استعانة بغير أمل هباني

 


 

 

(1)
كان لزاماً على الطلاب الأجانب تعلم اللغة التي يجيدها بعض من أهل البلد. فهي لغة بدائية شائكة لم أجد لها مبررا لتعلمها و خاصة أننا كنا لندرس بلغة أخرى.
أشهر عدة قضيناها في رحلة العقاب اللغوي .
كان بالمؤسسة عرب و أفارقة و سودانيين.
كثيرا ما تجاهلت نصائح البعض بضرورة إجراء تغيرات على بيئتي التعليمية الي ان أجزم لي أحدهم بإستحالة إجادة تلك اللغة دون الإستعانة بصديقة.
هنا سألت ناصحى عن نسبة تعلم من لم يجد من يستعين بها
قال لي ربما نصف ما يتعلمه من يستعينون بالصديقات
قلت له أنا في الأصل أبحث عن ربع ما تعلمته انت!!
فضحك الجميع .

(2)
تحضرني طرفة الرجل الذي رأي هلال شهر الشوال بعد رمضان صعب على الناس صيامه ؛ فأخذ الي القاضي الشرعي للمدينة للادلاء بشهادته ؛ حيث منح مكافأة على إجتهاده لأنه لم يكن مسلما لكنه أشار الي وجود هلال آخر إضافي ، ظنا منه بإزدياد المكافأة بزيادة الاهلة و لا يدري بأنه قد افسد على نفسه جائزته الأولى.

(3)
الأستاذة أمل إدريس هباني؛ و التي لم ألتقيها و لا اظنها تعرفني ؛ "بيننا" و عائلتها الكريمة علاقة مصاهرة نعتز بها كثيرا ، حيث منهم جاء الي الناس أحد أكثر رجال الدولة السودانية لطفاً و سماحة و خلقاً ؛ و هو عمنا الراحل الدكتور عمر نور الدائم (عليه رحمة الله مفغرته) .
و لأن لدي إهتمام متواضع بحقوق الإنسان و حقوق المرأة بشكل خاص ؛ ظللت اتابع مسيرة الجسورة أمل هباني؛ الشريك المؤسس لمبادرة لا لقهر النساء في عام 2009 بإمتنان بالغ .
إلتفت العالم الي نضالها لتنال جائزة جينيتا ساجان المرقومة من منظمة العفو الدولية في عام 2014 .
ثم صنفت من الحراس عندما اعتبرتها مجلة التايم الامريكية كأحد الشخصيات المؤثرة في العالم لعام 2018

(4)
صاحبة زاوية (أشياء صغيرة) أمل هباني و التي كانت تكتب أشياء بحجم هذا الوطن ، أذهلتني شجاعتها عندما رفضت دفع الغرامة المفروضة عليها من قبل محاكم تفتيش نظام الإنقاذ البائد عام 2017 لتمكث بالحبس و تنتصر قوة إرادتها و عدالة موقفها على حجج محكمة نظام اللصوص الكذابين القتلة.

(5)
قبل شهر تقريبا إشتعلت المنابر بالنقد و السباب على خلفية دعوة الاستاذة أمل هباني للنساء للإستعانة "بصديق" في حال ذهاب الزوج الي زوجة أخرى.
وهي دعوة رغم انها لا تعدو عن كونها مجرد تعبير عن موقف رافض لتعدد الزوجات ، التعدد الذي اباحه دين بنت هباني إلا انها كانت مسيئة للرجل أكثر من المراة نفسها ، حيث صورت الرجل و كأنه بمن يستعان به عند الحاجة الي الخبث و الخبائث.
لم تخبرنا أختنا الكريمة عن الوضع الإجتماعي لذلك الصديق ؟ هل هو زوج لإمرأة اخرى من من تدافع عنهن الصحفية أمل هباني ؟ ام هو عازب لأغراض ديليفري ؟
بالتأكيد كانت و ستظل الدعوة مجرد تعبير عن موقف غاضب و لن تقبل بها الاخت أمل هباني لإي امراة من نساء السودان و غير السودان ؛ لكن لماذا تذكرني بطرفة بلدياتنا و رؤية هلال الشوال ؟؟

د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء