إنها حرب الحركة الإسلامية للقضاء على ثورة ديسمبر المجيدة!

 


 

أحمد الملك
4 March, 2024

 

أحمد الملك
حكومة البلابسة في بورتسودان لا يهمها أمر الناس، لا توجد لديها خطة أو نية لتقديم الدعم للمواطنين النازحين ضحايا الحرب، طردت النازحين من المدارس في القضارف وغيرها، دون أن تتوقف للحظة لتفكر أن هؤلاء المواطنين، ضحايا حربها العبثية يقعون ضمن دائرة مسئوليتها، وان دور الدولة أن تحمي لا أن تهرب في ميدان الحرب وتترك المواطنين لمصيرهم المحتوم، دولة الكيزان لم تتخل فقط كعهدها منذ انقلاب 89 عن المواطن، بل أن الإغاثة التي تصل للمتضررين من الخارج تقوم حكومة الأمر الواقع بعرضها للبيع في الأسواق! إنها مجرد عصابة تريد إطالة أمد الحرب لأسباب معلومة، وتواصل قهر المواطن اما بحرمانه من حقوقه او بالتخلي عن واجبها المفترض في الدفاع عنه، بل أنها تشارك في الانتهاكات ضد المواطن بقصف القرى الآمنة بالطيران، واعتقال الناس وقتلهم والتمثيل بجثثهم لمجرد الاشتباه ورغبة في اثارة مزيد من النعرات القبلية وصولا للحرب الأهلية الشاملة، ومحاربة المبادرات الاهلية لوقف الحرب ومساعدة الضحايا.
في بدايات العهد الكيزاني المشئوم اذكر انني التقيت مصادفة في بيت أحد أقربائي بأحد رموز ذلك العهد، كان الحديث حول الموسم الزراعي في الولاية الشمالية والمصاعب التي يجدها المزارعون في التمويل مع بنوك تمثل واجهة للجشع الحكومي، فالقروض التي تعطى للمزارع لا تجاوز مدتها الست اشهر ليصبح سدادها بعد ذلك فوريا وواجبا، والا كان السجن هو مصير المزارع، كان الغرض هو افقار الناس واذلالهم، وشغلهم بمشاكلهم عن ما يدور في البلاد من فساد وحروب وقهر، ستة اشهر تنتهي بمجرد حصاد المحصول، وقبل جمعه من أماكن الحصاد يحل أهل البنوك ومعهم الشرطة. ولأن أسعار المحاصيل تنهار في أيام الحصاد (بفعل فاعل) فان قيمة المحصول حتى وان كان الموسم ناجحا، لن تكفي لسداد القرض، والنتيجة يتم مصادرة الناتج كله ويتم القبض على المزارع وترحيله مع محصوله! يحدث ذلك في دولة كانت شعاراتها التي صدّعت رؤوس الناس، تزعم اننا سنأكل مما نزرع وسنلبس مما نصنع! شعارات كانت تخفي حربا دون هوادة على كل منتج لصالح دولة اللصوص والسماسرة وباعة المؤسسات العامة.
تساءل أحد الحضور عن مصير المنح التي كانت تدفعها قبل الانقلاب الكيزاني، بعض المنظمات الدولية لمساعدة بعض المنتجين من أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة، رد الرمز الكيزاني: سنعطي المزارع الدعم لكننا سنرغمه على اعادته! لا نريد أن يعتاد الناس على الفوضى!
كانت تلك احدى محاولات (إعادة الصياغة) التي قام عليها المشروع الكيزاني الهادف لحرمان الناس من كل حقوقهم، وتحويل الدولة بكل ممتلكاتها إلى غنيمة حرب لعصر التمكين! وليتهم اكتفوا بحجب الدعم عن المزارع لكنهم طاردوه في قوت أطفاله القليل بعد أن حرموه من حقوق اطفاله في العلاج والتعليم الذي كفلته الدولة قبل الإنقاذ، طاردوه في كل شيء، طاردوه حتى في روحه، حين داهموا الشوارع والأسواق بحثا عن من يرسلوهم للقتال في حربهم العبثية الأولى التي انتهت بفصل الجنوب.
حكومة كيزان بورتسودان يتقدمهم الكاذب البرهان لا يقدمون شيئا للمواطن، ومن يجرؤ على تقديم العون للمواطنين مثل شيخ الأمين، يفتعلون ضده تهم التآمر ويحتلون مسجده! يتهمون شيخ الأمين بالتآمر بينما الدولة الكيزانية ورأسها البرهان يأمرون الجيش بالانسحاب من ميادين المعارك، بدلا من الدفاع عن المواطن كما يفترض بالجيوش والأنظمة المحترمة!
المواطن النازح في مصر وغيرها من دول الجوار، واجهته مشاكل لا تحصى بعد أن وصل بصعوبة الى تلك البلاد، واجه وحيدا غلاء المعيشة وايجارات البيوت المرتفعة، بعد أن فقد كل شيء في بلاده وهرب بحثا عن الأمان، لا تقدم لهم سفارات البلابسة شيئا سوى زيادة رسوم الأوراق الرسمية! في استمرار مقيت لنفس سياسة ارغام المواطن على دفع تكلفة إدارة دولة لا تقدم له شيئا، السياسة التي ينتهجها الكيزان منذ بواكير العهد الخراب.
أوقفوا الحرب ما دمتم لا تستطيعون حماية المواطن ولا تستطيعون توفير الغذاء والدواء والمسكن للنازحين جراء حربكم العبثية، حربكم ضد المليشيا التي صنعتموها بأيديكم لقهر الشعب السوداني وقويتم من شوكتها.
إنها حرب مؤامرة الحركة الإسلامية للقضاء على ثورة ديسمبر المجيدة والانتقام من الشعب الذي ثار ضد نظامهم وقذف به إلى مزبلة التاريخ!

#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية
ortoot@gmail.com
//////////////////////

 

آراء