إلى مجهولةٍ رائعةٍ قد تطلّ ذات يوم..! بقلم: إبراهيم جعفر

 


 

 

بين الرّعشةِ والرّجْفَةِ تطلعينَ ويستقيمُ وجهُكِ-البراءةُ القديمة. طعمُ الحريقِ يلتهِمُنِي وأنتِ تطلعينَ من حنانِ أغنية، "في شخصَكْ بحترم أشخاص*"، صوتُ المغنّي الرَّقيقَ شدوِه ينداح، دوائراً.. دوائراً، دوائراً من البنفسجِ البهيجِ في حُشاشتِي.

الآخرون لا يعرفون: "مجنونٌ ذلك المتوحّدُ الجّالسُ على الطريقِ ساهماً يُشاهدُ ضُوءَ القمر". ليتهم، ليتَ لو تطلعينَ لهم، بدائيّةً وحشيّة الجّمال كالخيال، غنيّةً بهيجةً كما ابتداءِ مطلعِ الأشياءِ حينما نراها في انفتاحِ أسرها المُهلِّ في البداية، هواطلاً من اشتهاءِ وانتشاء.

كُنتِ أنتِ فإذا العالمُ كان. "كُنْ فيكُون" كان همسُكِ المسافرُ في المدى البعيدِ يهتفُ انتشاءْ. "كُنْ فيكون" كان عمر شوقيَ الجريح يزدهر، كان يُزهرُ ابتداءُ مطلع ِ اضّطرامِ رعشةِ الحريقِ في حُشاشتي ورعشةِ الحريقِ في حُشاشتي كانت ابتداءَ رؤيتي. "كُنْ فيكون" فكان كُنْتُ.

تطلّينَ في ارتعاشةِ الحريقِ في حُشاشَتِي، في نخلةٍ "تبرَِّكت" بماءِ نيلِ نشوةِ ابتداءِ زهوَكِ، فالنّيلُ كان نشوةَ ابتداءِ زَهْوَكِ، والعطرُ كان نشوةَ ابتداءِ زَهْوَكِ، وكُنْتُ في ابتدائيَ الجّديدِ، في احتداميَ الجّديدِ، في انتشاءِ صبوتي، كُنْتُ نشوةَ ابتِدَاءِ زَهْوَكِ، ومن غنّاكِ "في سما الأرواح*" عمّد ارتعاشَ صوتِهِ انتشا ابتداءِ زَهْوَكِ.

بين الرّعشةِ والرَّجفةِ تطلعينَ ويستقيمُ وجهُكِ-البراءةُ القديمة، طعمُ الحريقِ يلتهمُنِي وأنتِ تطلعينَ من حنانِ أغنية، "في شَخْصَكْ بحتَرِم أشْخَاصْ*"، صوتُ المغنّيَ الرّقيقَ شدوه ينداح، دوائراً دوائراً، دوائراً من البنفسجِ البهيجِ في حُشاشتي، دوائراً من البنفسجِ البهيجِ في حُشاشتِي، دوائراً من البنفسجِ البهيجِ في حُشَاشَتِي..

كوستي، ليل الجّمعة 20 يونيو 1980م.
حاشية:-
* من أغنية سودانيّة قديمة، "أسحار الجّمال" للمطرب إبراهيم إدريس، كلمات عبد الرحمن الرّيح، مع بعض التغيير إذ "لي سما الأرواح" صارت إلى "في سما الأرواح"..

• من مجموعتي الشعريَّة المُسمَّاة "خصوبة القداسة"، منتدى أهل السُّودان، تصميم الغلاف: طارق أحمد أبوبكر، لندن، 2004م.

khalifa618@yahoo.co.uk
/////////////////////////

 

آراء