استصراخ العقل (دارفور – النيل الازرق – جنوب كردفان). بقلم: أ. د. صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

استصراخ العقل ( دارفور – النيل الازرق – جنوب كردفان ) وازدهار صناعة الكلام والجدل الفارغ
المتأمل للأوضاع التى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى يشعر باليأس الشديد من تلك الاحداث المتلاحقة ، وان الامور اصبحت تسير من سئ الى أسوء. و البلاد تدفع لحافة الهاوية . البعض يرفض الحوار والمبررات بعيدة عن مسيرة الوفاق الوطنى . انقسمنا لعدة  فرق متقاتلة كل فريق يريد القضاء على الاخر وتدميره مهما كانت النتائج التى سيكتوى بنيرانها هذا المواطن والوطن كله . ولا يعنى اى منهم فى شئ ناسين ان السودان يغرق فى بركة دماء حتى فقدنا الارادة لغد أفضل . ففى كل يوم يمر مواجهات دامية تحصد ارواحا وتترك وراءها الكثير من الجرحى . كل هذه الاخطار تقودنا الى حقيقة واحدة هى اننا لسنا فى دولة طبيعية . والبحث عن حلول فعلية لن تاتى الا باستصراخ العقل حكومة ومعارضة لانه السبيل الوحيد لبناء الرضا الشعبى لهما معا ، واستعادة الهيبة الحقيقية للدولة . عندها سينجح الحوار فى مواجهة الحروب ودارفور وعيرها من المناطق المحترقة . بعدها نستطيع ان نقدم انتاجنا التاريخى بمعنى التغيير فى المقابل . اكرر لابد من طاولة  الحوار ، فنحن امام نهايات غير مكتملة وحالة من السيولة السياسية غير مسبوقة . أى عدم امساك الاحداث من اجل وصفها او تفسيرها .  اننا الان نمر بمرحلة تحول قاسية وصعبة ، وحتى لا يضيع منا أفق الانتقال الى الديموقراطية ونظل نبنى فى الخيال قصورا للحرية  وتزدهر صناعة الكلام والجدل الفارغ .علينا بالحوار اولا وثانيا وثالثا .لكى ننهض من حالة الاسترخاء وافتقار الثقة وتلك الآلام  االمضاعفة ، التى ادت الى ما نحن عليه من تفتيت ونزاعات  اهلية حتى صار مشهد الدولة هزيلا وازداد تعقيدا .
لقد جاء فقه المشاركة السياسية بالتوزا ى مع ظاهرة الحرب والعنف وتنامى معها  بشكل واضح فقه التغيير السلمى والمشاركة الديموقراطية . وكان طبيعيا ان يستقر فى الفكر السياسى مبدأ تداول السلطة واعتبار رأى الامة ممثلا فى اغلبية الاصوات القول الفصل الذى يجب الامتثال اليه فى نهاية المطاف .
استصرخنا العقل عسى ولعل ان يتمكن من ازالة الصدأ الذى تراكم على صدور البعض من احزابنا .وعلينا فى هذه المرحلة تجاوز الفتن ومحاولات زرعها من الداخل او الخارج . وان نعطى الاشياء حجمها الحقيقى حتى نتمكن من فهم الظواهر السلبية المختلفة ومعرفة اسباب ظهورها فى زمن وجيز وتتم معالجتها وتكون النتيجة وطن بدون جراح حصاد شعبه التآخى والمحبة والوفاء وجميل اللقاء ، ما هنت ياسوداننا يوما علينا .
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان  .......  أمدرمان


prof.salah@yahoo.com
///////////

 

آراء