الحوجة ماسة لكتابة الجزء الثاني من اصلاح الخطأ في العمل الجماهيري ولعل أن يكون عنوانه هذه المرة اصلاح الخطأ في النظر الى الجماهير.
هذه ليست دعوة ليتخلى الشيوعيون عن دعوة التغيير الجذري فالدعوة له ضرورية الوجود في تقديري مع وجود الدعوة للاتفاق الاطاري، فملابسات الصراع الحالي لا تزال طور التخلق. لكن في اعتقادي يجب النظر للاتفاق الاطاري على انه رؤية سياسة إعتنقها تيار من الحركة الديمقراطية السودانية قد تختلف معه جزئيا أو كليا ولكن السعى لاعدامه ومحقه ودمغه بالخيانة واخراجه من ملة الثورة فهذا خطأ يجب تصحيحه على الفور. ممارسة الاخوة الشيوعيين في نقد الاتفاق الاطاري تجاوزت حد النقد الى السقوط الأعمى في الخصومة وهذا يولد الاخطاء في النظر والتنظير بل يلحق ضرارا فادحا بقضية الثورة والديمقراطية وسيترك جراحات غائرة تعيق اي تحالفات محتملة في المستقبل القريب والبعيد سيكون شعبنا في أمس الحوجة لها لشق طريقه نحو نظام ديمقراطي. سيخلف هذا الجو السام الخانق تشوهات بالغة في الممارسة الحزبية وأدب الخلاف بل سيعيق ترسيخ ثقافة الديمقراطية في بلادنا لذلك يجب تداركه وارتفاع الاصوات ضده.
استنكر الاستاذا أحمد عثمان عمر في مقال أخير له بعنوان (الرهيفة التنقد) الدعوات لتوحيد قوى الثورة - دعاة الإتفاق الاطاري والتغيير الجذري- واستنكر على وجه الاخص أن تأتي هذه الدعوة من ماركسيين مقدما شجبا شديد اللهجة لدعوات الوحدة. فقد تحدث الاستاذ أحمد عن فرز قد تم - واظنه فرز طبقي- تمخض عن تحالف نحو مشروع طفيلي ووصف قيادة تنظيمات قحت بأنها " تكتل حسم خياراته في الوصول إلى تسوية وشراكة مع اشرس قطاعات الراسمالية الطفيلية أي ذراعها الامني والعسكري ، ولا يمكن انجاز وحدة فوقية مع مثل هذه القوى التي آثرت الصعود الى السلطة عبر تعويم انقلاب اللجنة الامنية للإنقاذ ، في ارتباط وثيق بمشروع دولي استعماري امبريالي له ادواته الاقليمية وارتباطاته باللجنة الامنية للإنقاذ."
في الحقيقة لا ارى اي صلة مؤسسة على ماركسية اوغيرها أن قادة قحت عبارة عن تكتل يسعى لشراكة مع أشرس قطاعات الراسمالية الطفيلية مع انني منفتح الذهن لإستكشاف الاساس الطبقي لهذه الشراكة إن وجد. هذا كلام كبير ويستعمل مصطلحات اقتصادية مثل الراسمالية الطفيلة وقطاعات منها وصفت بأنها الأشرس. واضح لي تماما وبناء على مجهودات أخوة إقتصاديين من كافة التيارات الفكرية السودانية استعمال الكيزان وعسكرهم لجهاز الدولة لإثراء انفسهم وما عرف بالنشاط الاقتصادي الطفيلي ولكن حيرتني صلة قادة قحط بهم. إذا كنا بصدد تحليل اقتصادي جديد يربط قادة قحت بالإقتصاد الطفيلي فإنني أرحب بالنظر الى ذلك ولكن تبرز الاسئلة من شاكلة كيف ولماذا وأين ومن ومتى؟ هل يا ترى قيادة قحت قطاع آخر من الراسمالية الطفيلية لم تكشفه الدراسات الاقتصادية لكنه قطاع ليس الأشرس ويسعي الآن للتحالف مع قطاعات اخرى هي الاشرس؟ ام ان قيادة قحت ليست راسمالية طفيلية بعد لكن تسعي للالتحاق بنادي الطفيلية؟ ما اود قوله هنا أن التحليل الطبقي في احيان كثيرة تحليل جيد وينبني على أسس مقنعة، لكن هذا كلام لا يفيد هنا فهو اوصاف ونعوت وليس مقدمات وخلاصات نظرية من ماركسية او غيرها. يغم علينا الموقف أكثر عندما نفكر في بعض كتابنا الذين أيدوا رغم تحفظاتهم خطوة الاتجاه نحو الاتفاق الإطاري وبعضهم كتب تأييده منفردا وأكثر من اربعين منهم وقعوا على مذكرة تدعم هذا الاتفاق. هل هؤلاء يسعون او يؤيدون شراكة مع الراسمالية الطفيلية؟ ما هي مصالحهم الطبقية هنا، إن حق لى أن اسأل؟ على سبيل المثال ما هي صلة القاص المعروف بشري الفاضل الذى اعلن في مقال تأييده للاطاري؟ ما هي صلته بالإمبريالية والطفيلية الشرسة؟ وماهي صلة الصحافية النابهة صباح محمد الحسن التي تجرجرها الطفيلية الاقتصادية (ست الأسم) كل يوم بين النيابات والمحاكم وهي تقوم بدور أكبر من حزب كامل في مجابهة الطفيلية؟ وفي نفس الوقت تنافح صباح وتدافع كل يوم عن الاتفاق الاطاري وتنتقد بقسوة مستحقة العسكر والكتلة الديمقراطية. هل تسعفنا هنا مقولة تغبيش الوعي أو الوعي الزائف؟ لا أعتقد. ثم، ماذا نفعل بكُتاب معروفين بالعداء لمشروع الطفيلية الكيزاني منذ قيامه وأنفقوا زهرة شبابهم في هذا الكفاح امثال فتحي الضوء أو مرتضي الغالي أو محمد عبد الحميد الذين وقعوا مع أكثر من اربعين صحافي وكاتب بيانا في دعم الاتفاق الاطاري؟ ما أود قوله أن هذا لا يليق بالشيوعيين ونظريتهم. لا يليق حشر الناس في قوالب معدة سلفا. فهذا يقود الى انزلاق في صمدية لا توفر أحد وتكفيرية لا تختلف عن نهج جماعات التكفير والهجرة وإن لبست ثياب الحداثة والعلم وبالفعل فقد ذهب الاستاذ أحمد عثمان عمر الى ذلك فقد وصف المنادين بوحدة قوى الثورة من رفاقه الماركسيين بالدعوة للإنتهازية والسعي لهزيمة الثورة، حيث قال:" خلاصة القول هي ان من يبحث من الماركسيين عن وحدة تلملم من هو مع الثورة ومن اختاروا معسكر اعدائها وشراكة عدوها الاستراتيجي تحت مظلة واحدة ، بدعاوى توحيد قوى الثورة واستصحاب القوى المترددة ، هو كحاطب ليل يدعو للانتهازية السياسية وتغليب التكتيكي على الاستراتيجي ليهزم الثورة حتماً."
يؤسفني أن أقول أن هذا نص ديني بإمتياز يعبر عن استالينية عمياء لا ترى الا نفسها ولا ينجوا منها حتى الماركسيين. فهو تضييق قدري للملة (ضدنا أو معنا) ويترك الشيوعيين وحدهم حراسا للحقيقة المطلقة واصحابا لليسار الصمدي كالفرقة الوحيدة الناجية. رحم الله الاستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب، فإن الحوجة ماسة لكتابة الجزء الثاني من اصلاح الخطأ في العمل الجماهيري ولعل أن يكون عنوانه هذه المرة اصلاح الخطأ في النظر الى الجماهير.