الأحزاب السياسية والنخبوية والديمقراطية حول العالم- تركيا والسودان كأمثلة

 


 

 

د. محمد حمدان عيسى/المنطقة الشرقية - المملكة العربية السعودية

تلعب الأحزاب السياسية دورًا رئيسيًا في العمليات الديمقراطية حول العالم. وتنبع فكرة الانتماء لجماعة كغريزة فطرية اذ ان الانسان لا يعيش في جزيرة بمعزل عن الاخرين لان الانسان كائن اجتماعي بطبعه، ولكن على الانسان ان يختار الى أي جماعة ينتمي لا ان يكون مع القطيع بعقل
وتفكير جماعي قد ينافي ما يؤمن به الفرد Group Think
صحيح ان يد الله مع الجماعة ومن شذ.. شذ في النار، ولكن وطنوا لأنفسكم ولا تكونوا توابع او كمن ينتمي الى فئة حزب او جماعة ويكون هدفه السلطة او المركز الاجتماعي او الثروة. "واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" الأمر الفرط، أو الوضع السائب، أو المجتمع المحلول، يجيء ثمرة غفلة القلب، واتباع الهوى، سواء أكان ذلك في أحوال النفس أم في أخلاق الجماعة. ,ونحن تابعنا انتخابات تركيا والتي تأسست كدولة ديمقراطية بقيادة مصطفى كمال اتاتورك في العام1923وهي الديمقراطية التمثيلية البرلمانية ذات الخمسون حزبا سياسيا مسجلا ويضم كافة الطوائف ومن هذه الأحزاب يفوز حزبا واحدا ليقود رئيسه الدولة ومنهم احمد نجدت وعبدالله غول وأخيرا رجب طيب اردوغان للمرة الثالثة منتخبا لخمسة سنوات اخر مع وجود السلطة التشريعية في البرلمان والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية المستقلة كاملا عن السلطتين التنفيذية والتشريعية مع وجود محكمة دستورية لمطابقة القوانين والمراسيم مع الدستور ولو عقدنا المقارنة بين الخمسون حزبا تركيا والأربعون حزبا سودانيا نجد ان أسماء كل الأحزاب التركية تبدا اما بكلمة حزب او الحزب مثل حزب العدالة والتنمية. حزب الطريق القويم. الحزب الجيد.. الحزب الشيوعي التركي.... اما أحزاب السودان فمنها سبعه يبدا اسم الحزب بكلمة حركة...حركة العدل والمساواة.. حركة تحرير السودان.. حركة حق.. حركة كوش.. حركة تحرير شرق السودان.. الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات اخرى تسمى باصحابها.. وبعض احزابنا الأخرى يبدا بكلمة جبهة او الجبهة.. وبعض أحزابنا في اسمائها ذات الثلاثة او أربع كلمات... كلمات مثل العدل. الحقيقة.. التمكين. البعث.. الحرية.. التنمية..التغيير
وكلها كلمات ذات دلالة ومعنى وقيم لو طبقناها وتمسكنا بها لتغير حالنا الى الأفضل
ورقم تعدد هذه الأحزاب والتي لا يستغنى عنها شعب او حكومة في العالم علينا ان نتأمل هذه الآية
"ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون” ويثور السؤال هنا مع ان الانتماء الى الجماعة افضل ولكن لماذا تفشل اكثر الاعمال الجماعية؟
نعم تفشل لان معظم الأحزاب عندما تصل الى السلطة تتحول الى أحزاب قامعة دكتاتورية تفصل
نفسها عن طموحات وامال الجماهير التي أتت بها وتتحول الى تنظيمات نخبوية تجمع السلطة
والجاه والمال. بل ربما نست الوطن كله وكانت فيه من الزاهدين.

د. محمد حمدان عيسى / المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية

mohammedeisa@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء