إيمان الإنسان وتدين الكيزان

 


 

 

 

 

(١)

في ١١مارس ٢٠١٩ و أبان ثورة الشباب كتب الصحفي حسين خوجلي مقاله المستفز تحت عنوان (( فتح الأنترنت بجنيه واحد وناضل على الأثير وصاح في نشوة: وشرفي الماركسي تسقط بس))!!

و لأننا نحن السودانيين نؤمن بديانة أشبه بديانة الكيزان من حيث الإسم والمظهر (و ليس الجوهر بطبيعة الحال) ؛ كان ردي على حسين خوجلي متسامحاً وعلى النحو التالي:
(الاخ الأستاذ حسين خوجلي تحية طيبة: ما تلقت حكومة قط دعم شعبي في بداياتها مثلما تلقت حكومة الانقاذ لكن كان جزاء الوطن و انسانه القتل و التشريد و الحرق و النهب و تدمير البنية التحتية والاجتماعية. سيحتاج السودان الي الكثير من الوقت لكنس آثار اللصوص الكذابين القتلة. لا ننتمي للمؤتمر الوطني و لا للمؤتمر الشعبي و لا الاخوان المسلمين السودانيين. لكننا و لله الحمد و المنه اسلاميين. نحن ضد هذا النظام المجرم الذي شوه منهج الاسلام السياسي.
في بدايات حكمكم ؛ احلتم الي ما يسمى بالصالح العام اناس في نقاء و طهر الانبياء فقط لأنهم شيوعيون او انهم لا ينتمون الي جبهتكم الاسلامية.
يذهب ذلك الموظف الكادر او الخبير الي مكان عمله و كان قبله قد استلف حتى سكر الصباح من الدكان الذي يجاور بيته ،ليجد خطاب الفصل امامه، وهو الذي لم يسرق جنيهاً واحداً في حياته ، و كان بمقدوره ان يفعل لكن الله جل شأنه الذي تتشدقون بحبه انت و اخوانك اللصوص هو الذي عصم ذلك الشيوعي من السرقة.
الله تعالى في قلوب اهل الحزب الشيوعي و المؤتمر السوداني و البعثيين و الحركة الشعبية بينما انتم؛ فإن الرب سبحانه فقط في اوراقكم و صحفكم و افواهكم.
هنا يكمن الفرق ).
إنتهى الاقتباس

(٢)
في مقاله يوم أمس حكى الاخ البروفيسور زهير السراج، أحد زبائن السابقين لسجون نظام إنقاذ كيف أنه تعرض للضرب و التعذيب و التنكيل الي حد الاغماء لمجرد رده على إستفزاز وكيل النيابة العامة له عندما وجده يتوضأ للصلاة لرب العالمين.


(٣)
بالمقال الذي كتبه الصحفي الطيب مصطفى بحق لجنة إزالة التمكين مع التركيز على العضو النشط الدكتور صلاح مناع ( والذي بسببه اعتقل الطيب مصطفى) حاول الكاتب الصحفي والذي عرف عنه فاحش القول والبذاءة أن يطعن في إيمان أعضاء اللجنة أو تدينهم - وهي عادة كيزانية متواترة في احتكار دين الله واستخدامه لتبرير جرائم القتل و النهب التي يقومون بها.
كما يعلم الجميع فإن لفظ الربيضة يطلق على من يتحدث فيما لا يعرفه وخاصة في أمور الدين .
في المقال المشار إليه اطلق الطيب مصطفى لفظ الربيضة على الدكتور صلاح مناع مرات عدة كما درج على فعله بحق الاخ المناضل ياسر سعيد عرمان .
لسنا بصدد تزكية الناس ؛ لأن الرب وحده أعلم بما في صدور عباده ؛ لكن الذي أعرفه أن الطالب صلاح احمد مناع كان يداوم على تقديم دروس في دين الله على الناس عندما كان طالبا بالجامعة في مانيلا - الفلبين.
لم يكن ليفعل ذلك بسبب أي انتماء غير الإنتماء الي دين عمر الدقير ، وجدي صالح ،زهير السراج و قبلهم جميعا دين نبيهم محمد (ص ).


(٤)
عندما كان نظام الإنقاذ يرسل الشباب الي المحرقة في جنوب السودان لقتال اشقائهم هناك بدعاوي الجهاد و الاستشهاد المزيفة ؛ تم إرسالي الي معسكر السليت للتدريب العسكري في شمالي الخرطوم لمداواة اليافعين الذين تأتي بهم (الكشات).
في معسكر السليت رأيت بأم عيني ما سوف يظل عالق بذهني لما تبقى من عمري .

(٥)
أن كنت لأعتز بعمل قمت به طيلة حياتي العملية ؛ كان عملي بمعسكر المذكور عندما هيأ لي ربي فرصة أن أطلق سراح معظم الحالات الإنسانية بدواعي طبية سايكلوجية.
من تلك حالات: حالة شاب أتى الي الخرطوم بوالدته المسنة والفاقدة للبصر بغرض العلاج من منطقة عد الفرسان غربي السودان. أُخرجت والدته من غرفة العمليات ؛ ولأن الدواء غير متواجد بصيدلية مستشفى الوالدين بأم درمان، طلب منه الطبيب أن يبحث عنه في الصيدلية التي في الجانب الآخر من الشارع. وما أن خرج الشاب من المستشفى تم القبض عليه ونقله مع آخرين الي السليت . ووالدته المسنة والتي خرجت للتو من العملية مازالت في العنبر ، حاول الشاب جاهداً و خاصة أنه المرافق الوحيد لوالدته أن يشرح للعسكر في الطريق والمسؤولين الكيزان في المعسكر لكن لا قلوب لمن يشتكي إليهم .
وجدته في ساعة الراحة النهارية معتزلاً شارداً.
فأخرجته بأورنيك الحالات المرضية وتحديد النفسية ليعود الي والدته في مساء ذلك اليوم المشهود في حياتي .

(٦)
قصة أخرى من ذلك المعسكر التدريبي المشؤوم : مجند آخر احضر الي العيادة ،بعد الكشف عليه أشبتهتُ حالته بإنسداد في الأمعاء ، حولته الي السلاح الطبي بإعتباره مستشفى عسكري. هناك في السلاح الطبي تم تأكيد التشخيص على أنه انسداد في الأمعاء لكن في المساء و عند عودة باقي المرضى أعيد المجند مع الآخرين .
سألت الممرض العسكري المرافق عن السبب ، قال لي بأن على الخدمة العسكرية مديونيات ضخمة من قبل السلاح الطبي لذا رفضوا إجراء العملية. تخيلوا !!

من فرط الاحباط والغضب أصبحت لا أرى شيئا امامي
قدر الله أن يكون المنسق العام لعموم السودان في زيارة تفقدية الي المعسكر (واظن ان اسمه الشعراني)
حكيت له خطورة الحالة
قال لي وبالحرف الواحد أصدر له اورنيك عدم الصلاحية للخدمة العسكرية ليخرجوه خارج أسوار المعسكر .. ويحصل ما يحصل .
قلت له و بعدين ؟؟
قال لي متين ؟
قلت له يوم القيامة !!
ضحك الشعراني
لكن الضباط الذين كانوا معه احسوا بالحرج و انفضوا من حوله . غادر المسؤول الانقاذي المعسكر غاضباً على تذكيره بالقيامة.
في اقل من ساعة تمكنا من إرسال المريض الي مستشفي بحري حيث أجريت له العملية بنجاح.
أو هكذا كان دين الكيزان

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء