مؤتمر البيئة متعدد الأطراف السابع والعشرون

 


 

 

يقول المثل يموت الزمار وصباعه على المزمار. كذلك وجدت نفسي وصباعي على مزمار البيئة، والإيقاع الذي يجانسه هو إيقاع التنمية.
قبل بضع أشهر اتصل علي صديق حميم على راس إحدى المنظمات الإقليمية، يستكتبني بشأن استراتيجية إقليمية عظمى للتغير المناخي. فأجبته. وقد فعلت، كما فعل آخرين في الجوار. ولعمري المثابرة في موضوع لعدد من الاشهر تصبح وتمسى عليه يجعلك أحد الحواة. خاصة لو لديك خلفية في الموضع بحكم العمل أو التخصص. أدعو الله أن يتوج ما كتبت إلى استراتيجية يسيرويحدو بها الركبان..
بعث موضوع الكتابة عن قمة المناخ ما قيل أنه بدأ العد التنازلي لميقات قمة المناخ التي تستضيفها مصر في السادس من نوفمبر المقبل. العد التنازلي، هو أصلاً بادي منذ أن تقرر إنعقاد مؤتمر المناخ تاذي يحمل الرقم 27 بمصر. بشرم الشيخ، البقعة السياحية. في السادس من نوفمبر من العام الجاري 2022.
وكل مؤتمرات البيئة عدا التاسيسي إنعقدت في اشهر أكتوبر، نوفمبر وديسمبر. والمسمى هو مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. وهو قمة سنوية تحضرها ما يقارب مئتين دولة لمناقشة قضية تغير المناخ.
ويعد المؤتمر هو القمة التي تستقبل وتناقش وتجيز السياسات بشأن التغير المناخي، هذا يموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم، وانضمت دول كثيرة لم تحظ بعضوية التاسيس. وتهدق لتقاثية المناخ للحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
نالت المنطقة العربية، بما فيها هذا القادم أربع مرات (الدوحة، مراكش، وشرم الشيخ) ومراكش مرتين. وافريقيا بما فيها القادم استضافتها خمس مرات، اثنين منها في مراكش الحمرا. (ديربان، مراكش، نيروبي وشرم الشيخ).. وقد استضافته ألمانيا ثلاث مرات، التاسيسي في برلين بعد إنهيار الجدار الشهير. واثنين في بون. ثلاثة عشر مؤتمراً للمناخ في أوروبا. وأربعة في اسيا، واربعة في أمريكا، منها واحد في الشمالية. وحقيقة مثل هذا المؤتمر (المونديال) يسعه الديوان الفسيح، والخدمات المتكاملة. وتتبادل فيه القارات بهد أن حظيت أوروبا بالتأسيس الباكر من مؤامر استوكهولم في السبيعنات، والذي يعتبر مولد مؤمرات العمل البيئي. ولاشك أن كل من يستضيف مثل مؤتمر البيئة يحتاج أن تكون له سعة، بل واجندة (مأرب أخرى). ومن ابرز النتائج لتلكم المؤتمرات، أنه:
اتفقت البشرية على مهدد كبير، يهدد الحياة على الارض، اسمه التَغَيّر المناخي وقد تم فيها تعريف البيئة لاهمية التحدث عن موضوع متفق عليه. وأن عناصر الأرض المعلومة هي موارد الحياة. ولا مكان أخر يتم الاستيراد أو الاستلاف منه. وأن زيادة البشر بمعدل متواتر هي ما يهدد عناصر الارض، إذ تعتمد الإنسانية اعتماداً كلياً على عناصر الأرض. والنتيجة هي نقص وتلوث الماء والهواء والتربة وحدوث التَغَيّر المناخي للأرض. وأن الأرض سخنت (ودخنت) فللأرض موارد غير متجددة مثل التربة. أما الماء والهواء، هي مواد عرضة والتلوث. ويخشى ان لا تفي باحتياجات الأجيال القادمة. أما عناصر البيئة المتجددة، فهي الناس (البشر) أنفسهم، النبات والكائنات الحية الأخرى والتي تتوالد وتموت ويتم إحلالها بعمليتي الموت والحياة. وتستكملها أشعة الشمس. وتعتبر أشعة الشمس هي المورد الوحيد المتجدد من خارج الأرض.
وكل الدندنة حول البيئة هي أنه كيف للعناصر المتجددة أن تتجدد وتتكيف على بيئة الارض، بدون إحداث ضرر. فالناس زايدة، واستهلاك الفرد زائد. بل وملوث لعناصر البيئة. وقد تعددت مظاهر تدهور البيئة، لتشمل فيما تشمل:
• تلوث الهواء بالغبار والدخان والغازات العادمة السامة والروائح الغريبة.
• تلوث الماء بمخلفات الصناعة والزيوت والأحياء الدقيقة.
• ذوبان الجليد في القطبين وإنحساره من الجبال وانحسار تساقطه.
• تدهور التربة، وانجرافها بالهواء والمياه والأنشطة التعدينية والإنشائية.
• انجراف شواطئ الأنهار بسبب الفيضانات وبسبب الاستخدامات لتربتها.
• ترسب التربة في قيعان الأنهار والسدود وقنوات الري بسبب الانجراف.
• حدوث موجات من الجفاف والتصحر (تمدد وزحف الصحراء).
• تغير المناخ بتغير أنماط الرياح والأمطار السائدة في أنماطها وزمن حدوثها.
• تراكم مخلفات الصناعة والتعدين والنفط ومخلفات نظم العلاج والصحة.
• حدوث زلازل وبراكين وفيضانات.
• ظهور أمراض معدية مرتبطة بالتلوث البيئي.
• تدهور البيئة السكنية بسبب تكدس النفايات ورداءة أنظمة التخلص من النفايات.
• انقراض أنواع عديدة من الحياة والنبات بسبب التلوث والأنشطة الجائرة.
• ظهور أمراض أخرى ذات طبيعة غير معدية تشمل التسمم، السرطان، الفشل الكلوي وغيرها بسبب استخدام الكيماويات الزراعية والكيماويات الأخرى غير الزراعية والأغذية المعلبة والأدوية الكيماوية.
وأن جرس إنذار للبشرية قد طرق. وأن حالة وحجم الطوارئ المناخية، تتجاوز اثارها الحدود، حتى ظهرت الدعوة لتقليل البشر بصورة سريعة (الله يستر)، والبحث عن كيفية. وقد كان أحد أول وأشمل الاجراس الدراسة التي أعدتها اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، والتي شكلت بواسطة الأمم المتحدة في العام 1983 وأنجزت تقريرها العالمي بعنوان مستقبلنا المشترك .. ذبم في عام 1987. وقد كان المرحوم الدكتور منصور خالد (نائب رئيس اللجنة)، والمحرر الرئيس لذاك التقرير. وقد ورد فيه أن الإنسان لأول مرة أن ينظر للأرض من خارجها، في عقد ستينيات القرن الماضي. ليتمكن بعد ذلك من قراءتها والتفكير في مستقبلها بصورة أكثر شمولاً. ويعتبر التقرير (مستقبلنا المشترك) أول وثيقة ابتدرت مفهوم ومفردات (التنمية المستدامة)، والتي إنتهت إليها الاستراتيجية العالمية للفترة 2016-2030. وبشكل عام كانت نتائج التقرير مخيفة.
هذا إلى جانب تفشي الإسهالات الناتجة من مياه الشرب غير الصالحة وسؤ التغذية ومعظم الضحايا من الأطفال. ويعد انفصال جبال من الكتل الجليدية في المنطقة القطبية وإختفاء مظاهر الثلوج الشتوية في كثير من البلدان وكذلك ارتفاع مناسيب البحار، تعتبر الدليل الملموس لأثر زيادة درجة حرارة الأرض.
وقد عزز تقرير مستقبلنا المشترك نشأة برنامج الامم المتحدة للبيئة، لتستضيفه نيروبي كينيا، ثم قيام سلسلة المؤتمرات التي لا تزال تنعقد وتنفض، تبحث في قضايا الطاقة، المياه، الحرارة، الهواء ، والأمن الغذائي، نقص التنوع الحيوي الأحياء. وقد أنشأت المؤسسات لذلك، ومنها الهيئة الحكومية العالمية المعنية بتغيير المناخ ومنها برتوكولات خطط وسياسات وأنساق عمل متفق عليها.
جدير ذكر أن هناك مؤتمرات أخرى عالمية مكملة لمؤتمرات البيئة في مجالات المياه، الطاقة، التنوع الحيوي وغيرها. وعلى رأس كل تلك المؤتمرات، إجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة UNGA، والتي تنعقد في سبتمبر من كل عام، لتجيز نتائج تلكم المؤتمرات.
مع صادق الود.

sadigabdala@gmail.com

 

آراء