استغلال الجيش للمليشيات ودعوة للسلام والتحول الديمقراطي

 


 

 

في ظل الصراعات التي تعصف بالسودان يبرز الجدل حول استغلال الجيش للمليشيات كأداة في الحرب، الجيش , و كما هو معروف أن الجيش هو القوة المسلحة الرسمية للدولة. يتألف من جنود محترفين ويعمل تحت سلطة الحكومة. ومهام الجيش تشمل الدفاع عن البلاد، حفظ الأمن القومي، والمشاركة في العمليات الإنسانية والإغاثية. ويجب أن يكون الجيش مستقلًا عن السياسة ويخضع للقوانين والمؤسسات الحكومية والمليشيات هي المليشيات هي جماعات مسلحة تعمل خارج سلطة الدولة. و قد تكون مرتبطة بأهداف سياسية أو دينية أو عرقية.تستخدم المليشيات العنف لتحقيق أهدافها، وقد تكون مؤلفة من مواطنين أو جنود غير محترفين.
تعمل المليشيات في مناطق نائية وتستخدم أساليب حرب العصابات. تعالوا نتحدث عن الأسباب والظروف التي أوجدت أظهرت وجود المليشيات في الدول الهشة أو الفاشلة نتيجة للصراعات المحلية والإقليمية وضعف الدولة , د تكون الطائفية الدينية والعرقية والصراعات السياسية أسبابًا لظهور المليشيات.
التحديات علي أن يعمل الجيش على تعزيز الأمن القومي والتصدي للمليشيات ولكن كيف هو الذي كان السبب في وجودها ويجب أن تكون الدولة قوية وتحترم حقوق الإنسان للتصدي لظاهرة المليشيات , وهو ما يثير قلقًا عميقًا بين صفوف المدافعين عن حقوق الإنسان والسلام. لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن الحرب الحالية ليست سوى واجهة لتصفية الحسابات وتعزيز السلطة، بعيدًا عن الادعاءات بأنها حرب لتخليص الشعب من المليشيات وانتهاكاتها.وحتي الولايات المتحدة وجدت بها أشكال للميلشيات ,تعرف على بعض أبرز الميليشيات المسلحة في الولايات المتحدة: . حركة بوغالو (Boogaloo Movement) - تأسست كحركة يمينية عام 2012، واشتهرت عام 2019 خلال مظاهرات السود والحركات المناهضة لعنف الشرطة. - تؤمن بحقوق حيازة الأسلحة وتروج لتفوق العرق الأبيض. - بعض أعضائها يسعون لإشعال حرب أهلية ضد أصحاب البشرة السمراء والأقليات الأخرى.
حركة حفظة القسم (Oath Keepers): - تقدر عدد أعضائها بحوالي 35 ألف عضو. - تؤمن بحماية الدستور الأمريكي بكل السبل السلمية والمسلحة. - تروج لتفوق العرق الأبيض وكذلك حركة الثلاثة في المئة (Three Percenters) - يمينية أمريكية متطرفة ومجموعة شبه عسكرية. - تدافع عن حقوق ملكية السلاح وتقاوم تدخل الحكومة الفيدرالية في الشؤون المحلية.
a. بدعوني أقدم لكم مزيدًا من استخدام الجيش في مثل هذه الحالات:ردع الميليشيات في العراق وسوريا: الولايات المتحدة قامت بقصف ثلاثة مواقع للميليشيات في العراق وسوريا ردًا على تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار ضد مواقع أمريكية في العراق. لكن الرد كان محدودًا، والميليشيات استمرت في تصعيدها ببساطة. يجب أن تفكر الولايات المتحدة في انتقام أكثر اتساقًا وألمًا لحماية الأمريكيين في الشرق الأوسط.
b. الحوثيين في اليمن ومرمى النيران في باب المندب: الحوثيون يستخدمون مجموعة واسعة من الأسلحة والتكتيكات لتصعيد إخلالهم بالأمن البحري الإقليمي., يهددون حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب ويستهدفون السفن الإسرائيلية والسفن الحربية الأمريكية., يجب أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات أكثر فعالية للردع وحماية الملاحة في المنطق , في المجمل، استخدام الجيش يعتبر أداة للردع والحفاظ على الأمن والاستقرار. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بحذر وفقًا للظروف المحلية والتحديات المحددة.
هذه الميليشيات تشكل تحديًا للأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم وتجذب انتباهًا كبيرًا نظرًا لتصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد تتجلى الحقيقة المرة في أن الجيش، الذي يُفترض أن يكون حاميًا للوطن والمواطن، قد تورط في استغلال المليشيات كأداة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية. هذا التورط لا يعكس فقط الخلل البنيوي في المؤسسة العسكرية، بل يشير أيضًا إلى أزمة أخلاقية تعصف بمفهوم الدولة ومؤسساتها.
أولًا: يُعد التحالف بين الجيش ومؤسس الجنجويد، الذي يحمل سجلًا حافلًا بالانتهاكات، دليلًا صارخًا على تجاهل القيم الإنسانية والأخلاقية. إن السعي وراء السلطة قد أعمى البصائر عن رؤية الضرر الذي يلحق بالمدنيين والضحايا الأبرياء.
ثانيًا: يكشف الاعتماد المستمر على المليشيات عن رغبة في السيطرة والتحكم، بدلًا من بناء جيش وطني مهني يعكس قيم الدولة المدنية الديمقراطية. إن الرهان على القوة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية يُعد مقامرة خطيرة بمستقبل البلاد.
ثالثًا: الطريق إلى جيش قومي مهني يمر عبر السلام والتحول الديمقراطي. يجب أن تكون الأولوية لوقف الحرب وتعزيز الوحدة بين قوى السلام والديمقراطية لتحقيق تحول حقيقي يضمن العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
في خضم الدمار والألم الذي يعصف بأرضنا، نرفع صوتنا عاليًا مطالبين بوقف الحرب التي لا ترحم. نناشد كل من له قلب ينبض وضمير يصحو أن ينظر إلى حجم الدمار الذي لحق بالمدنيين الأبرياء، الذين تقطعت بهم السبل وسط الصراعات العبثية.
ندعو الجيش، الذي يُفترض أن يكون درع الوطن وحامي حماه، أن ينصاع لصوت العقل والضمير، وأن يكون سندًا للسلام لا أداة للحرب. ويجب أن يكون الجيش مثالًا للمهنية والتفاني في خدمة الشعب، لا أن يكون جزءًا من معضلة تعاني منها البلاد.
نختم بالقول إن السلام ليس مجرد كلمة نرددها، بل هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل يسوده الأمان والازدهار. لنتحد جميعًا من أجل وقف الحرب والعمل سويًا نحو تحقيق التحول الديمقراطي الذي يضمن حقوق الجميع ويحترم كرامة الإنسان.

زهير عثمان حمد

zuhair.osman@aol.com

 

آراء